الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسن الصباح.. «أديسون» الشرق

حسن الصباح.. «أديسون» الشرق
20 يونيو 2017 18:46
أحمد مراد (القاهرة) من نوابغ المخترعين العرب، وصل عدد اختراعاته إلى «76» اختراعاً، لذلك لقب بـ «أديسون الشرق». ولد حسن كامل الصباح في 16 أغسطس عام 1894م في بلدة النبطية بجنوب لبنان، ونشأ في بيت علم، ومنذ صغره كان شغوفاً بالاطلاع والثقافة والتعرف إلى ما في الطبيعة من قوى، وشجعه على ذلك خاله الشيخ أحمد رضا. في السابعة من عمره، ظهرت عليه علامات الذكاء والنبوغ، وعندما ألحقه والده بالمدرسة الابتدائية، نال إعجاب معلميه، ثم التحق بالمدرسة السلطانية في بيروت سنة 1908، وفيها ظهر نبوغه في الرياضيات والطبيعيات، وفي تلك الفترة درس اللغة الفرنسية للاطلاع على العلوم التي لم يكن يجدها في الكتب العربية، ثم التحق بقسم الهندسة في الجامعة الأميركية في بيروت، وأتقن اللغة الإنجليزية في مدة قصيرة، واستطاع حل مسائل رياضية وفيزيائية معقدة ببراعة، وأبدى اهتماماً خاصاً بالهندسة الكهربائية. وفي عام 1918 سافر إلى دمشق، وعمل مدرساً للرياضيات، بالإضافة إلى متابعته دراسة الهندسة الكهربائية والميكانيكا والرياضيات، كما اهتم بالاطلاع على نظريات العلماء في مجال الذرة والنسبية، وفي عام 1921 غادر دمشق وعاد إلى الجامعة الأميركية في بيروت لتدريس الرياضيات، وكان حريصاً على شراء المؤلفات الألمانية الحديثة في هذا المجال، ولكن في الوقت نفسه كان حريصاً على التخصص في مجال الهندسة الكهربائية. في عام 1927 رحل إلى أميركا، والتحق بمدرسة الهندسة الكبرى المعروفة باسم مؤسسة «ماسانشوستش الفنية»، لكنه لم يتواءم مع التعليم الميكانيكي وعجز عن دفع رسومها فتركها بعد عام، وانتقل إلى جامعة إلينوي، ولمع نبوغه قبل نهاية العام الدراسي الأول في هذه الجامعة، فقدم أستاذ الفلسفة الطبيعية بها اقتراحاً للعميد بمنح الصباح شهادة معلم علوم، إلا أن العميد رفض، حيث كان يجب على الطالب أن يقضي عامين على الأقل في الجامعة قبل منحه أي شهادة. وفي بداية حياته العملية، التحق الصباح بشركة الكهرباء العامة في ولاية نيويورك، وفيها ظهرت عبقريته وتفوقه، ولم تمضِ سنة على عمله بها حتى بدأت سلسلة اختراعاته التي نالت إعجاب رؤسائه الذين خصصوا له مختبراً ومكتباً وعينوا عدداً من المهندسين يعملون تحت إدارته، وفي مطلع عام 1933 تمت ترقيته، ومُنح لقب «فتى العلم الكهربائي». وصل عدد ما اخترعه الصباح من أجهزة وآلات في مجالات الهندسة الكهربائية والتلفزة وهندسة الطيران والطاقة إلى أكثر من 76 اختراعاً سجلت باسمه في 13 دولة منها أميركا، وبلجيكا، وكندا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، واليابان، بالإضافة إلى 11 اختراعاً بالاشتراك مع آخرين. وفي عام 1928 اخترع أول جهاز للتلفزة يستخدم تأثير انعكاس الإلكترونيات من فيلم مشع رقيق في أنبوب الأشعة المهبطية الكاثودية، وهو جهاز إلكتروني يمّكن من سماع الصوت في الراديو والتليفزيون ورؤية صاحبه في آن واحد. واخترع جهازاً لنقل الصورة، ويستخدم اليوم في التصوير الكهروضوئي، وهو الأساس الذي ترتكز عليه السينما الحديثة، بالإضافة إلى التليفزيون، واخترع جهازاً لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية مستمرة، وكان قد شرع قبيل وفاته في تصميم محرك طائرة إضافي يسمح بالطيران في الطبقات العليا من الجو، وهو شبيه بتوربينات الطائرة النفاثة. كما استطاع الصباح اكتشاف طرائق الانشطار والدمج النووي المستخدمة في صنع القنابل الهيدروجينية والنووية والنيترونية. ووضع الصباح نظريات وأصولاً جديدة لهندسة الكهرباء، فشهد له العلماء بالعبقرية. توفي حسن الصباح في 31 مارس 1935م.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©