الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الخليج السينمائي» نافذة للتنافس وتبادل الخبرات

«الخليج السينمائي» نافذة للتنافس وتبادل الخبرات
16 ابريل 2013 00:17
دبي (الاتحاد) - المتابع للأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة في الدورة السادسة لمهرجان الخليج السينمائي لهذا العام، يجدها تتميز بأفكارها ومضامينها الحديثة التي تكشف وتعكس تنامي المواهب السينمائية الخليجية على صعيد صناعة الأفلام الروائية الطويلة، وهو ما يبشر ببزوغ كوكبة جديدة من المبدعين الذين يرفدون مستقبل السينما الخليجية ويقدمون مؤشراً تفاؤلياً لنجاحاتها وهذا ما تجلى بمتابعة الجمهور وحرصه على التسابق ومشاهدة جديد أفلام هذا العام. يقول الإيطالي من أصول عراقية حيدر رشيد مخرج فلم «مطر وشيك»، إنه جاء إلى مهرجان الخليج السينمائي أكثر من مرة ووجد فيه تطوراً مضطرداً من حيث المستوى الفني للأفلام المشاركة والتي تتنافس لنيل جوائز المهرجان. ويضيف؛ إنه عقد عزم في هذا العام على المشاركة في فلم «مطر وشيك» الذي تدور أحداثه حول قصة سعيد ابن الوالدين الجزائريين البالغ من العمر 26 عاماً، الذي يدرس ويعمل في أحد المخابز، والذي تبدّلت حياته بشكل مفاجئ حين فقد والده وظيفته في المصنع الذي يعمل فيه منذ 30 عاماً بسبب انتحار رب العمل، فيعجز حينها عن تجديد إقامته في إيطاليا ويجبَر على العودة إلى الجزائر. ويسترسل المخرج بالقول: إن الفيلم يظهر كيف يمكن لسعيد وشقيقه البقاء في إيطاليا بينما على الوالد العودة إلى الوطن، الأمر الذي جعل سعيداً يخوض معركة إعلامية وقانونية وجد نفسه خلالها في مواجهة مع بيروقراطية قاتلة وأحكام مسبقة ومواعظ كاذبة ودعاية سياسية. ويوضح المخرج؛ أن النهاية لا تبدو مأساوية لأن سعيداً قرر العودة إلى الجزائر وعدم الاستمرار في العيش في بلد لم يتقبله ولم يعد يجد فيه نفسه. وعن مشاريعه المقبلة أوضح رشيد أنه بصدد إنجاز فيلم إيطالي تركي عراقي ألماني يتحدث عن شخص يخرج من إيطاليا عائداً إلى العراق للبحث عن جذوره، لكي ينهل من تراب الوطن الذي افتقده كثيراً. اهتمام الجمهور أما محمد الباشا مخرج فيلم «سكاتي» فيقول إنه من المواظبين على حضور مهرجان الخليج السينمائي، مؤكداً أن له أربع مشاركات مختلفة في هذا المهرجان منها «عصافير الفردوس»، و»نعال المرحوم»، و»بقايا بوح». وعن طموحه يتمنى أن تحظى أفلامه باهتمام الجمهور ومتابعته، لأن الأعمال التي يقوم بها المخرج أو السيناريست بحاجة إلى تفاعل جماهيري من خلاله يقاس مستوى النجاح، مشيراً إلى أن فيلمه «سكاتي» يدور حول قصة ثلاث بنات يعشن في قرية وتكون رغبتهم في الحصول على خدمة الإنترنت ويواجهن صعوبات أسرية ومجتمعية وتقنية. أمام المحك المخرج السعودي فيصل العتيبي مخرج فيلم «الزواج الكبير» أشاد بالمستوى التنظيمي للمهرجان، معتبراً أن الزخم الجماهيري والإعلامي الذي يحظى به يعكس المستوى الفني الجميل الذي وصل إليه والمكانة المرموقة التي جعلت المشاركة والمنافسة فيه تصل إلى عدد مثالي من الأفلام الطويلة والقصيرة، ناهيك عن الورش والندوات التي تقام على هامشه. ويرى العتيبي أن مشاركته في المهرجان تضعه أمام المحك الذي لا يخشاه، بل يطمح لاجتيازه وتحقيق النجاح الطبيعي لكل مخرج يجد في نفسه الطاقة والرغبة في العمل السينمائي. ويقول العتيبي إن فيلمه يوثق عرساً في جزر القمر، تستمر تفاصيله على مدى أسبوعين، وتُرسم لصاحبه ملامح المستقبل، وتفتح له أبواب الحياة في الجزيرة بكل احترام، متمنياً أن ينال فيلمه تقدير لجنة التحكيم ليكرر نجاحاته السابقة عندما فاز في فيلمه «الحصن» بالجائزة الثالثة في مسابقة الأفلام الوثائقية وذلك في الدورة الثانية من مهرجان الخليج السينمائي. مشاركة مهمة من جهته يؤكد المخرج جمال سالم أن مشاركته في مهرجان هذا العام تأتي لتؤكد انتقاله من فئة الأفلام الروائية القصيرة إلى الروائية الطويلة، ويتابع أنه حريص