الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

غزارة التجريب وندرة الروائية في الفيلم اللبناني

غزارة التجريب وندرة الروائية في الفيلم اللبناني
7 سبتمبر 2008 02:18
للسنة السابعة على التوالي أقيم مؤخرا في بيروت مهرجان الفيلم اللبناني ونظمته مؤسسة ''نما في بيروت''، التي يعبر اسمها عن هوية المهرجان الذي يلقي الضوء على الأفلام اللبنانية المولودة حديثا وأيضا المخرجين الجدد، كما يلاحق المهرجان المخرجين القدماء لمتابعة أعمالهم وإنتاجاتهم السينمائية· ولا يستثني المهرجان فيلما سواءً كان تسجيليا أو وثائقيا أو قصيرا أو تجريبيا· كما جاء انتقاء الأفلام المشاركة في المهرجان التي تعالج قضايا مختلفة لها وقعها على المجتمع اللبناني كالهجرة والبيئة والعلاقة بالأحداث والإعلام والماضي· وشارك في المهرجان عشرة أفلام تجريبية وثلاثة أفلام تحريك رغم قلتها لهذا العام، مع مشاركة 12 فيلما وثائقيا· أما بالنسبة للأفلام الروائية القصيرة فشاركت بعشرة أفلام رغم معاناتها من مسألة الإنتاج التي تفرض على المخرج أحيانا استخدام تقنيات لا تسمح له بإنتاج صورة جمالية· خلال الدورات الأربع الأولى اتخذ المهرجان اسم الشركة حسب مدير المهرجان بيار صراف، قبل أن يصير رسميا مهرجان الفيلم اللبناني منذ الدورة الخامسة، لأننا لم نكن متأكدين من قدرة المهرجان على استقطاب الإنتاجات اللبنانية· فالدورات الثلاث الأولى للمهرجان لم تتعد عروضا قليلة لأفلام لبنانية في المركز الثقافي الروسي بما لم يسمح للمهرجان بتكوين شكله وأهدافه· ولكن استطاعت دورته الرابعة أن تكون ملامح أولية له من خلال عرض إنتاجات لبنانية حديثة في الأفلام الروائية القصيرة والطويلة والوثائقية والتجريبية والتحريك وغيرها· وفي عام 2006 توقف المهرجان قسريا بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان· ولكن في عام 2007 شارك في المهرجان 70 فيلما ناقش موضوع الحرب· أما في عام 2008 كان التركيز على واقع الحياة الاجتماعية اللبنانية التي طوت صفحة الحرب''· على خط آخر نجح المهرجان في إعطاء مساحة للأعمال التجريبية والتحريك التي لم تعرض قبل المهرجان على نطاق مكثف وموجه كالذي شهدته مع بداية المهرجان· إلا أنه أخفق في استقطاب الإنتاجات الروائية الطويلة· وكمحاولة للترويج للأفلام اللبنانية ووضع خطوة أولى للتعريف بها استضاف المهرجان المخرج الأمريكي لودج كريغان· وكان الهدف من ذلك حسب صراف: ''أن نقول هناك مخرجون حول العالم ينجزون سينما بإمكانيات ضئيلة ولكن لديهم موهبة ورؤية''· أي أن عمل فيلم سينمائي بأي صورة كانت هو المهم! كما عمد المهرجان إلى استضافة مهرجان عالمي آخر من خلال استضافة مدير مهرجان ميونخ السينمائي اندرياس شترول، مما يساعد على إيجاد فرص لعرض الأفلام اللبنانية في الخارج· ويأتي التركيز على الأفلام اللبنانية دون غيرها في المهرجان رغبة منه في تشجيع هذه الصناعة ''المبتدئة''، وفي محاولة أيضا لمساعدة المخرجين اللبنانيين لخلق صورة للسينما اللبنانية، لأنه حتى الآن حسب صراف ''لم تتضح هوية السينما اللبنانية بسبب غياب الصناعة والدعم وأحيانا الجمهور ولكنها موجودة بسبب مبادرات فردية!'' أما عن عدد الأفلام المشاركة في المهرجان فكان خمسة وثلاثين فيلما من بين نحو 130 عملا تسلمها المهرجان· وعن كيفية اختيار الأفلام يقول صراف: ''هناك أفلام نختارها لقوة موضوعها، وأخرى لقوة صورها ولكن بالطبع الوضع المثالي هو حين يكون هناك توازن بين الإثنين''· إلا أن ما يؤخذ على المهرجان هو عدم وجود مسابقة وبالتالي جوائز للأفلام المشاركة والذي يرجعه صراف إلى عدم وجود أفلام لبنانية كافية يمكن أن تتسابق فيما بينها على مستوى جيد دون أن تنتقد من مهرجانات عالمية في الخارج· ويتابع: ''ولكن في العام القادم سيكون هناك مسابقة وجوائز· وسيكون هناك مسابقة سيناريوهات وسيحصل السيناريو الأفضل على جائزة مالية''· من ناحية أخرى يلاحظ أن المهرجان يميل إلى الأفلام التجريبية ذات الجمهور النخبوي خصوصا من المهتمين بالسينما وصناعتها· وهنا يقول صراف: ''خلال السنوات السبع الماضية تتبعنا الإنتاجات اللبنانية والعالمية أيضا وحينها اكتشفنا أن الإنتاج التجريبي في لبنان وصل إلى مستوى عالمي· ولذلك فإن عرض الأفلام التجريبية ليس من باب التشجيع ولكن لأنها بالفعل أفلام تقول شيئا وتتماشى مع الاتجاه العالمي''·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©