السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زايد مآثر بلا نهاية

9 أغسطس 2016 23:37
حينما يكون الفقد ألماً، تكون الذكرى جرحاً يزداد وجعاً، وحينما تكون المحاجر محابر، يكون مدادها الدمع الذي يخط على خد الزمان ذكرى رحيل أعيت في الإمارات وما دونها كل إنسان، ذكرى لن تستطيع الأيام أن تطويها في النسيان؟ لأنها قصة حياة، نبض القلب في خفقاتها.. زايد.. قائد قد خط له الدهر فرائد، ولم تنجب مثله البسيطة نداً، وهو على كل فضل زائد. زايد إنسانية أمة في قلب إنسان، حينما تعصف بنا رياح الذكرى في رحيله فليس معنى ذلك أنه رحل، فهو باقٍ في كل لحظة فرح يشعر بها المحروم، وفي كل بسمة سعادة ترتسم على وجه الفقير المعدم. رحل وهو باقٍ حي في كل حياة نلمسها له فيها نبض.. في الإنسان، في الشجر، في الجماد والحجر، في الوطن أو خارج حدود البلاد. مكونات حياة وديمومة سعادة تغذي الأجيال جيلاً بعد جيل.. زايد شامخ بعد الرحيل. في هذه الذكرى حاورت أفكاري عن أي جانب سأكتب، فتدافعت الحروف لتصوغ نهجاً جديداً في تخليد ذات.. أذهلت شعوب الأرض حتى بعد الرحيل. زايد ذلك الاسم الذي يستمطر العطاء إنسانيته، وتُصان الحقوق بحكمته، قهر المستحيل بقوة إرادته، وبنى دعائم مجد بمحبته. وحتى لا نغوص في بحر ليس له قاع من مزايا شخصيته، وفضائل حكمته، يكفينا فخراً أن نشير بتواضع جم إلى أنه قهر المستحيل بقوة إرادته، فانقادت الأرض طوعاً لحنان لمسته، وتغنت الصحارى والقفار بعزيمة جَلَدهِ وصبره، حتى ارتدت حللاً من الخضار يكسوها من السهل إلى الجبل في قمته. فأصبح شعبه وقيادته قاهراً لكل صعب، متجاوزاً كل أرقام القياس، عاشقاً للرقم واحد في القيم وفي المبادئ متقدماً على كل حضارة، يحقق الإنجازات ويصنع البطولات ويسطر له على جبين المجد صفحات، نال بالامتياز الريادة وختم لشعبه حياة ملؤها السعادة. أما أن «يبني مجداً بمحبته» فقد وحّد البيت على حب الشعب لأرضه، والولاء لقادته، والخير لأمته، فبادلته الأرض حباً بحب، وصافحته القلوب من كل فج. حتى جعل اسم الإمارات عزاً، والارتحال إليها أمنية وحلماً، والانتساب إلى جيشها علواً وفخراً، فتشرب وليد المهد عشق تراب هذا الوطن، وفُطِم على المحافظة على اسمه والذود عن كيانه، وما تنافس شباب اليوم في الانتساب إلى خدمته إلا خير برهان على صدق محبته، وإن الخدمة واجب مقدس في حضرته، وكلنا إذا دعا الداعي رهن إشارته. خديجة الحوسني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©