اليمن يشدد الإجراءات الاحترازية تحسباً لـ «خرق أمني»

شدد اليمن إجراءاته الأمنية الاحترازية على المنشآت والمرافق الحيوية في جميع المدن “لمنع حدوث أي خرق أمني”، وذلك بعد يومين من هجوم “غير مسبوق” لتنظيم القاعدة استهدف مقر الاستخبارات بمدينة عدن جنوبي البلاد. وذكرت وزارة الداخلية اليمنية أمس أنها وجهت الأجهزة الأمنية بجميع المحافظات “بزيادة عدد أفراد الأمن المكلفين بحراسة المنشآت والمرافق الحيوية”، وتنفيذ “نزول يومي مستمر” إلى هذه المرافق “لتفقد مستوى جاهزية الخدمات الأمنية وقدرتها على مواجهة مختلف الاحتمالات”. وأوضح مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية أن هذه الإجراءات تأتي “في إطار رفع مستوى أداء الخدمات الأمنية” ومنعاً لـ”حدوث أي خرق أمني”، مشدداً على ضرورة “المراجعة الدائمة والمستمرة لخطط الحماية الأمنية للمنشآت الحيوية”، “ورفدها بعناصر قوة جديدة” لتطوير مستوى الأداء الأمني. وكان مسلحون، يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، هاجموا السبت الماضي مقر جهاز الأمن السياسي بمدينة عدن، ما أسفر عن مقتل 14 شخصاً بينهم عشرة من عناصر قوى الأمن اليمنية. وشهدت مدينة عدن أمس مسيرة حاشدة للتنديد بالهجوم على المبنى الأمني، نظمها المجلس المحلي بالمحافظة.وشارك في المسيرة عدد من القيادات السياسية والاجتماعية والحكومية بالمحافظة على رأسها محافظ عدن عدنان الجفري. وقال مصدر صحفي بعدن لـ(الاتحاد) إن المشاركين في المسيرة التي جابت عدة شوارع بالمدينة، رفعوا لافتات منددة بالهجوم، ومعبرة عن رفض أهالي عدن “للأعمال الإرهابية” التي تناقض مبادئ الدين الإسلامي. إلى ذلك، أكد وزير الإعلام اليمني حسن اللوزي أن لجنة أمنية عليا برئاسة رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء غالب القمش ونائب وزير الداخلية اللواء الركن صالح الزوعري “تقوم حالياً بالتحقيق حول هذا الحادث، ومعرفة كل ما يحيط به”، معتبراً أن الهجوم كان “مباغتاً” واستهدف “مدينة آمنة”.وقال اللوزي، في تصريحات صحفية نقلتها وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، إن “هناك حرباً تخوضها الدولة والمواطنون في مواجهة الأعمال الإرهابية والقاعدة بشكل أساس”، مؤكداً أن هذه الحرب “لن تتوقف حتى تحقق الأغراض المحددة والمرسومة في الخطط الأمنية”.وأضاف :”اليمن شريك للمجتمع الدولي في كافة الخطط والعمليات الهادفة إلى مواجهة الإرهاب”. ومنذ ديسمبر الماضي، بدأت السلطات اليمنية ما أسمتها بـ”الحرب المفتوحة”، على ما يُعرف بتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، الذي أُعلن عن تشكيله في يناير 2009 من اندماج فرعي القاعدة في السعودية واليمن. وأصدر “القاعدة” بياناً، الجمعة الماضي، تعهد فيه “بإشعال الأرض” تحت نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، محرضاً في الوقت ذاته القبائل اليمنية، الوقوف في وجه الحكومة، وذلك بعد أيام من هجوم واسع شنه الجيش اليمني على “معاقل” القاعدة بمحافظة مأرب الشرقية. بدوره، توقع الباحث عبدالغني الماوري، كبير الباحثين بمركز “سبأ” للدراسات، التابع للحكومة اليمنية، ازدياد حدة الصراع بين صنعاء وتنظيم “القاعدة” خلال الفترة القادمة “لأن التنظيم سيسعى إلى إثبات وجوده بعد الضربات التي تلقاها مؤخراً في مأرب، واستسلام عدد من قياداته”. وأضاف الماوري لـ(الاتحاد)، “ستقوم استراتيجية تنظيم القاعدة خلال هذه الفترة على تنفيذ هجمات إرهابية في محافظات ومدن نائية وبعيدة عن الحكومة المركزية في صنعاء، من أجل تشتيت الضغط الذي يتعرضون له في مأرب التي تأوي عدداً من قيادات التنظيم”. من جهة ثانية، اندلعت اشتباكات عنيفة الليلة قبل الماضية بين مسلحين انفصاليين وقوات عسكرية بمحافظة الضالع جنوبي اليمن. أنباء عن مقتل جندي بنيران قبلية في عمران صنعاء (الاتحاد) - قتل جندي يمني ؤأصيب 3 آخرون، أمس الاثنين، في اشتباكات مع مسلحين قبليين بمحافظة عمران شمال اليمن. وذكر موقع «نيوز يمن» الإخباري المستقل، أن اشتباكات مسلحة اندلعت بين قوات عسكرية ومسلحين قبليين «شاركوا القوات الحكومية في قتال المتمردين الحوثيين» خلال المواجهات الأخيرة في صعدة وحرف سفيان بعمران، والتي دارت رحاها مابين أغسطس وفبراير الماضيين. وأوضح المصدر ذاته أن مسلحين قبليين من مديرية العشة قاموا بقطع الطريق الرئيسي الذي يربط بين مديريتي العشة وقفلة عذر، شمال عمران، على خلفية مطالبتهم السلطات بـ«مستحقات مالية» لتطوعهم في قتال «الحوثيين»، مشيرا إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل جندي وإصابة 3 آخرين وإحراق سيارة عسكرية. يذكر أن مديرية خَمِر بعمران، شهدت، الأسبوع الماضي، اشتباكات بين مسلحين قبليين وقوات عسكرية، أسفرت عن مقتل أحد العناصر القبلية ووقوع إصابات عدة بين الطرفين، حسب مصادر قبلية.