الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدمان ألعاب الفيديو خطر يهدد حياة الأطفال

إدمان ألعاب الفيديو خطر يهدد حياة الأطفال
27 ابريل 2014 20:02
قبل أكثر من 8 سنوات، وبالتحديد عند انطلاق طفرة ألعاب الفيديو الجماعية، اجتاحت العالم بشكل عام والمجتمعات العربية والمجتمع الإماراتي بشكل خاص عادة سلبية، هددت جيلاً بأكمله، جراء الاستخدام المفرط وغير المحدود لها، تمثلت في ممارسة لعبة “كاونتر سترايك” وغيرها من الألعاب الحربية ذات المنظور الأمامي لإطلاق النار بشكل جماعي، في مقاهي ومراكز الإنترنت المتخصصة. يحيى أبوسالم (أبوظبي) رغم أفول نجم هذه العادة خصوصاً عبر اللعب في مقاهي الإنترنت من خلال “الشبكات المحلية”، والتي تحولت من عملية تسلية اعتيادية إلى حالة من الإدمان تصيب مستخدميها وممارسيها، بنوع من التعصب والتزمت الذي يصل إلى مراحل بعيدة لا يمكن التنبؤ بنتائجها السلبية، خصوصاً عندما تكون المنافسة في مثل هذه الألعاب بين مجموعة من الفرق، يمتلكون عدداً كبيراً من المشجعين والمسؤولين وحتى الإداريين، وذلك على غرار الكثير من الألعاب الرياضية المختلفة. قصة واقعية إلا أن التطور التقني والتكنولوجي، والطفرات التي شهدها قطاع الإنترنت والسرعات الفائقة التي جاء بها، كل هذا كان كفيل بالأخذ بيد هذه العادة إلى مرحلة جديدة كلياً، تمثلت في ممارسة أشهر ألعاب الفيديو المختلفة والشهيرة، مع الأصدقاء عبر الإنترنت، مما نقلها إلى مستوى جديد من خلال الألعاب الاستراتيجية، التي تصل بممارسيها إلى حد الجنون وتصيبهم بالكثير من الأمراض، وهو في ريعان شبابهم، وقد تصل بهم إلى مراحل متقدمة ومؤسفة مثل الحالات التي حصلت مع بعض عشاق ومهوسي ألعاب StarCraft Diablo، والتي وصلت لحد الوفاة التي تسبب بها لعبة League Of Legends، مؤخراً لأحد ممارسيها في تايوان. وتعتبر لعبة League of Legends والشبيه من حيث ممارستها بلعبة DoTA، والمشتقة من اللعبة الأشهر على مستوى العالم Warcraft III، من أهم الألعاب الاستراتيجية والتكتيكية، التي تمتاز بسرعتها في البناء وتصميم المستعمرات والقلاع... وغير ذلك، حيث تعتمد اللعبة على اللعب الجماعي عن طريق الإنترنت، وذلك من خلال منافسة مجموعة من اللاعبين ونشوب الحروب فيما بيهم، ليكون الفائز هو القادر على الصمود لأطول فترة ممكنه، ولتتم عمليات حساب النقاط التي تحولت في بعض البلدان في الدول الآسيوية، إلا نقاط من ذهب بالنسبة لأهميتها للاعبين. ألعاب استراتيجية رغم أن الألعاب الاستراتيجية “Real Strategy Time” موجودة منذ فترة زمنية طويلة، إلا أنها ازدهرت في الآونة الأخيرة، خصوصاً لعبة StarCraft، والتي تعتبر بمثابة الهوية الوطنية لبعض دول العالم، حيث يتم تدريسها في المدارس والجامعات، كونها تعلّم ممارسها سرعة البديهة والانتباه إلى التفاصيل وحسن إدارة الوقت والموارد. ومؤخراً قامت إحدى الجهات المنظمة للألعاب في دول آسيا بإطلاق “ماراثون الألعاب”، وهي مناسبة خاصة تمكن اللاعبين من الحصول على 4 أضعاف النقاط التي يحصلون عليها عند فوزهم في اللعبة، ما يحصلون عليهم عند ممارستها في الأيام العادية، وهو الحدث الذي يجذب إليه الكثير من وسائل الإعلام العالمية والمحلية، خصوصاً تلك المتخصصة في متابعة آخر أخبار الألعاب. وهو ما دب الحماسة الشديدة لدى شين رونج، الذي مارس لعبة League of Legends الاستراتيجية لساعات طويلة ومن دون توقف في إحدى مقاهي الإنترنت المتخصصة في الألعاب، لتنتهي حياته بعد تعرضه لجلطة قلبية، وهو جالس على كرسيه خلال ممارسته للعبة. حيث بينت الفحوص الطبية لاحقاً أن ضغط الجلوس والتركيز الشديد للعبة، ولساعات طويلة دونما انقطاع، كان السبب في وفاة رونج، بهذه الطريقة التي وصفت بـ “تخشب الموت/Rigor Mortis”، وذلك لعدم تحمل قلبه خصوصاً حينما اكتشف الأطباء أنه يعاني من مرض قلبي وراثي. إجراءات احترازية إذا كنت من الأهالي الذين يعانون من مشكلة إدمان أحد أفراد العائلة، لممارسة مثل ألعاب الفيديو هذه، بشكل دوري، غير متزن ومتواصل دون توقف، فمن المؤكد أنك ستلاحظ حالة معينة تتراوح ما بين الفرحة الشديدة والغضب والعصبية الأشد، وهنا وإذا حاولت مراقبة ممارس اللعبة هذه، ستجد أن فرحه هذا ناجم عن تغلبه على خصمه أو تجاوزه لمرحلة صعبة في اللعبة، وفي المقابل فإن غضبه وهيجانه هذا، سيكون نتيجة حتمية لخسارته أو عدم تمكنه من تجاوز مراحل اللعبة. وإذا كنت قد لاحظت هذه الحالات المتضاربة من الفرح والترح على وجه فلذة كبدك، فأعلم أن هذا الأخير يعاني من حالة معينة تشبه حالات الإدمان كما يرغب الخبراء الفنيون في وصفها، يجدر بك أن تعالجه منها، تماماً كما يعالج المريض المدمن لعادة سيئة، حيث إن الإجراءات المتبعة في علاج الطفل من عادة ممارسة الألعاب بشكل جنوني، تشبه إلى حدٍ ما الإجراءات الأخرى في علاج حالات الإدمان المختلفة. فبدايةً من ضرورة عدم منع الطفل من ممارسة لعبته المفضلة بشكل مباشر، مروراً بضرورة إيجاد البدائل التي تلفت انتباه الطفل بنفس الطريقة التي تشده إليها اللعبة. وانتهاء بالخطوة الأهم والتي يؤكد الخبراء أنها أحد أفضل الطرق لتشجيع الطفل على ترك عادة ممارسة الألعاب الجماعية، وانسجامه مع الواقع الافتراضي وابتعاده عن الواقع الحقيقي، والتي تتمثل بضرورة مشاركة الآباء والأمهات أبناءهم في ممارسة الألعاب، بمعنى إن كان الطفل يشارك العالم الافتراضي واللاعبين المجهولين حول العالم، فيجب على الأهالي من الآن وصاعداً، مشاركة أطفالهم في ألعابهم المفضلة، أو شراء أسطوانات ألعاب تناسب اللعب الجماعي، بحيث يلعب الأب إلى جانب طفله، الأمر الذي من المؤكد أنه سيؤدي إلى تقليل ممارسة الطفل للألعاب الجماعية عبر الإنترنت، وهو الأمر الذي سيجعله لا يكترث ولا يتعصب لها كما كان في الماضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©