على المشاركة في جميع المهرجانات السينمائية الخليجية والعربية لأن ذلك يسهم في معرفة المستوى الفني لأفلامه. ويضيف سالم أن فيلم «حب ملكي» يجسد صوراً لحب رومانسي جميل لفتى يهيم حباً بزميلته في الجامعة، وحين يقرر بعد سنتين البوح لها بحبه، يفاجأ بأنها تتزوج من رجل آخر يعمل بالتجارة. وتتعرض الفتاة لحادث أوقعها في غيبوبة دائمة، فيقوم ذلك الشاب بزيارتها يومياً ويبث لوعته وهيامه بها. ويكشف المخرج أن الفتاة صحت بعد ثلاث سنوات من غيبوبتها وتسأل عن صاحب الصوت الذي كان يسليها طوال فترة غيبوبتها، ثم تعرض عليه الزواج. آمال النجاح ويعلق العراقي كرزان قادر مخرج فيلم «بيكاس» وتعني باللغة العربية (اليتيم أو من لا أهل له)، آمالاً كبيرة على نجاح فيلمه الذي يروي قصة الطفلين اليتيمين المشردين (دانا وزانا)، اللتين تبحثان عن خلاصهما من العذاب في كردستان العراق، لتتفتق مخيلتهما البريئة عن الاستعانة بالبطل الخارق سوبرمان بعد أن شاهدتا بعض لقطات من فيلم سوبرمان. ويوضح أن هاتين الطفلتين تجدان أن الأمل الوحيد لهما هو الذهاب إلى أميركا والعيش بجانب صديقهما القوي «سوبرمان». مشيراً إلى أن «بيكاس» يأخذ المشاهد إلى حجم المعاناة التي عاشها الأكراد، وأن من يعيش في هذه الظروف عليه أن يتعلق بالأمل كحل وحيد للتغلب على فداحة الواقع من خلال شخصية خارقة. ويتابع أنه أحب تسليط الضوء على المعاناة في العراق، ولأن في داخله جرحاً عميقاً أراد معالجته بهذه الطريقة، حيث قام بتصوير الفيلم في كردستان العراق. ويكشف كرزان عن المعاناة مع الممثلين الصغيرين اللذين أتقنا الدور بعد توجيهات عديدة، مع مواجهة بعض الصعوبات في السيطرة على انفعالاتهما. تواصل واحتكاك تبادر المخرجة والشاعرة اليمنية سوسن العريقي صاحبة الفيلم الروائي القصير «صورة» بالقول: لقد حرصت على المشاركة في المهرجان بهذا الفيلم إيماناً مني بالنجاح، خاصة أن فيلمي حاز جائزة لجنة التحكيم في المسابقة الرسمية لمهرجان مكناس الدولي لسينما الشباب في دورته الثانية. وأعربت العريقي عن سعادتها لوجودها في الإمارات التي تحتضن الموهوبين والفنانين والسينمائيين بمختلف توجهاتهم وميولهم، وتصف السينما الخليجية بأنها تسير في الطريق الصحيح من خلال ما تقوم به من مهرجانات وورش عمل وندوات تفتح فضاءات واسعة للسينمائيين للتواصل والاحتكاك، وتقول: فيلم «صورة» هو العمل الثالث لي، حيث سبق وأن شاركت بأول فيلم إخراجي وهو فيلم «ممنوع» الذي فاز في مسابقة زووم للأفلام القصيرة، وقدمت الفيلم الثاني «بنت البحر» العام الماضي في مهرجان الفيلم العربي الأوَّل بمدينة ليفربول. قصة مهاجرين الكاتب والمخرج المسرحي العراقي كحيل خالد، وصف مشاركته في المهرجان بأنها نقلة جديدة في دخوله عالم السينما، كونه معروفاً بأعماله المسرحية، ويضيف: شاركت في فيلم وثائقي بعنوان «دوت كو دوت يوكي» ويصوّر هذا الفيلم حياة ثلاثة مهاجرين يعيشون في لندن، وهم هنديان، وعراقي ولد في السويد، ويتعرضون إلى استغلال وحشي وهو أسلوب مأساوي اعتاد عليه المهاجرون من دول»العالم الثالث». وتدور أحداث الفيلم بأسلوب درامي مؤثر يخلق انطباعاً بأن المهاجرين عبارة عن فئة مهمشة في المجتمع البريطاني. متنفس سينمائي وعبرت المخرجتان مرام عاشور وأمينة العفيفي عن سعادتهما بالمشاركة في أوَّل عمل لهما في المهرجان والذي فتح لهم آفاقاً واسعة للاحتكاك والمعرفة وتبادل الخبرات مع ذوي التخصص وصناع السينما الحقيقيين، تقول مرام: إن المهرجان بالنسبة لنا نافذة مهمة ومتنفس سينمائي حيوي عرفنا بالآخرين ووسع من انتشارنا عبر وسائل الإعلام التي غطت وبشكل تفاصيلي جميع أفلامها القصيرة والطويلة. وتوضح أمينة: على الرغم من عدم وجود صناعة سينمائية حقيقية في الخليج إلا أن هناك حراكاً سينمائياً ملحوظاً وملموساً ويبشر بإمكانية إحداث نقلة نوعية مهمة في عالم السينما المتجدد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©