السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من لآلئ السنة 3 مراتب للصوم

6 سبتمبر 2008 02:03
قال الله عز وجل فى الحديث القدسي: ''كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به· والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل: إنى امرؤ صائم، إنى امرؤ صائم، والذى نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه''· رواه أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ وأخرجه أحمد ومسلم والنسائى· يحتوي الحديث على عدد كبير من اللآلئ النبوية، يوضحها الشيخ طه عبد الله العفيفى فى دراسة بعنوان ''من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم''، حيث يبين لنا أن الله تعالى تكفل بجزاء الصيام· وإذا عرف المسلم هذه الحقيقة، فإنّ عليه أن يصوم صياما يحقق الثمرة المرجوة منه، وهى التقوى التي من أهم ثمارها أن يكون الصيام جنة· أي وقاية لك من الوقوع فى مخالفة من المخالفات القولية أو الفعلية·وحتى يكون المسلم بعيدا عن مفسدات الصوم، ينبغى عليه أن يكون منفذا للؤلؤة نبوية أخرى، وهى قول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: ''فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، ولا يجهل·· فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم·· إني امرؤ صائم''· لا يرفث أى لا يتكلم بفحش القول· ولا يصخب: أي لا يصيح ولا يخاصم، بينما لا يجهل، فتعني ألا يرتكب شيئا من أفعال الجاهلية كالسفه والسخرية· وتعنى كلمة شاتمه: أي نازعه ودافعه· وتكررت جملة ''إني صائم''، بقصد أن يعلم مخاطبه بأنه معتصم بالصيام عن اللغو والرفث والجهل· والثابت أنه لكي يكون صوم المسلم صحيحًا، ومقبولا عند الله، ويجزي به أفضل الجزاء، لابد أن تتوافر فيه مجموعة من الشروط، وذكر الشيخ محمد الغزالى والدكتور محمد سيد طنطاوى والدكتور أحمد عمر هاشم فى دراسة بعنوان ''رمضان والصيام'' أن الصوم يكون على ثلاث مراتب: الأولى: صوم العوام، وهو مجرد الكف عن المفطرات بصرف النظر عن البعد عن المحرمات القولية والفعلية· والثانى: صوم الخواص·· وهو صيانة الجوارح السبع·· وهى: العين، والأذن، واللسان، والبطن، والفرج، واليد، والرجل، وهذا هو الصوم المشار إليه فى قوله تعالى: لعلكم تتقون · والثالث: صوم خواص الخواص·· وهو صوم القلب عن الاهتمام بشيء لا يرضي الله، وصيانته عن الالتفات للأغيار الدنيوية، وبشغل النفس بذكر الله تعالى وبطاعته فى جميع الحالات· ومن هنا فينبغي على المسلم أن يتقي الله فى صومه بأن يصوم اللسان عن فحش القول، والكذب، والبهتان، والخصومة، إلى غير ذلك من الآثام القولية التى من أكبرها وأبشعها الغيبة والنميمة· وحسب المسلم الصائم أن يشغل نفسه بذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن، أو ليسكت، فقد ورد: ''من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه''· ويوصي حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يصوم البصر عن النظر إلى ما يشغل عن ذكر الله· فغض بصرك عن المحرمات حتى لا تقع فى شباك الحرام بسبب هذه النظرات الخبيثة التي هي سهم من سهام إبليس· ويؤكد معنى الحديث على ضرورة أن يصوم السمع عن الإصغاء لكل ما يحرم قوله أو يكره، وأن تصوم البطن عن الحرام سواء كان طعاما أو شرابا· وأن يصوم الفرج بصيانته من أسباب تلويثه بالحرام والوقوع فى معصية الله· لا بد أن تصوم اليد عن ارتكاب ما يغضب الله تعالى، وذلك بكفها عن البطش بالضعفاء· إلى غير ذلك من الآثام· ولا بد للرجل أن تصوم عن الذهاب إلى اللهو واللعب والأماكن الرخيصة التى يعصى فيها رب العالمين، ولاسيما فى شهر رمضان المبارك· ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©