الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الكعبي: الإمارات عاصمة إنسانية ومحطة دعم للأشقاء

الكعبي: الإمارات عاصمة إنسانية ومحطة دعم للأشقاء
17 ابريل 2015 00:17
إبراهيم سليم (أبوظبي) شدد الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، على التصدي لأصحاب الفكر المتطرف وتعزيز ثقافة الوسطية والاعتدال وإعلاء قيم التسامح والتعايش، مشيراً إلى أن الدولة ملتزمة بقضايا الأمة الإسلامية والعربية، وكذلك التزام الدولة برسالتها الإنسانية العالمية وبمبادئها التي تأسست عليها، وسعيها إلى ترسيخ مكانتها كعاصمة إنسانية ومحطة خير وغوث ودعم للشقيق والصديق، وتقف جنباً إلى جنب مع أشقائنا في الدول الإسلامية ولاسيما جمهورية أفغانستان الإسلامية، جاء ذلك خلال حفل تخريج الأئمة الأفغان في الدورة الأولى التي نظمتها دار زايد للثقافة الإسلامية. ولفت إلى حرص اللجنة المنظمة متمثلة بدار زايد للثقافة الإسلامية والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف على الإعداد الجيد للبرنامج، الذي يتضمن تنظيم دورة علمية وأنشطة هادفة وفعاليات مصاحبة تحقق الهدف من البرنامج في طلب العلم ومناقشة القضايا الحساسة التي أثرت سلبا على صورة الإسلام نتيجة للممارسات الخاطئة. ومن تلك الموضوعات: الفتوى وضوابطها وسبل التصدي للفتاوى العشوائية والفردية وكذلك مقومات الخطاب الديني المعتدل، الرؤية الشرعية للواجبات الوطنية وحقوق الحاكم وبذل الجهد في عونه لخدمة الوطن والدين وكذلك أهمية الأمن والاستقرار وواجب العلماء في درء الفتن وتحذير الناس من أخطارها وبيان الموقف الشرعي عند حدوثها والتصدي لها، وحلقة نقاشية حول دور المرأة في المجتمع. وعلى هامش البرنامج أطلع الأئمة بشكل مباشر على تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في التصدي لأصحاب الفكر المتطرف وتعزيز ثقافة الوسطية والاعتدال وإعلاء قيم التسامح والتعايش وأكد الكعبي التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتعزيز أوجه التعاون مع جمهورية أفغانستان الإسلامية بناء على وثيقة الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين البلدين والذي تشرف عليه اللجنة الإماراتية الدائمة للمساعدات الإنمائية والإنسانية، منوها إلى أن التعاون يعزز العلاقة بين الشعبين الإماراتي والأفغاني بحكم الانتماء الديني والثقافي وعامل الجوار وتعميم الخبرة التي امتازت بها منهجية الإمارات في الوسطية والتسامح والتواصل الحضاري. وأشار الدكتور محمد الكعبي إلى أن دولة الإمارات احتلت المرتبة الأولى عالميا كأكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية خلال عام 2014 قياسا بدخلها القومي الإجمالي، لافتا إلى أن هذا الإنجاز يؤكد التزام الدولة برسالتها الإنسانية العالمية وبمبادئها التي تأسست عليها وسعيها إلى ترسيخ مكانتها كعاصمة إنسانية ومحطة خير وغوث ودعم للشقيق والصديق. ونوه بدعم دار زايد للثقافة الإسلامية والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف للعديد من المبادرات الاستراتيجية لمواجهة الفكر الضال والمتطرف من خلال تدشين مجلس حكماء المسلمين وتنظيم منتدى السلم في المجتمعات المسلمة بالإضافة لإطلاق مركز هداية الدولي لمكافحة التطرف. وأكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي رئيس مجلس إدارة دار زايد للثقافة الإسلامية، اعتزاز الدار بتخريج أول دفعة من أئمة المساجد في جمهورية أفغانستان الإسلامية، وحرصنا على توفير المناخ الملائم لأن تؤتي الدورة ثمارها، بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، من خلال توفير المحاضرين ذوي الخبرة الواسعة، خاصة أن تدريب الأئمة يأتي انطلاقاً من الحرص على ضرورة إسهامهم في استقرار المجتمع، وتوجيهه إلى الدين الصحيح وما أتى به، بعيداً عن التشدد