الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مصاصات التلهية».. فوائد لا تخلو من المخاطر

«مصاصات التلهية».. فوائد لا تخلو من المخاطر
18 أغسطس 2016 10:49
خورشيد حرفوش (القاهرة) تساعد «مصاصات التلهية» المطاطية أو ما تسمى «اللهاية»، على تهدئة الطفل المضطرب، ومنعه من مص إبهامه، والنوع الجيد من هذه المصاصات، المصنوع من مطاط، صنع بمواصفات صحية خاصة، بحيث لا يتآكل أو يفرز أي مواد تؤذي الطفل أو تضر ببشرته عندما يغلب عليه النعاس، كما يتميز النوع الجيد منها، وهذا أهم ما في الأمر، بعدم انقلاع أو اقتطاع جزء «الحلمة» الذي قد يسبب اختناق الطفل. عادة الدكتورة غادة الطويل، اختصاصية جراحة الأطفال تشير إلى أن استعمال المصاصة استعمالاً صحيحاً قد يمنع بشكل فعال مص الإبهام. فمعظم الأطفال الذين يكثرون من استعمال المصاصة في الأشهر القليلة الأولي من عمرهم، لا يمارسون أبداً عادة مص الإبهام، حتى ولو كفوا عن استعمال المصاصة في الشهر الثالث أو الرابع من عمرهم. وقد يتساءل البعض ما الفائدة إذاً من الاستعاضة عن مص الإبهام بالمصاصة، إذا كان هذا شأنها؟ والجواب أنه إذا استسلم الطفل لمص الإبهام خلال الأشهر الثلاثة الأولي من عمره (نصف الأطفال على وجه التقريب يستسلم لهذه العادة) فإنه سيستمر في المص إلى أن يبلغ السنة الثالثة أو الرابعة أوالخامسة أحياناً بعد هذا العمر. ونقيض ذلك أن معظم الأطفال الذين يستعملون المصاصة يتخلون عنها عند بلوغهم الشهر الثالث أو الرابع من عمرهم. فبينما كانوا في الأشهر الأولي يتلهون بالمص خلال فترات طويلة فإنهم يلفظون المصاصة الآن حالما تدخل في أفواههم، أو بعد ذلك بلحظات قليلة. أما بقية الأطفال فمعظمهم يتخلى عنها عند بلوغه السنة الأولي أو الثانية من عمره. فالفرق كبير بين مص الإبهام ومص المصاصة. وميزة المصاصة أن استعمالها لا يؤدي إلى اعوجاج الأسنان بالقدر الذي يؤدي إليه مص الإبهام. وعادة ما نرى بعض الأمهات يترددن في البدء باستعمال المصاصة، كما يترددن في الكف عن استعمالها. لكنْ هناك مشكلتان تعترضان استعمال المصاصة، الأولى تتمثل في تتردد الأم في استعمالها، أو تحاول استعمالها بعد فوات الأوان، حيث لا يقبل عليها الطفل كما كان من الممكن أن يقبل عليها لو أنها قدمتها إليه خلال الأسابيع الأولي من العمر. إن هذا التردد أمر طبيعي، ذلك أن معظم الناس لا يستحسن منظر مصاصة تتدلي من فم الطفل لا سيما متى أصبح الطفل قادراً على السير على قدميه وراحت تبدو على وجهه علامات «التخدير» بفعل المص. ومع أن الأمهات يرفضن في معظمهن استعمال المصاصة عندما ينصح الأطباء بذلك. فإنهن غالباً ما يتخلين عن رأيهن فيما بعد عندما يتفهمن فوائد المصاصة من إحدى قريباتهن أو صديقاتهن. والمشكلة الأخرى هي أن الأم التي استعملت المصاصة بنجاح لمعالجة حالات الاضطراب والمغص، تصبح تعتمد على المصاصة لتهدئة الطفل كلما ارتفع صوته، حتى بعد أن يبلغ من العمر حدا يسمح له بالتخلي عنها (عادة ما بين الشهرين الثاني والرابع). وهذا من شأنه أن يولد لدى الطفل بعد بلوغه الشهر الخامس أو السادس أو السابع من عمره اعتماداً على المصاصة، ويستمر حتى يبلغ سنة أو سنة ونصف من العمر. أداة تسلية وتوضح أن المصاصة وسيلة تقوم مقام الإبهام للطفل الذي يحتاج إلى مص حتى الشهر الثالث أو الخامس من عمره. إلا أن الحاجة إلى المص تنخفض بعد هذا العمر، ويصبح ما يتلقاه الطفل من مص أثناء الرضاعة كافياً، ولا يعود يتقبل المصاصة. وعند بلوغ الطفل الشهر الرابع أو الخامس من عمره، تزول حاجته إلى المص كلياً (ويبدو هذا الأمر جلياً لدى الطفل الذي يرضع من ثدي أمه، والذي لا يكاد يبلغ هذا العمر حتى يبدي ملله من الرضاعة) فإذا استمرت الأم في تقديم المصاصة إلى طفلها بعد بلوغه الشهر الرابع على وجه التقريب، إما لأنه من الأطفال القلائل الذين لم يستوفوا حاجتهم منها بعد، أو لأن استعمالها أصبح عادة يألفها إلى حد لا تستطيع معه أمه أن تجبره على التخلي عنها. فإن المصاصة تصبح عندئذ أداة للتسلية «التلهية» يصعب على الطفل أن يتخلى عنها قبل بلوغه سنة أو سنة ونصف أو سنتين من العمر. وإذا كان الطفل غير مستعد للتخلي عن المصاصة في أي عمر فليس من المناسب أن يحرم منها، لكن يستحسن منع المصاصة عن طفل يبدي علامات رفضها. وهذا من شأنه أن يريح الأمهات اللاتي يخشون من أن تتسبب المصاصة في اعوجاج أسنان الطفل. العمر المناسب وتلفت إلى أن العمر المناسب لتقديم المصاصة، فالجواب أنه إذا ألَف الطفل مص إبهامه خلال فترة تمتد بضعة أسابيع أو بضعة أشهر، فالأرجح أنه سيرفض المصاصة إذا قدمت إليه لأنه لا يتمتع بالإحساس اللذيذ في فمه فحسب بل في إبهامه أيضاً. لذلك إذا كان لا بد من استعمال المصاصة، على الأم أن تبدأ ذلك في الأسابيع القليلة الأولي من عمر الطفل. وأما عن الساعات المناسبة من النهار لتقديم المصاصة، فالجواب أن الوقت المناسب هو أي وقت يفتح فيه الطفل فمه، ويحاول مص إبهامه أو أصابعه أو معصمه أو ثيابه أو أي شيء آخر في متناول يده. وخلال الأشهر الأولى نادراً ما يستيقظ الطفل إلا في فترات وجيزة قبل الرضاعة وبعدها، فهذه إذاً هي أوقات تقديم المصاصة. وأما إذا استيقظ فيما بين الرضعات فلا تتردد الأم في تقديمها إليه. وليس القصد أن تختصر فترة تقديمها إليه بقدر الإمكان، بل أن تطيل هذه الفترة بقدر ما يرغب هو في ذلك خلال الأشهر الثلاثة الأولي، بحيث يستوفي حاجته منها، ويتخلى عنها عندما يقدر هو على ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©