الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انطلاقة بلا حدود للطائرات الأسرع من الصوت

انطلاقة بلا حدود للطائرات الأسرع من الصوت
17 نوفمبر 2009 00:09
يقال إن مشاريع بناء الطائرات الأسرع من الصوت أو «السوبرسونيك» أنتجت من الأقوال والكلمات بأكثر مما أنتجت من الطائرات السريعة. ولطالما كان الحديث عن هذه الأجسام القوية المصنوعة من أجل التحليق بسرعات عجيبة، يسبق حقيقة التطور الذي تشهده بالفعل. ودليل ذلك ما حدث عام 1962 عندما وقعت بريطانيا وفرنسا اتفاقية لبناء طائرة الكونكورد التجارية التي تبلغ سرعتها ضعف سرعة الصوت إلا أن المشروع لم ينفّذ بالفعل حتى حلول عام 1976. وجاءت أول مفاجأة جديدة في هذا الميدان قبل سنتين، وعلى هامش فعاليات معرض دبي الدولي للطيران، عندما أعلنت شركة «آيريون» عن فتح باب تسجيل الطلبيات على طائرتها المقبلة الأسرع من الصوت والتي تندرج ضمن عائلة طائرات رجال الأعمال. ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، تمكنت الشركة من تسجيل 50 طلبية تبلغ قيمتها الإجمالية 4 مليارات دولار، وفقاً لما صرّح به برايان بارنتس نائب رئيس الشركة والذي أعلن عن أن ثلث هذه الطلبيات أتى من الشرق الأوسط وآسيا. وشركة آيريون التي يوجد مقرّها الرئيسي بمدينة رينو في ولاية نيفادا الأميركية، تحتكم بالفعل إلى القدرة المتطورة على تصميم وبناء طائرة رجال أعمال أسرع من الصوت بحيث يبلغ ثمنها 80 مليون دولار وتتسع لما بين 8 و12 راكباً، وبحيث يمكنها التحليق بسرعة 1.6 ماك (الماك سو سرعة الصوت في الهواء وتبلغ 1225 كيلومتراً في الساعة)، أو ما يعادل ضعف السرعة التي تحلق بها الطائرات التجارية المعروفة في وقتنا الراهن. ويبلغ المدى الأقصى المتوقع للطائرة آيريون 4000 ميل بحري أو أكثر من 6400 كيلومتر. ويقضي البرنامج المسطّر في شركة آيريون ببناء 300 نسخة من الطائرة خلال السنوات العشر التي تبدأ اعتباراً من نهاية عام 2015. ويشير بارنتس إلى أن البحوث الميدانية أثبتت أن الأسواق يمكنها أن تستوعب أكبر بكثير من الإنتاج الذي أعلنت عنه شركة آيريون. وتم تصميم الطائرة المتطورة «آيريون» بحيث تكون ذات فعالية متميّزة في التحليق والأداء عند السرعات الأعلى والأقل من سرعة الصوت. وهي تستجيب بذلك للقوانين المتبعة في الولايات المتحدة والتي تقضي بمنع التحليق فوق أراضيها بأعلى من سرعة الصوت فيما تمنع بقية دول العالم التحليق فوق أراضيها بسرعة تزيد عن 1.15 ماك. وعلى الرغم من الإقبال الكبير على الطائرة آيريون، إلا أن الشركة ما زالت في مرحلة دراسة المشروع والبحث عن شركات متخصصة لمساعدتها في بنائها. وليست «ايريون» هي الطائرة الوحيدة الأسرع من الصوت التي ينتظر بناؤها في المستقبل، بل إن شركة «لوكهيد مارتن سكونك ووركس» تدرس الآن خططاً لبناء طائرة تجارية أسرع من الصوت تحت اسم «كوايت سوبرسونيك ترانسبورت». وفي أوروبا، تعمل شركة «داسو آفياسيون» الفرنسية منذ عام 2005 على بناء طائرة رجال أعمال تتسع لما بين 8 و16 راكباً ويمكنها التحليق بسرعة 1.8 ماك. وقيل إن الهدف من بناء هذه الطائرة هو اختصار ما بين 20 و50 بالمئة من أوقات السفر التي تستغرقها طائرات رجال الأعمال المستخدمة في الوقت الراهن؛ ويمكنها الإقلاع والهبوط في المطارات ذات المدرجات القصيرة للغاية؛ كما تتميز بأن مستوى الضجيج الذي يرافق تشغيلها أخفض بكثير مما هو في الطائرات الراهنة. وتوحي هذه التطورات بأن الطيران التجاري الأسرع من الصوت عائد بقوّة إلى واجهة الأحداث. ومن المنتظر بناء على ذلك، أن يتم تحطيم كافة الأرقام القياسية لقطع المسافات بين المدن الكبرى المتباعدة حول العالم. عن صحيفة «فاينانشيال تايمز» ومصادر أخرى
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©