والمفاهيم الخاطئة مثل التكفير والجهاد والخلافة، إذ يلعب الإمام دوراً مهماً في استقرار المنطقة، وإن فهمه لرسالة الدين الإسلامي السمحة، يعينه على نشر هذه الرسالة وإيصالها إلى الآخرين باعتدال بعيداً عن التكفير والتفجير. وتوجه الوزير فيض محمد عثماني وزير الحج والأوقاف والإرشاد في جمهورية أفغانستان، بالشكر والتقدير إلى دار زايد للثقافة الإسلامية، وإلى يوسف سيف سباع آل علي، سفير الإمارات في جمهورية أفغانستان، على جهوده المباركة في هذا المشروع، وإلى علماء الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف على دورهم في تدريب الأئمة لنشر مبادئ المحبة والتسامح في أفغانستان، سائلاً المولى عز وجل دوام الأمن والازدهار والتقدم لدولة الإمارات وجمهورية أفغانستان الإسلامية، وأن يتغمد الله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بواسع رحمته، ويوفق قيادة البلدين لما فيه خير البلاد والعباد. وأعرب عدد من الأئمة على هامش الحفل عن سعادتهم البالغة بما تلقوه من علوم، وفقه، وطرق خطابه، وكيفية نبذ العنف والتطرف، وإعلاء قيم التسامح بين أفراد المجتمع، والاهتمام بالمرأة، والتوعية باعتدال وسماحة ووسطية ديننا الإسلامي الحنيف، وهي ما يحتاجه أبناء أفغانستان. وأكد حزب الله جلال الدين الأفغاني استفادته من الدورة، وقال: اكتسبنا العديد من الخبرة من الأئمة وشيوخ العلم من خلال المحاضرات والدروس القيمة التي شملت الفكر الوسطي المعتدل، ونبذ التطرف والعنف. وقال جمال الدين محمد إبراهيم من العاصمة كابول، إن الدورة أفادتنا في إعلاء روح الاعتدال والحب بين الناس، وعدم المنابذة، وإطلاق لغة الحوار وعدم التعصب للمذهبية، أو القبلية، وأن كل الناس إخوة في الإنسانية، وهو ما لمسناه خلال فترة إقامتنا بهذه الدولة الفتية، التي تنشط في مجال العمل الإنساني والخيري، وكذلك أهمية توحيد الخطاب الديني، أو الخِطبَة تحديداً، ولم شمل الأمة بدلاً من تنازعها، وأن أفغانستان تحتاج إلى لغة حوار متطورة، تهدف إلى التسامح وعدم التعصب. وقال محيي الدين عبدالأحمد إن أبرز ما تحقق من الدورة أهمية التعايش السلمي، وقبول الآخر، وتحديد أسلوب الخطاب الذي يتوجه به رجال الدين إلى عموم الناس، وهو يتطلب خطبة موحدة، وأهمية التعليم في الارتقاء بالأمة، والعمل على تشجيع الأسر على تعليم أبنائهم لتحصينهم من التطرف. وقال عناية الله شريفي بن شيرول من محافظة بانج شير، إن الدورة ناقشت العديد من القضايا وأبرزها التعريف بالمنهج الوسطي المعتدل، وأنه سيعمل على توعية الشباب بأهمية الاعتدال والوسطية، دون إفراط أو تفريط. وقال عناية الله بن نظر محمد من محافظة بانج شير: توصلنا في الدورة إلى أهمية التعايش السلمي، ومكافحة الإرهاب، وبناء أفغانستان الجديدة، دون تطرف أو نزاع، والبعد عن التمذهب والتعصب. وأشار خوجة محمد فريد إلى أن وحدة الكلمة والتعليم، والوسطية والاعتدال والمحبة بين أفراد المجتمع الأفغاني والتعاون ومد يد المساعدة، وعدم التعصب، وتوفير أماكن للسيدات بالمساجد ليتفقهوا ويتعلموا أمور نحتاجها في بلادنا، ونشكر الإمارات وقيادتها الرشيدة التي أولتنا هذا الاهتمام. الرحمة والمحبة أكد الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في تصريح صحفي على هامش الحفل، أن برنامج تدريب الأئمة الأفغان، يهدف إلى نشر رسالة الإمارات في تبني نهج الوسطية والاعتدال، ونشر الرحمة والتسامح والمحبة وقبول الآخر والحوار معه، لأن الدين الإسلامي أتى ليتمم مكارم الأخلاق، لافتاً إلى أن الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف تركز دائماً على الأئمة الذين يمتهنون مهنة رسول البشرية والإنسانية جمعاء محمد صلى الله عليه وسلم، في أن يكونوا قدوة حسنة للآخرين في سلوكهم ومنهجهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©