السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باكستان وأفغانستان... جهد مشترك لاحتواء «طالبان»

باكستان وأفغانستان... جهد مشترك لاحتواء «طالبان»
21 يونيو 2010 21:57
تتباحث أفغانستان وباكستان في الوقت الراهن حول الكيفية التي يمكن بها تحقيق السلام مع المتمردين الذين يحاربون القوات الأميركية في أفغانستان، بما في ذلك المجموعة التي تعتبر الأكثر دموية بينها وهي مليشيا "حقاني" -حسبما يقول المسؤولون الأميركيون والباكستانيون. ولكن الاتصالات التي تجريها باكستان مع تلك المليشيا التي يرأسها القائد الشاب "سراج الدين حقاني" تواجه معارضة من جانب المسؤولين الأميركيين، الذين يرون أن تلك المليشيا التي يصنفونها على أنها مرتبطة مع "القاعدة"، تعتبر وحشية بدرجة لا يمكن تحملها، بأي شكل. وبناء على اقتراح من باكستان، أدى الجنرال "أحمد شوجا باشا" مدير وكالة الاستخبارات الباكستانية ذات النفوذ القوي زيارة غير متوقعة الشهر الماضي لكابول، كي يناقش مع كرزاي حزمة واسعة من المسائل المتعلقة بمجالات التعاون الممكنة بين الدولتين، بما في ذلك الوساطة مع المتمردين الذين يتخذون من الحدود مع باكستان قاعدة لهم. ومنذ عدة أسابيع، عاد "باشا" وقائد الجيش الباكستاني، الجنرال "إشفاق كياني" إلى استئناف المناقشات. وعلى رغم أن البلدين لم يتوصلا إلى اتفاق بعد، إلا أن المسؤول الأمني الباكستاني، قال إن الاتصال بالمتمردين "ليس بالمشكلة". وهذه الزيارات غير المعلن عنها سابقاً، والتي تمت بعد أن بدأت الولايات المتحدة تميل تدريجيّاً لفكرة التسوية مع المتمردين، تشجع على تحسين العلاقات بين الحكومتين، اللتين نظرت كل منهما إلى الأخرى بريبة وشك لفترات طويلة. وقد أدلى مسؤول كبير في الإدارة الأميركية -اشترط عدم ذكر اسمه بسبب الحساسية التي ينطوي عليها الموضوع- بتصريح في واشنطن قال فيه: "نرى أن جهود التسوية يجب أن يكون لها وجه أفغاني" مضيفا أن الولايات المتحدة "تتفهم حاجة الدولتين للتباحث والتنسيق والعمل معاً"، مستطرداً: "نحن نتوقع أن يتم التعامل معنا كشركاء كاملين، وألا نفاجأ بما يتم التوصل إليه بينهما". واعتماد مليشيا "حقاني" لأسلوب الهجمات الانتحارية، والغارات على المراكز الحضرية في السنوات الأخيرة، جعل تلك المليشيا -التي تتخذ من منطقة وزيرستان في غرب باكستان قاعدة لها- تمثل تهديداً خطيراً للمكاسب العسكرية، وللاستقرار السياسي المتحققين الآن نسبيّاً في أفغانستان. وتعتقد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي.آي.إيه"، والعسكريون الأميركيون، أن الاستخبارات العسكرية الباكستانية تحتفظ بعلاقات مع -وربما تساعد- حقاني، ولذا ضغطت أميركا باستمرار على باكستان من أجل استهداف ملاذاته. وفي اجتماع عقد أخيراً في باكستان تحت رئاسة الجنرال "بيترايوس" ضم القادة العسكريين الأميركيين وقادة الوحدات التابعة لدول "الناتو"، قُدمت أدلة على أن الهجمات الدموية التي شنت في أفغانستان في الشهر الأخير على قافلة تابعة للحلف، وعلى قاعدة جوية رئيسية لقوات التحالف العاملة في ذلك البلد، قد تمت تحت قيادة "حقاني" الذي كان يوجه العمليات من مدينة "ميرام شاه" بمنطقة وزيرستان -كما تعتقد مصادر الحلفاء. أما باكستان فتنكر من جانبها تقديم أية مساعدة لجماعة "حقاني" الذي تقول إنه يقضي معظم وقته في أفغانستان وليس في باكستان.. ولكن المسؤولين الباكستانيين قالوا إنهم قادرون على إعادة فتح قنوات الاتصال القديمة مع الجماعة، التي يرون أنها يمكن أن تستخدم في إقناع الجماعات المتمردة الأخرى، بالسير في طريق التسوية السلمية. وقال مسؤول أمني باكستاني إن الخطوة التي أقدم عليها كرزاي بالإطاحة بوزير داخليته ورئيس استخباراته اللذين كان ينتقدان باكستان بشدة، قد نُظر إليها في كراتشي على أنها بادرة "نوايا حسنة" من قبل الرئيس الأفغاني. وكان تصعيد الغارات الأميركية بالطائرات من دون طيار، على منطقة "وزيرستان" الحدودية في غرب باكستان، قد جعل إسلام آباد تزيد الجهد الذي تبذله من أجل الاضطلاع بدور تفاوضي في التعامل مع "طالبان". فبخلاف جماعة "حقاني"، تحتفظ باكستان أيضاً بعلاقات مع فصائل "طالبان" الأخرى بما في ذلك الجماعة الأكبر وهي "طالبان أفغانستان"، التي يرأسها الملا محمد عمر، والجماعة الأخرى المتحالفة معها التي يرأسها "قلب الدين حكمتيار". وفي الجانب الأفغاني، التقى المبعوثون الذين يمثلون كرزاي بممثلين عن مجلس قيادة "طالبان أفغانستان" أو ما يعرف بـ"مجلس شورى كويتا"، ولكنهم لم يلتقوا بأحد من جماعة "حقاني" التي ينظرون إليها بتشكك أكبر. يذكر أن "شبكة حقاني" كان قد أنشأها أصلاً "جلال الدين حقاني" وهو من كبار قادة المجاهدين الأفغان ممن تصدوا للغزو السوفييتي، الذين تلقوا في سياق ذلك دعماً واسعاً من "سي.آي.إيه" والاستخبارات الباكستانية، وقد آلت قيادة تلك الشبكة في الوقت الراهن لابنه "سراج الدين"، وقد تضخمت في الحجم حتى بلغ عددها 10 آلاف مقاتل. ومنذ أسبوعين بادرت جماعة من مقاتلي مليشيا "حقاني" باقتحام إحدى القرى الواقعة في إقليم "خوست" واستدعاء جميع رجالها، ثم قبضوا على عشرة منهم، واقتادوهم وهم معصوبو الأعين ومقيدو الأيدي إلى أحد الأودية، وأطلقوا النار على ستة منهم وأردوهم قتلى وكان من بينهم مراهق عمره 16 عاماً، وأحد الوجهاء القبليين. وقالت الجماعة إنها قد فعلت ذلك لاشتباهها في قيام هؤلاء بالتجسس لصالح الحلفاء. ويقول بعض المراقبين إن الأساليب الدموية التي لجأت إليها جماعة "حقاني" في الآونة الأخيرة، ومنها تلك العملية البشعة، قد أدت إلى توتير علاقة الجماعة بـ"الملا عمر" قائد "طالبان أفغانستان"، الذي يتنصل دوماً من أية عمليات تستهدف المدنيين الأفغان. كارين بروليارد وكارين ديونج إسلام آباد ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©