الأشقر 1

8 سبتمبر 2008 00:04

ومن أشقر، ما أحوج النسيم إلى الكف عن مسابقته، وما أفقر، موار في بحر السراب عوام، يتقنع به الفارس عن (ذي الخمار) أعني فرس الزبير ابن العوام، فما (الزلوج) و(موسوم)، وعنده كل سابق بالعجز موسوم، خلق من التبرع المموه، فأفحم وصفه البليغ المفوه، كأنما متنه من الذهب سبيكة، ما رُئي راكبه على صهوته إلا رُئي متكئاً على أريكة، كسا الشمس حلة العجاج فكسته حلقة الشفق، وأخجل الذهب بلونه فاتخذ الكنز حياء منه في الأرض أي نفق، قد انحنى قذاله كقوس الذهب، أو كقوس الغمام الذي لمع بارقه والتهب، يذوب النضار حسداً له على النار فعينه عليه حمرا، ويتلهب كانونه من الغيظ فقد حشيت لولا ترامي الغائبين لأقسم الـ راؤون أن حراكها تسكين وتكاد تشبهها البروق لوانها لم تعتلقها أعين وظنون أو قول الشيخ إبراهيم بن صالح الهندي، فإنه لائق بها عند جميع الأدباء وعندي: وجُردٌ مذاك مقرناتٌ شوازبٌ عتاق تفوت السهم منها السواهم تخوض غمار الموت منها سنابك سوابح في بحر النجيع عوائم لعثيرها فوق السماك سرادق تجافت عن العقبان فيه القوادم كنهورها يسقي الثراء بواكف تجود بها منه الطلى والجماجم وتزجيه من جرس الصهيل رواعد لها بصليل المرهفات تراجم رعيل تغور الشم في جنباته وتغرق في طامي رداه الخضارم