الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات نموذج يحتذى به لقبول الآخر في المجتمعات العربية

الإمارات نموذج يحتذى به لقبول الآخر في المجتمعات العربية
17 ابريل 2015 00:38
هزاع أبوالريش (الاتحاد) قال محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، رئيس ائتلاف «تحيا مصر»: إن دولة الإمارات أصبحت اليوم نموذجاً يحتذى به في قبول الآخر، فالمجتمعات العربية بحاجة ماسة إلى هذه النقطة، فالعديد من المجتماعات تواجه هذه الأزمة، كما أن حالة التدني الأخلاقي أصبحت أخطر الأمراض التي تهدد مجتمعاتنا، ولكن في الإمارات فإن الأخلاق هي أساس التنمية، وقبول الطرف الآخر أساس السلام المجتمعي الذي تنعم به الدولة.وأشار العرابي لـ«الاتحاد» على هامش محاضرة نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أمس الأول بعنوان: «النظام الإقليمي العربي في ضوء قرارات القمة العربية السادسة والعشرين»، إلى أنه يستشرف بأن هناك بداية بلورة لنظام عربي جديد، بدءاً في اليمن مروراً بقرار مجلس الأمن، وينص على التعاون المشترك بين مصر والإمارات والسعودية، وكل هذه الموضوعات تشير إلى دلائل حقيقية على بداية إيجابية لإقامة نظام عربي جديد. وأوضح أن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، من المراكز التي لها مصداقية عالية جداً، ونحن بحاجة إلى مثل هذه المراكز التي تمثل بوتقة تنصهر فيها الأفكار، ثم تقدم هذه الأفكار للحكومات فيما بعد، وهذا ما تعانيه بعض المجتمعات العربية بأن هناك فجوة كبيرة ما بين مؤسسات الفكر في العالم العربي ومتخذي القرار. وعن قراءة الغرب لموقف العرب في شأن «عاصفة الحزم»، قال: إنها كانت صدمة ومفاجأة استراتيجية كبيرة للغرب الذي كان لديه إحساس بأن الجسد العربي ربما يكون جسدا ميتا، ولكن أصبح عكس ذلك تماماً، وأصبح العرب لهم كلمة، وموقف صارم، ليس موقفا عسكريا فحسب، بل إنما موقف سياسي واقتصادي. فلذلك الغرب لم يتوقف عند العمل العسكري فقط، بل توقف عند سرعة رد الفعل العربي والنواة الصلبة التي تكونت من دون أية مشاورات أو تأخر، فالقمة العربية جاءت مجرد تثبيت لقرار عربي أتخذ. وقال العرابي: يوجد إدراك أن المخاطر عابرة للحدود، ولا توجد دولة باستطاعتها الادعاء بأنها في مأمن من الإرهاب «العابر للحدود» والتصدي لهذه المخاطر يجب أن يقوم على قواعد عربية متينة تساعد على التماسك والترابط والالتزام بها. وأشار برأيه الشخصي إلى أننا تأخرنا كثيراً كعرب في تشخيص العلة، والخطوة الأولى السليمة للعلاج هي أخذ الدواء، وفرضت الظروف علينا أن نرى العلة بشكل جيد، والتناول العربي القادم يجب أن يكون شاملاً بما يعني الاهتمام في الإنسان العربي بتنميته وتعليمه وصحته، والاهتمام بالتكامل الاقتصادي. وعن القمم الاقتصادية قال: إن أول قمة اقتصادية عقدت في عام 2009 بالكويت، والثانية في عام 2011 بمصر، والثالثة كانت في السعودية عام 2013، ولكن هذه القمم الثلاث الاقتصادية لم تضع خارطة طريق لفكرة التكامل الاقتصادي العربي، ونحن بحاجة بأن نتناول المشاكل العربية بشكل شامل أمنياً وسياسياً واقتصادياً. وأضاف: أنا متفائل بما يجري في مصر واستعادتها لدورها في المنطقة، وعودتها السريعة لاستئناف هذا الدور، ولا ننكر أو نتجاهل المساندة الخليجية لمصر الفترة الماضية، وستسير على خطاها، وستقوم بدورها التاريخي الجغرافي، الذي رسم