خطة دولية لوضع أهوار العراق في قائمة المواقع التراثية العالمية

أعلن برنامج البيئة العالمي التابع للأمم المتحدة في نيروبي أنه أطلق أمس خطة لوضع منطقة الأهوار في جنوب العراق ضمن قائمة المواقع التراثية العالمية، موضحاً أن لها أهمية ثقافية وأهمية أثرية لكن جرى تجفيف معظمها في العقد الماضي خلال حكم الرئيس العراقي السابق الراحل صدام حسين· وصرح المدير التنفيذي للبرنامج اتشيم ستاينر في بيان أصدره البرنامج بأن هناك الكثير من الدروس المستفادة من الخطة· وقال ''إنها توفر نموذجا لتجديد أنظمة بيئية في شتى أنحاء العالم تعرضت لأضرار أو أهملت وهي على درجة من الأهمية الاقتصادية''· ورأى أن أقرب موعد واقعي لكي تعرض الحكومة العراقية الخطة على لجنة التراث العالمي هو عام ·2010 وفي حالة الموافقة ستضم أهوار ما بين النهرين الى مواقع التراث العالمي في العام التالي· وقالت وزيرة البيئة العراقية نرمين عثمان في البيان ذاته ''بسبب ما فعله صدام أصبحت الاهوار معرضة لخطر الاختفاء تماما مثل ثقافة عرب المنطقة التي ترجع الى قرون عدة· هذه كارثة أثرية لكنها كارثة انسانية أيضا''· يغذي نهرا دجلة والفرات الأغوار وهي أرض خصبة لمصايد الخليج وموطن أنواع نادرة من الطيور مثل طائر ابو منجل· كما انها محطة راحة لآلاف الطيور المهاجرة بين سيبيريا وأفريقيا· وعاش عرب الأهوار في المنطقة بالحياة البرية منذ آلاف السنين، لكن صدام اتهم أحفادهم بالخيانة خلال حرب العراق مع ايران بين عامي 1980 و1988 وأمر ببناء سدود فيها وتجفيفها· وانكمشت مساحتها من 9000 كيلومتر مربع في اوائل سبعينيات القرن الماضي الى 760 كيلومترا مربعا فقط بحلول عام ·2002 وحذر خبراء بيئة من أنها قد تضيع تماما خلال خمس سنوات اذا لم يتخذ بشأنها تحرك سريع· وبعد سقوط النظام العراقي السابق على أيدي القوات الأميركية عام ،2003 هدم السكان عددا كبيرا من السدود لتغمر المياه الارض من جديد· وبفضل مشروع لبرنامج البيئة العالمي قيمته 14 مليون دولار، بدأت الآلاف من الطيور والأسماك العودة الى المنطقة· ووفر المشروع أيضاً مياه الشرب النقية للسكان وزراعة محاصيل الغاب لمكافحة التلوث ومياه الصرف الصحي واستقدام مشروعات للطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية·