الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عادات وتقاليد رمضان على موائد زوجات السفراء

عادات وتقاليد رمضان على موائد زوجات السفراء
21 يونيو 2017 10:31
لكبيرة التونسي (أبوظبي) تكاد تتوحد طقوس الدول العربية والإسلامية في الشهر الكريم من الناحية الروحانية، وما يسدله هذا الشهر الفضيل من سكينة وطمأنينة وراحة نفسية من قراءة القرآن والتصدق والتكافل الاجتماعي والتزاور وبهجة، حيث تهيمن عليها روحانيات الشهر الفضيل، فيؤدي الجميع العبادات نفسها من صيام وصلاة وإقبال على فعل الخير ونزعة أقوى للتسامح والتواصل مع الآخرين.. لكن تظل هناك خصوصيات وعادات تميز كل دولة عن الأخرى رغم التقارب الجغرافي، فتختلف بعض العادات والتقاليد، التي تتضح على موائد زوجات سفراء الدول العربية والإسلامية في الإمارات. إفطار جوز الهند وسكر النخيل تقول فريدة باجيس حرم سفير إندونيسيا، إن رمضان في بلادها يجمع الأسرة بأكملها في هذا الشهر المبارك، حيث يتزاور الأهل والأقارب والأصدقاء، مشيرة إلى أن له مظاهر تعزز تلاحم الأسرة الواحدة والعائلة بأجمعها، تتمثل في استضافة الجميع على مأدبة الإفطار، التي تتميز بأطباق كثيرة وشهية، منها الحلويات التي تصنع من جوز الهند وسكر النخيل، حيث يفطر الصائمون على هذا النوع من الحلوي، الذي يسمي «تاجيل». وقالت: نظراً للأجواء الروحانية في الشهر الفضيل، فإن فترة الدراسة في المدارس والجامعات أقصر من المعتاد، كما تسبق الشهر الكريم بضع أيام إجازة، بالإضافة لإجازة العيد. رجال الحي وزيارات الأخ عما يميز شهر رمضان في سلطنة عمان تقول خديجة الزعابي حرم سفير سلطنة عمان، إن أهل عُمان يستعدون لاستقبال الشهر المبارك بفرح عارم، ويهيئون احتياجاتهم له منذ العشرين من شهر شعبان، موضحة أن الرجال يتمسكون بإفطارهم في البيت أو في الحي، حيث تخصص أماكن للرجال وأخرى للنساء، وتقوم النسوة خلال الشهر المبارك بإرسال أطباق التمر واللبن واللقيمات إلى المساجد القريبة من دورهم ليتناولها العابرون والفقراء.. وبعد أول يوم رمضاني تتبادل العائلات الزيارات الرمضانية، حيث يتم تخصيص يوم لزيارة الأخ وفي اليوم الثاني لزيارة الأخت، والثالث زيارة الأقارب وهكذا. وأضافت: هناك اختلاف في عادات العُمانيين في الإفطار عندما يرجعون من صلاة المغرب، وذلك حسب ولايات السلطنة، فقسم منهم يفطر على التمر والقهوة مع السيوويا ولُقيمات القاضي، وقسم يتناول الثريد والعيش – الأرز- واللحم، والبعض يشرب اللبن المُضاف إليه الزعتر أو السنوت، أو أكل الهريس والثريد وشوربة الَحب، ومن أشهر أنواع الحلويات التي يحرص العُمانيون على تناولها في شهر الصيام حلوى السخانة - والساقو وصب الجفشة والخنسروس، وكلها أسماء لنوع واحد من الحلويات، ولكنها تختلف في طريقة إعدادها وصنعها وطعمها من ولاية إلى أخرى، وتوجد بعض الفطائر على مائدة الفطور، مثل السمبوسة بالخضار أو اللحم والمصانف. ومن التقاليد الأخرى التي يتميز بها رمضان في سلطنة عمان أشارت إلى أنّ تقليد التبخير بالدخون للرجال في ليالي رمضان معروف عندهم قبل الذهاب لأداء صلاة العشاء والتراويح في المساجد، كما تقام المجالس الرجالية الخاصة عقب عودتهم من الصلاة التي يحضرها الأصدقاء، ويتبادلون خلالها القصص والأحاديث والسِّيَر، وتقدم إليهم الفواكه المختلفة، مثل الشمام والبطيخ- مع بعض الفواكه الموسمية، مع القهوة، وأيضاً تحرص النساء في رمضان على أداء صلاة العشاء والتراويح في فروع الجمعيات النسائية، حاملات معهنّ أطباق الحلوى الشعبية لتناولها بعد الانتهاء من الصلاة، ثم الاستماع إلى المحاضرات الدينية. وينهض العُمانيون وقت السحور لتناول طعامهم خاصة في القرى العمانية، ويكون السحور عبارة طبق أرز مع الحليب أو اللحم أو خبز الرقاق، مع شرب الشاي والقهوة على صوت المسحراتي، الذي يدق طبله بالمرواس، وهو يصيح في السكك والحارات:«سحور يا عُبَّاد الله.. سحور قوموا يا صائمين»، وفِي بعض المناطق يُنادى في المسجد للسحور. أما بالنسبة للأطفال في رمضان، فتشير خديجة الزعابي حرم السفير العماني إلى أنه على الرغم من التطور الذي طرأ على تفاصيل الحياة الاجتماعية، إلا أن العمانيين حريصون على المحافظة على عاداتهم الأصيلة، فالأطفال يحتفلون في بعض ولايات السلطنة بأداء عادة «القرنقشوه»، وتتم في ليلة النصف من شهر رمضان، وتماثل احتفالات الأطفال بالقرقعان في المدن الخليجية الأخرى، ونجد الأطفال في القرنقشوه يدورون في شوارع الحيّ وينتقلون من دار إلى دار يتوقفون أمامها، ويغنون طالبين الحلوى وهم يضربون إيقاعاً بسيطاً على عبارة: «قرنقشوه يو ناس قرنقشوه، أعطونا شويت حلواه، أو يردد الأطفال على البيوت أيضاً: قرنقشوه يوناس، دوس دوس في المندوس، حارة حارة في السحّارة». الحلوى العمانية ولعيد الفطر بهجة أخرى، حيث تشترك ولايات السلطنة في احتفالاتها العيد في تقديمهم الحلوى والتمر والقهوة، ومن أساسيات العادات والتقاليد العُمانية تقول خديجة الزعابي: الأهالي يشرعون يوميّ 28 و29 من رمضان بشراء الحلوى العُمانية، التي تتنوع بمذاقها الفريد ومن أنواعها الحلوى الزعفرانية، الحلوى بالتين، الحلوى باللبان العُماني، وغيرها من الأنواع اللذيذة في الطعم، وأيضاً هناك الحلوى السوداء والصفراء والبيضاء والحمراء، حيث يتسابق العمانيون لشراء أجود الأنواع لتقديمها لضيوفهم أيام العيد، ضمن عاداته المستمدة من الماضي، ومنها تهيئة الناس له لأعداد الحلقة أو الهبطة التي يقيمونها في العشر الأواخر من رمضان ويقيمونها في كل ولاية أو بلدة والحلقة أو الهبطة وهي: عبارة عن تجمع تجاري كبير في الأماكن المفتوحة تعرض في أماكن مخصصة فيه للمواشي واللحوم التي تباع بالمزاد وآخر للحلوى العُمانية المشهورة، ويقام في الحلقة أو الهبطة سباقات للهجن- الإبل- وللخيول في الفترة الصباحية. وأوضحت أن المظبي من الأطباق المعروفة التي يُقدمها العُمانيون في أول وثاني أيام العيد، وخلال تجهيز الشواء، تقوم مجموعة من النساء في كل حيّ بإعداد مائدة كبيرة في مكان واسع يوضع فيها الحطب والأخشاب ويشعل بالنار ليقمنّ بإعداد المظبي وبعد تقطيعه وتبهيره بالبهارات العمانية الخاصة، يشوى اللحم فوق الحجر ويقدم بعد نضجه، والشواء العُماني له طريقة خاصة لتجهيز اللحم يُتبّل بأنواع معروفة من البهارات، ويقوم الرجال بصفِ قطع اللحم ويُلفُ في أوراق الموز ويصف في الخصف المصنوع من خوص النخيل، بمساعدة النساء ويتم خياطة الخصف جيداً ثم يضع في المكان المخصص للشواء، وهو التنور ويردم لمدة يوم أو يومين على حسب المناطق، ويستخرج وقت الظهيرة ليكون حاضر على الغداء للأهل والأصدقاء. فطور في المساجد أما الدكتورة زكية حسنات حرم سفير بنجلاديش، فقالت إن رمضان في بنجلادش موسم الاحتفالات بالنسبة للأفراد والتفكر ومحاسبة النفس، كما يعتبر خطوة للوراء ونقطة فصل بعيداً عن صخب الحياة اليومية العادية، حيث يمضي معظم الناس أوقاتهم في تجويد القرآن الكريم والتأني في معانيه بجانب إخراج الزكاة، مشيرة إلى أن معظم المساجد تعد إفطاراً جماعياً وتفتح الأبواب للجميع، موضحة أن رمضان يعتبر احتفالاً بالنسبة للأسرة والجيران والأصدقاء للتواصل على مائدة الإفطار ثم الذهاب لأداء الصلاة في المساجد، كما يشتركون مع بعضهم في كل التحضيرات لعيد الفطر المبارك، لافتة إلى أن روح هذا الشهر الفضيل تظهر أجمل وأفضل ما تمثله ثقافة بنجلادش. ختم القرآن لرمضان في أذربيجان نكهة وطعم خاص تعكسها عادات وتقاليد