السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محاولات أميركية لإنقاذ «زد تي آي» الصينية

محاولات أميركية لإنقاذ «زد تي آي» الصينية
15 مايو 2018 19:58
شريف عادل (واشنطن) اقتربت الولايات المتحدة الأميركية والصين من الوصول إلى اتفاق يسمح بتخفيف أو إلغاء العقوبات الأميركية على عملاق صناعة معدات أجهزة وأنظمة الاتصالات الصينية شركة «زد تي إي» ZTE، مقابل إلغاء الصين للتعرفات الجمركية التي فرضتها على واردات زراعية أميركية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات. ويبحث الفريقان الأميركي والصيني تخفيف حظر بيع مكونات أجهزة وأنظمة الاتصالات، الذي فرضته الحكومة الأميركية على الشركات الأميركية قبل نحو شهر، مقابل إلغاء الصين لتعرفات جمركية فرضتها تقريباً في الوقت نفسه على مجموعة واردات زراعية من الولايات المتحدة، أهمها فول الصويا. لكن يبدو أن رفع الحظر تماماً لا يروق لبعض أعضاء الحزب الجمهوري، الذين طلبوا توضيحاً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خاصة أن الأجهزة الأمنية الأميركية لم تنف تمثيل الشركة تهديداً للأمن القومي الأميركي سبق التحذير منه. وفرضت الصين أوائل أبريل الماضي تعرفات جمركية على 128 منتجاً أميركياً، في محاولة لـ «تعويض الخسائر» الناجمة عن التعرفات الأميركية الإضافية التي فرضتها أميركا على وارداتها من الصلب والألومنيوم، و«لحماية المصالح الوطنية للصين»، على حد تعبير صحيفة الشعب الصينية اليومية الرسمية وقتها. وأصدرت وزارة التجارة الأميركية قبل شهر قراراً بمنع الشركات الأميركية من التعامل مع شركة «زد تي إي» لمدة 7 سنوات، بسبب انتهاكها تسوية تمت عام 2017، بعد اتهامها بأنها باعت معدات بشكل غير قانوني، احتوى بعضها على مكونات أميركية، إلى كوريا الشمالية وإيران. وكانت الشركة قبلت الاتهام العام الماضي، ووافقت على التسوية بمبلغ 1.2 مليار دولار دفعتها بالفعل للحكومة الأميركية. إلا أن الولايات المتحدة قالت إن الشركة كذبت على وزارة التجارة الأميركية، بشأن معاقبة الموظفين المتسببين في المشكلة، وأشارت إلى أن بعضهم تلقى مكافآت. وقال وزير التجارة ويلبر روس في بيان: «بدلاً من توبيخ موظفي زد تي إي والإدارة العليا، قامت زد تي إي بمكافآتهم». وأضاف: «لا يمكن تجاهل هذا السلوك الفظيع». وكان يفترض أن يحرم هذا القرار الشركة الصينية من أي نشاط يتعلق بالولايات المتحدة وأي مواد أميركية، سواء كانت قلم رصاص أو جهاز توجيه (راوتر). وبعد مرور أقل من شهر على إصدار الحكومة الأميركية قرارها، بدأ العديد من كبار عملاء شركة «زد تي إي» إعادة تقييم علاقتهم مع شركة الاتصالات الصينية المتعثرة، بعد أن بدؤوا يشعرون بالقلق من انتظام إمدادات الهواتف وأجهزة الربط الشبكي لإغلاق بعض خطوط التجميع لدى الشركة. وتزايدت المخاوف العالمية من قدرة الشركة على توريد الهواتف الذكية وأجهزة التوجيه وأجهزة الاتصالات الأخرى بعد إعلان الشركة أنها «تكافح لتحمل تأثيرات قرار وزارة التجارة الذي يمنع الشركات الأميركية من بيع مكونات الأجهزة لها». ويوم الأربعاء الماضي قالت «زد تي إي» إنها أوقفت جزءاً كبيراً من عملياتها، رغم استمرار موظفيها في التوافد على مقرها في شينزن الصينية. لكن مع تدفق المئات من العاملين داخل وخارج الكافيتريا القريبة خلال وقت الغداء، قال البعض إنهم «لا يوجد لديهم إلا القليل للقيام به منذ توقف الإنتاج في أواخر أبريل». وقال آخرون إنهم يعملون كالمعتاد. وبعدها بيومٍ واحدٍ أعلنت شركة «تلسترا كورب» «Telstra Corp»، أكبر شركة اتصالات في أستراليا، إنها لن تستخدم بعد الآن الهواتف الذكية الخاصة بها التي تصنعها «زد تي إي»، كونها لا تستطيع ضمان توفر تلك الأجهزة لدى الشركة الصينية مستقبلاً. أيضاً قالت شركة «إيه تي آند تي» «AT & T Inc»، الموزع الرئيس لهواتف «زد تي إي» في الولايات المتحدة، وشركة «إم تي إن» «MTN Group Ltd»، أحد أكبر مشغلي الشبكات في أفريقيا، إنهما تقومان بتقييم تأثير الحظر الأميركي على مبيعات مكونات الأجهزة للشركة الصينية. وتعتمد الشركة الصينية اعتماداً كبيراً على المكونات المصنوعة في الخارج، خاصة الرقائق الإلكترونية الأميركية الخاصة بهواتفها الذكية التي باعت منها 55 مليون جهاز في أميركا وحدها منذ عام 2013. وقامت شركة «كوالكوم» «Qualcomm Inc» الأميركية بتوفير شرائح 84% من الهواتف التي وردتها شركة «زد تي إي» في الربع الأول من العام الجاري على مستوى العالم، ما يوضح مدى اعتماد الشركة الصينية على الشركات الأميركية، خاصة في مكونات أجهزة الاتصالات، الأمر الذي يجعلها دائماً عرضة للصراعات التجارية بين البلدين. وعارضت «زد تي إي»، التي توظف نحو 75 ألف شخص حول العالم، القرار الأميركي، وقدمت استشكالاً لإلغائه. ومثلت تغريدة لترامب صباح الأحد على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أعلن فيها أنه يعمل على منح الشركة الصينية «طريقة للعودة إلى الأعمال التجارية بسرعة»، تحولاً مفاجئاً في الموقف الأميركي، في بداية أسبوع كبير بالنسبة للعلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وكانت واشنطن وبكين قد هددتا بفرض رسوم جمركية على واردات بعشرات المليارات من الدولارات من بعضها البعض، ما أثار مخاوف من نشوب حرب تجارية شاملة. لكن تغريدة ترامب منحت الشركة الصينية قبلة حياة، حيث قال فيها إن «الكثير» من الوظائف الصينية كانت معرضة للخطر. وأضاف أنه تم «إصدار تعليمات» لوزارة التجارة بإعادة «زد تي إي» إلى العمل. ورحبت بكين يوم الاثنين بكلمات ترامب. وقال كين شيونج، استراتيجي العملات في بنك ميزوهو في هونج كونج إن «إدارة ترامب تعمل على تخفيف موقفها والتراجع عن استخدام أكثر الأسلحة تدميراً في المفاوضات»، وأضاف: «ينبغي أن تكون الجولة الثانية من المفاوضات أكثر إيجابية». واستهدفت محادثات أجريت في بكين في وقت سابق من هذا الشهر خفض حدة التوتر بين البلدين، إلا أنها فشلت في تحقيق أية إنجازات تذكر. ويتجه كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى واشنطن هذا الأسبوع لإجراء المزيد من المفاوضات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©