الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«زلزال» يرصد الحراك الاجتماعي السوري خلال الحرب الأهلية اللبنانية

«زلزال» يرصد الحراك الاجتماعي السوري خلال الحرب الأهلية اللبنانية
21 يونيو 2010 21:01
“زلزال” بقوة سبع درجات على مقياس ريختر، يتوقع أن يهز المحطات الفضائية على مدى ثلاثين يوماً خلال شهر رمضان القادم، ليحدث مفاجأة درامية تلفزيونية مثيرة. وهذا الزلزال الفني يجري الإعداد له على قدم وساق، بإدارة المخرج محمد الشيخ نجيب وبمشاركة عدد كبير من نجوم الدراما السورية، منهم أسعد فضة، وأمل عرفة، وسلوم حداد، وفارس الحلو، وديمة الجندي، وقيس الشيخ نجيب، وديمة قندلفت، وزهير رمضان، وأماني الحكيم، ونجاح سفكوني، وبشار إسماعيل، وصباح بركات، وجيني إسبر، كما يشارك في بطولته عدد من الفنانين اللبنانيين منهم مجدي مشموشي. وكتب السيناريو لمسلسل “زلزال” السيناريست بسام جنيد وتنتجه الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سوريا، ويتناول الحرب الأهلية اللبنانية وانعكاساتها على المجتمع السوري، ولاسيما في المناطق الساحلية المتاخمة للأراضي اللبنانية جغرافياً واجتماعياً، حيث تدور أحداث العمل الرئيسية في مدينتي اللاذقية وطرطوس بين عامي 1975 و1990، ضمن بيئة مجتمع البحر التقليدية، وأجوائها الشاعرية الجميلة، من الميناء والصيادين إلى أزقة المدينة القديمة، ليرصد الحراك الاجتماعي والثقافي والسياسي في تلك المرحلة، من خلال قصص اجتماعية تتداخل وتتشعب لترسم تفاصيل مجتمع كامل يمور بالغليان. زلازل نفسية يذكر مخرج العمل أن أعمال التصوير انتهت تقريباً في كل من اللاذقية وطرطوس وبانياس ودمشق، وأصبح الزلزال جاهزاً للدخول إلى غرفة المونتاج، لإجراء العمليات الفنية النهائية عليه، أما عن سبب اختياره لهذا العنوان الطريف، فيقول محمد الشيخ نجيب: إن الزلزال هنا هو زلزال الروح الإنسانية، وهو يشبه الزلازل الأرضية، بما يحدثه من تشققات وصدوع في النفس لا يمكن شفاؤها بسهولة. ففي تلك المرحلة كانت انعكاسات الحرب الأهلية اللبنانية والاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان قوية للغاية على المجتمع السوري، ولاسيما أن الشعبين السوري واللبناني تربطهما أخوة عميقة وتاريخ مشترك شديد الخصوصية، مما ولد ردات فعل اجتماعية عنيفة، أثرت على الأفراد والأسر. لكننا في هذا العمل لا نخوض في السياسة بشكل مباشر، وإنما نجعل من الأحداث خلفية للقصص الاجتماعية، التي تشكل محاور العمل الرئيسية. و يضيف الشيخ نجيب، الذي يعود إلى القطاع العام السوري بعد غياب سنوات، أن الجهة المنتجة وفرت لهذا العمل كل أسباب النجاح، من الإمكانيات الفنية والخبرات المهنية إلى التمويل الضخم، وهذا ما يجعله يتفاءل بعودة القطاع العام السوري لتقديم أعمال منافسة. نجوم وشخصيات تعود الفنانة عبير شمس الدين إلى شاشة رمضان بشخصية جديدة في هذا العمل، حيث تلعب دور زوجة لرجل قاس وعنيف، يعامل أفراد أسرته معاملة سيئة، مما يقودها إلى الطلاق، الذي تظن أنه منجاتها من الظلم والتسلط، لكن معاناتها لا تنتهي عند هذا الحد، بل تستمر بعد زاوجها من رجل آخر، حيث ينغص عليها زوجها السابق حياتها. وتقول عبير إن دورها في هذا العمل ذو خصوصية، وتعتبره جديداً ومختلفاً عن