هذا البلد، تنقلها علوية شيكاروفا حرم سفير أذربيجان، حيث تقول، إن بلادها باعتبارها من المراكز التاريخية والثقافية للعالم الإسلامي، ولقرون عديدة كان الشعب الأذربيجاني ملتزما بقيمه الدينية والوطنية والأخلاقية، وتحتفل الدولة كما كانت تحتفل دائما بشهر رمضان المبارك رسميا منذ عام 1993، وهو بلد يغلب عليه الطابع الإسلامي ونقطة التقاء بين الشرق والغرب، حيث لم يتوقف أبدا شعب أذربيجان عن الصيام عندما حظرت جميع الأعياد الدينية.. وفي كل عام يتواصل الاحتفال بشهر رمضان المبارك، وكما هو الحال في البلدان الإسلامية الأخرى، فإن شعب أذربيجان ينتظر هذا الشهر الفضيل للقيام بالمزيد من الأعمال الطيبة، ويظهرون الدعم للفقراء، وينظمون الإفطار الجماعي ويكثرون من صلة الرحم. وأوضحت أنه من التقاليد التي ترسخت في الدولة منذ الاستقلال، توجيه رئاسة الجمهورية كلمة تهنئة بمناسبة حلول الشهر الكري إلى شعب أذربيجان، وتنظم مؤسسة الإفطار الرمضاني في جميع أنحاء البلاد، وتقوم المؤسسة بكثير من الزيارات إلى دور الأيتام ودور التمريض والمشردين وأيضا ذوي الاحتياجات الخاصة وتنظم لهم مختلف الأنشطة وتقدم مجموعة كبيرة من الهدايا، لرسم الابتسامة على وجوه الأطفال، ورؤية فرحة هذه الشريحة من الشعب، وفي الوقت ذاته، تتزاور العائلات والأصدقاء، ويتقابلون معا لقراءة القرآن الكريم. رمضان.. بهجة وفرحة للمصريين تتميز مصر بعادات وتقاليد متنوعة ومتأصلة، تتحدث عنها حرم السفير المصري أمينة جاد رئيسة المجموعة الدبلوماسية الدولية لعقيلات السفراء المعتمدين لدى دولة الإمارات، مؤكدة أن رمضان في مصر يحمل كل معاني البهجة والفرحة للمصريين، وتتجلى معالمه بالبيوت والشوارع والمساجد التي تمتلئ عن آخرها. وتقول: رمضان في مصر ليس شهر العبادة فقط، بل هو مناسبة للبهجة والفرحة، حيث تنبض الشوارع في القرى والمدن بالحركة والحياة حتى الساعات الأولى من الصباح، بالإضافة إلى نشاط الأسواق وملامح رمضان أينما اتجهت، كما تتحول المساجد بدورها إلى ساحات من نور لا تخلو من المصلين على مدار الساعة. وتضيف: يقيم أهل الخير موائد رمضان التي تسمى في مصر «موائد الرحمن» لإفطار الصائمين، وفي مصر عندما يؤذن المؤذن لصلاة المغرب، وأنت في الطريق، ستجد من يمنحك ماءً وتمراً، وفي الطريق أيضاً، لابد أن تسمع طوال ساعات الليل والنهار، أصوات عبد الباسط عبد الصمد والحصري أو الطبلاوي، من المقاهي والمتاجر، والكل يمضي في الذكر والشكر وقراءة القرآن، فمصر في رمضان، عالم أكثر إدهاشاً مما هي عليه في بقية شهور العام، وينعكس ذلك في أجوائها الروحانية وشوارعها وحياتها اليومية حتى بات رمضان علامة خاصة بها، بعنوان البهجة والفرحة والتكافل والرحمة. تمر السلطان في بروناي أشارت نور ليلى حرم القائم بالأعمال بسفارة بروناي، إلي أن بلادها تتميز بعادات وتقاليد عريقة مرتبطة بالإسلام وأنه قبل قدوم شهر رمضان المبارك، يتلقى كل السكان المسلمين في بروناي هدية من التمر كهدية من سلطان البلاد وعند رؤية الهلال، تدوي طلقات المدافع، ويتجمع المسلمون في القصر الملكي وكل المساجد لأداء صلاة التراويح و تلاوة القرآن في كل ليلة وقيام الليل في المساجد. وأوضحت أن موائد رمضان تتزين بأجمل الحلوي وأشهرها «سندول والحلوي المحلية، إلى جنب الإفطار مع العائلة والأصدقاء، حيث تقوم منظمات وجاليات بإعداد موائد رمضانية للأيتام وأصحاب الهمم، وتعد إحدى ليالي العشر الأواخر عطلة رسمية، يحتفل خلالها في وجود سلطان البلاد، بالإضافة إلى مسابقات للقرآن الكريم، ويتم تكريم الفائزين، كما يقرأ الوزراء سورة ياسين ويبتهلون ويصلون من أجل آباء السلطان الراحلين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©