لها، ولذلك لديّ تفاؤل كبير. وفيما يتعلق بالسياسة الداخلية في مصر، قال: كل القوى سياسية في مصر تدعو لسرعة لإصدار القانون الجديد للانتخابات، وأن يكون القانون دستورياً، لتجنب تعرض المجلس القادم للحل نتيجة عدم الدستورية، لأن ذلك في حد ذاته سيكون علامة لا تليق بجمهورية مصر، وهناك بوادر تشير إلى أن القانون سيصدر قريباً وإن الانتخابات النيابية ستكون قبل شهر رمضان المبارك. وأضاف: أن القوى السياسية الحالية في مصر، أثبتت -للأسف- بأنها ليست على مستوى خطورة الوضع، ومصداقيتها تتردى في نظر المصريين، فنحن اليوم بحاجة إلى حياة سياسية جديدة، ووجوه جديدة لم تحرق في السوق السياسي، وهناك في مصر توجد قدرات وإمكانات كبيرة جداً، ولكن لم تجد مكانها الصحيح في الحياة السياسية، ومن واجبنا اكتشافها وتشجيعها ووضعها على الطريق الصحيح، وتقديم النخبة الجيدة للمجتمع المصري، وعندي يقين بأن المصريين سيحسنون اختيار ممثليهم في البرلمان المقبل.واستهل العرابي حديثه في المحاضرة، بتأكيد الدور المهم الذي تقوم به مراكز البحوث والدراسات في عملية صنع القرار، مشيراً إلى الأولوية القصوى لتجسير الفجوة بين هذه المراكز من ناحية، وعملية صنع القرار في العالم العربي من ناحية أخرى، مؤكداً المكانة المهمة التي بات يشغلها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية كواحد من أهم المراكز البحثية في المنطقة العربية. وانطوت المحاضرة على أهمية كبيرة، كونها جاءت في وقت تشهد فيه المنطقة العربية العديد من التحديات التي تلقي بظلالها على منظومة الأمن القومي العربي، إذ لم يحدث في الماضي القريب أن واجهت المنطقة هذا العدد من التحديات المتزامنة. وحذر العرابي، من التربص الواضح من قبل أطراف إقليمية ودولية تسعى لتمزيق العالم العربي عن طريق إذكاء نزاعات طائفية، ودعم موجات موالية لمصالحها وقنوات متعددة لتغذية الإرهاب من أجل تحقيق مصالح اقتصادية تتمثل في الحصول على ثروات الإقليم، أو مصالح سياسية للسيطرة أو التوسع بهدف إحياء إمبراطوريات اندثرت. واعتبر أن القرارات التي صدرت عن القمة العربية السادسة والعشرين في شرم الشيخ في مارس الماضي، أكدت بوضوح أن الدول العربية تدرك حجم التهديدات الموجهة إليها، وأن الوقوف أمامها والقضاء عليها يتطلبان تكاتف الدول الأعضاء جميعها، ذلك أن أي دولة منفردةً لا يمكن أن تطمئن لخروجها منتصرةً أو بأقل خسائر ممكنة أمام تلك التهديدات. وحول التطورات الراهنة التي تشهدها المنطقة العربية أشاد العرابي بـ»عاصفة الحزم»، وقال إنها تهدف إلى استعادة الدولة الوطنية في اليمن، وفيما يخص الوضع في كل من سوريا وليبيا، أكد العرابي أنه لا يمكن قبول استمرار سفك المزيد من دماء السوريين، وبالتالي يجب أن يكون هناك حل يحقن هذه الدماء، وفيما يخص ليبيا أشار إلى ضرورة رعاية الدول العربية لحوار يجمع شمل الفرقاء. محمد العرابي تقلد السفير محمد العرابي العديد من المناصب، أهمها مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية متعددة الأطراف والتعاون الدولي خلال الفترة من سبتمبر 2008 حتى يناير 2011، كما عمل سفيراً فوق العادة مفوضاً لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية خلال الفترة من أكتوبر 2001 حتى أغسطس 2008، وهو حاصل على وسام الصليب الأكبر من الدرجة الأولى من رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©