السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السخط بما قسمه الله.. يزرع الحقد في النفوس

السخط بما قسمه الله.. يزرع الحقد في النفوس
21 يونيو 2017 05:47
أحمد شعبان (القاهرة) ما أحوج الناس في هذا الزمان إلى القناعة والرضا بما قسم الله، في زمن تكالب فيه كثير من الناس على الدنيا، وانغمسوا في شهواتها، وكثر فيه التسخط والتذمر والتشكي، وضعف فيه الرضا بما قسم وقدر رب العالمين سبحانه وتعالى، وعدم القناعة أدى إلى الجشع والطمع، واكتوت المجتمعات بنيران الحسد والكراهية والبغضاء، وكثرت الصراعات والنزاعات والسرقات بسبب غياب القناعة في المجتمع. يقول الدكتور محمود إمبابي وكيل الأزهر الشريف سابقاً: القناعة سلوك عظيم للإنسان المؤمن، ومن الصفات المحمودة التي حث عليها الله ورسوله، والإنسان القنوع يرضى بما قسمه الله له وكان النبي يسأل ربه أن يجعل رزقه كفافاً، أي مقدار حاجته، كما جاء في الحديث أنه كان يقول: «اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا». ووردت آيات تحث على هذا السلوك الطيب وتنهى عن الحسد والطمع قال تعالى: (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا، «سورة النساء: الآية 32»، ينهى الله تعالى في هذه الآية المؤمنين عن أن يتمنى بعضهم ما فضل الله به غيرهم من الأمور، وقال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، «سورة النحل: الآية 97»، الحياة الطيبة في هذه الآية القناعة والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً، ولذلك ذكر الله تعالى في هذه الآية جزاء العاملين في الدنيا والآخرة، وأن الإيمان شرط في صحة الأعمال الصالحة وقبولها. والقناعة شفاء ودواء من داء الجشع والطمع، وشفاء من الهموم والأحزان، وشفاء من الكراهية والحسد، وشفاء من نهب الأموال والاعتداء على الممتلكات، فمن عَدِم القناعة ازداد تسخطه وقلقه، وُحرِم من الرضا بما رزقه الله وآتاه، وحينئذ لا يرضيه طعام يشبعه، ولا لباس يواريه، ولا مركب يحمله، ولا مسكن يؤويه، يبحث عن المال في كل مكان، يخلط بين الحلال والحرام، بل ربما كان ماله كله من الحرام لأنه لا يقتنع بما هو حلال. وورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تحث على القناعة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم من أكثر الناس قناعة وزهدا في الدنيا، حيث قال: «ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس»، والعرض في الحديث هو متاع الدنيا والمراد أن الغنى المحمود هو غنى النفس وشبعها وقلة حرصها على المال، وقال صلى الله عليه وسلم: «قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه»، وقال: «من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا»، وحث صلى الله عليه وسلم المؤمنين إلى النظر إلى من هم أسفل منهم حتى يشعروا بكثرة نعم الله عليهم، قال: «انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله». ومن الأسباب المعينة على القناعة، الإيمان بأن الله تعالى هو الرزاق، وبأن الدنيا إلى زوال ومتاعها إلى فناء، وأن ينظر الإنسان إلى من هو أقل منه في المال والمنصب والجاه ولا ينظر إلى من هو أعلى منه، وتربية النفس على الاقتصاد وعدم التبذير والإسراف، والاعتقاد بأن الله تعالى جعل التفاوت بين الناس لحكمة يعلمها، والعلم بأن الفقر والغنى ابتلاء. د. محمود امبابي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©