السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزمة القرغيزية: مسعى أميركي للتهدئة

21 يونيو 2010 21:58
دعا مبعوث أميركي بارز إلى قرغيزستان يوم السبت الماضي إلى إجراء تحقيق مستقل بشأن أعمال العنف التي اجتاحت المناطق الجنوبية من تلك البلاد وخلفت الكثير من الضحايا والمهجرين وذلك بعد الكشف عن شريط فيديو يُظهر مجموعة من الأوزبك العزل وهم يستعدون للدفاع عن أنفسهم دون سلاح ويحاولون صد الهجمات التي يشنها ضدهم القرغيز، ولكن الرجل الذي صور الشريط، "أزيمزان أسكاروف"، وجهت إليه تهم من قبل الادعاء العام بالتحريض على الكراهية وتأجيج المزيد من العنف. وكان "أسكاروف" الذي يقود منظمة حقوقية بارزة في قرغيزستان قد اتهم الجيش بالتورط في أعمال العنف الواسعة التي أرغمت مئات الآلاف من الأوزبك على مغادرة قراهم ومناطقهم في الجنوب إلى أوزبكستان المجاورة، أو إلى الأماكن البعيدة عن العنف. وفي السياق نفسه نفى "تورسونبيك أكون"، المسؤول عن حقوق الإنسان في قرغيزستان أن تكون التهم الموجهة إلى "أسكاروف" حقيقية معتبراً أنها ملفقة، وهو ما دفع مجموعة من النشطاء إلى تنظيم مظاهرات خارج مكاتب الأمم المتحدة في العاصمة "بشكيك" للمطالبة بإطلاق سراح "أسكاروف" وإعادته إلى أهله. وقد عبرت "فلانتينا جريتسنكو"، رئيسة منظمة "عدالة" الحقوقية عن خشيتها من أن يتعرض المسؤول عن الشريط المصور -الذي أثار جدلا واسعاً في الأوساط الحقوقية وبين المسؤولين- إلى سوء المعاملة والتعذيب، منذ أشارت التقارير إلى اعتقاله مع أخيه يوم الثلاثاء الماضي في بلدته "بازار -كورجون". يذكر أن أحياء وبلدات بكاملها يقطنها الأوزبك في جنوب قرغيزستان تحولت إلى أنقاض متفحمة بعد الهجمات التي شنتها جماعات تنتمي إلى العرقية القرغيزية، مما تسبب في هروب نصف سكان المنطقة من الأوزبك البالغ عددهم 800 ألف نسمة تقريباً، بالإضافة إلى العدد الكبير من القتلى الذي سقط في المواجهات الدامية والذي تقدره الرئيسة المؤقتة، "روزا أوتنباييفا"، بأنه في حدود الألفي قتيل. وبعد تفاقم الوضع الأمني بعثت الولايات المتحدة بمساعد وزيرة الخارجية، روبرت بلايك، إلى قرغيزستان للوقوف على حجم المأساة، حيث التقى بالرئيسة "أوتنباييفا" وقام بجولة شملت معسكرات إيواء اللاجئين في أوزبكستان المجاورة. وقد أكد مساعد وزيرة الخارجية على ضرورة إجراء تحقيق شفاف ونزيه لتحديد المسؤوليات ومعرفة أسباب اندلاع العنف العرقي "على أن يتم دعم الجهود المحلية بتحقيق تشرف عليه هيئة دولية ذات مصداقية". وأضاف المسؤول الأميركي أن الولايات المتحدة تعمل مع الحكومة القرغيزية لضمان عودة اللاجئين إلى ديارهم في أقرب فرصة بعد تأمين القرى التي نزحوا منها، هذا بالإضافة إلى تخصيص الولايات المتحدة لما يفوق 32 مليون دولار من المساعدات للاجئين بعدما توجهت طائرات روسية وفرنسية محملة بمواد الإغاثة لتوزيعها على معسكرات اللاجئين. وحسب السلطات القرغيزية ترجع أعمال العنف الدامية التي اندلعت في الأسبوع الماضي إلى مناصري الرئيس المخلوع "كرمانبيك باكاييف" الذي أطيح به في انقلاب أواسط شهر أبريل الماضي بعد اتهامه بالفساد، وقد اعتبرت الأمم المتحدة أن الصدامات الدامية "مخطط لها" دون أن تعين الجهة التي تقف وراءها، هذا في الوقت الذي نفى فيه الرئيس المخلوع الذي يعيش حاليّاً في المنفى أية علاقة له بالعنف المندلع في قرغيزستان. وقد كان لافتاً التهم التي وجهها العديد من الأوزبك إلى قوات الأمن بالوقوف إلى جانب الأغلبية القرغيزية، وأحياناً التزام الحياد السلبي فيما كان المسلحون يحرقون بيوتهم ويهاجمون أحياءهم، غير أن هذه الاتهامات أنكرها العقيد "إسكندر أكراموف"، قائد الجيش القرغيزي في الجنوب، مؤكداًَ أنه لم يتدخل في الصراع لأنه لا يملك قوات شرطة ولا يمكن للجيش أن يتحول إلى الشرطة. وكانت وكالة "أسوشيتد بريس" الإخبارية قد حصلت على الشريط المصور المذكور الذي يعود إلى 13 يونيو الجاري عندما كان العنف في أوجه، وفيه يظهر العشرات من الأوزبك يجوبون بقلق بالغ إحدى الساحات العامة في مدينة "بازار -كورجون" قبل وصول المسلحين القرغيز، ولم يكن في أيدي الأوزبك كما يُظهر الشريط سوى عصي وحجارة للدفاع عن أنفسهم فيما كانت أصوات الرصاص تسمع في الخلفية ويشاهد تصاعد الدخان من أبنية مجاورة. وفي الشريط أيضاً يمكن سماع صوت "أسكاروف" قائلا: "لقد سقط العديد من الأشخاص هنا... وعلى رغم مغادرة إحدى الجماعات المسلحة ما زالت هناك أخرى في المنطقة، وأفرادها يطلقون الرصاص من جهة السجن في الوقت الذي لا يملك فيه الأوزبك للدفاع عن أنفسهم سوى العصي والحجارة.."! وبحسب التقديرات الأممية فقد نزح ما لا يقل عن 400 ألف من بيوتهم، مئة ألف منهم فقط تمكنوا من الدخول إلى أوزبكستان. وفيما يتعلق بالمساعدات فقد أكد "كريستيان كاردون"، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن عمال الإغاثة التابعين للجنة وزعوا القمح والزيت على 12750 ألف نازح في المناطق التي اكتظت بهم داخل البلاد، فيما ارتفع ذلك الرقم بحلول يوم السبت الماضي إلى 18750 ألف مستفيد، مؤكداً أنه على رغم صعوبة الظروف التي يعيشها اللاجئون إلا أن موظفي الصليب الأحمر تمكنوا من الوصول إلى جميع مناطق تواجدهم. رومين كوجولين ويوراس كرامانو قرغيزستان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©