أدوارها السابقة، ولاسيما أنه يدور في أجواء البيئة الشعبية الساحلية، ويتناول فترة حساسة من تاريخ سورية الحديث. أما جيني إسبر فتؤدي شخصية فتاة مدللة من أسرة ثرية، لكن هذا الثراء لم يأت من طرق مشروعة، فوالدها يعمل في التهريب، وتتحدث جيني عن دورها في هذا العمل بالألغاز، فتقول إنها تقدم مثالاً للحب الذي يتحول إلى كراهية، مفضلة أن تترك تفاصيل الشخصية للعرض الرمضاني، لكي لا تفسد متعة متابعة الجمهور للقصة، وتضيف: إنها تتعرض لانعطافات حادة في حياتها، خلال سير الأحداث. أما الفنان اللبناني مجدي مشموشي فيجسد شخصية مقاوم لبناني، ويعتبر دوره رمزاً للمقاومة في مرحلة الثمانينات، فيما تلعب الفنانة الشابة لمى الحكيم دور فتاة مراهقة تقع في غرام زوج خالتها،الذي يؤدي دوره الفنان قيس الشيخ نجيب، لكنه يرفض هذا الحب بالطبع، فينكسر قلبها، وتتحول عنه إلى حب آخر، يظهر في حياتها فجأة، وتعيش مع مشاعرها الملتهبة لوعة العشق والغرام وتقلباته وأطواره على مدى حلقات المسلسل. وتقول لمى إن هذا الدور يناسبها كثيراً، وهي تبذل في أدائه كل جهدها، وتأمل أن تحقق من خلاله بصمة مهمة على الشاشة الصغيرة، ولاسيما أنه العمل الوحيد الذي ستطل به في رمضان. كما تثني على أسلوب المخرج محمد الشيخ نجيب في تعامله مع الممثلين، وترى أن مساحة الحرية التي يتيحها أمام الممثل للاجتهاد على الشخصية وتطويرها، تساعده على تقديم نتائج أفضل، فهو مخرج ديموقراطي يراعي إحساس الممثل وانسجامه مع الشخصية التي يؤديها. أب وابنه يقوم الفنان قيس الشيخ نجيب بدور البطولة في هذا العمل إلى جانب الفنانة أمل عرفة بشخصية (فهد اللاذقاني)، وهو مثال للخير والمروءة، بما يتحلى به من قيم أصيلة، يرفض التخلي عنها، رغم كل ما يجري حوله، من انسياق البعض وراء المصالح الشخصية، والممارسات الخاطئة، واستغلال الظروف السيئة لتحقيق المكاسب. ويقول قيس إنها المرة الأولى التي يلعب فيها دور البطولة في عمل من إخراج والده، ويضيف أن والده يتعامل معه بمهنية عالية، ولا يقيم وزناً للاعتبارات الشخصية في العمل، لأن المهم هو نجاح المسلسل، والذي يتحمل مسؤوليته المخرج والممثلون على حد سواء. ويعد قيس بأنه سيطل على جمهور المشاهدين في هذا المسلسل بشخصية جديدة، ومختلفة تماماً عن أنماط الشخصيات التي قدمها على الشاشة حتى الآن. أما ديمة الجندي فتلعب دور فتاة قوية ومتسلطة تفرض إرادتها على كل من حولها، ولاسيما شقيقها، فتتحكم بحياته إلى حد لا يطاق. وتبدو ديمة سعيدة بهذه الشخصية، فهي المرة الأولى التي تلعب فيها دور امرأة قاسية ومتجبرة. ويتناول “زلزال” فترة زمنية نادراً ما تم التعرض لها في الدراما السورية، وخصوصاً أنها تعتبر من التاريخ القريب، الذي مازال يلقي بظلاله على الحاضر، والأحداث الجارية الآن، ويعتبر كثيرون أن الخوض في الحرب الأهلية اللبنانية والاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان، والعلاقة الخاصة التي تربط الشعبين، جرأة فنية تلامس الاجتماعي والثقافي والسياسي، وهي تحسب للكاتب والمخرج. ولكن النجاح في تناول هذا الموضوع الشائك يعتمد على جدية الطرح والمعالجة، فهل سيكون “زلزال” كما يتوقع مخرجه بقوة سبع درجات على مقياس ريختر؟
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©