16 نوفمبر 2009 00:52
أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها إزاء المعاناة التي يعيشها المدنيون جراء النزاع المسلح بين الجيش اليمني والمتمردين “الحوثيين” في شمال اليمن، وامتداده إلى داخل أراضي المملكة العربية السعودية.
وناشدت اللجنة جميع الأطراف المشاركة في النـزاع الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وحثتها بشكل خاص على اتخاذ كل التدابير اللازمة لتجنب إصابة المدنيين والسماح بمرور المساعدات الإنسانية دون أي عائق. كما دعت معاملة جميع الأشخاص المحتجزين معاملة إنسانية. وأعربت عن استعدادها لزيارة أي شخص من المحتجزين وتوفير أي خدمات أخرى بصفتها منظمة إنسانية محايدة وغير متحيزة.
وجاء في تقرير اللجنة أن النازحين والسكان المقيمين في محافظتي صعدة وعمران يعانون من الآثار الناجمة عن النـزاع المسلح الدائر، إذ ترك العديد من الأشخاص ديارهم وباتوا الآن يعتمدون كلياً على اللجنة الدولية والهلال الأحمر اليمني للحصول على المياه والمواد الغذائية والمستلزمات الأساسية الأخرى. ?وأضاف التقرير انه في الجزء الشمالي الغربي من محافظة صعدة، لاسيما المناطق الواقعة على الحدود مع المملكة العربية السعودية (مديرية باقم)، عدد الأشخاص الذين يلجأون إلى قرية مندبة آخذ في الارتفاع، إذ تسجل اللجنة الدولية والهلال الأحمر اليمني يوميا ما يتراوح بين 140 و280 شخصا، مما دفع إلى إنشاء مخيم جديد في مندبة يضم حاليا حوالي 6000 شخص.
وسبق للجنة الدولية والهلال الأحمر اليمني أن توليا إدارة ثلاثة مخيمات في صعدة والمناطق المجاورة لها. وتستضيف المخيمات الأربعة في الوقت الحالي قرابة 11.000 شخص.
وقال عبد المجيد الشاعر رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر بالنيابة في صعدة “إن ضرورة إنشاء مخيم جديد بالقرب من باقم هو دليل على أن الوضع السائد في الميدان لا يتحسن من الناحية الإنسانية، فالناس يسافرون مسافات طويلة للوصول إلى منطقة مندبة الآمنة نسبياً ويصلون إلى هناك منهكين، وهم يحتاجون إلى المياه والأغذية والمأوى التي تقدمها حاليا اللجنة الدولية والهلال الأحمر اليمني”.?ورغم الجهود الدؤوبة التي تبذلها اللجنة الدولية والهلال الأحمر اللذان قدما على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة أنواعاً مختلفة من المساعدات إلى حوالي 140.000 شخص، تتزايد أكثر من أي وقت مضى صعوبة توفير خدمات الرعاية الصحية أو الحصول عليها في شمال اليمن.
وقال جان نيكولا مارتي رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن “من الصعب جدا بالنسبة للسكان الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية الأساسية أو العاجلة الوصول إلى أي مرافق للرعاية الصحية. ففي مدينة صعدة والمناطق المجاورة لها، ما زال مستشفى واحد فحسب من أصل المستشفيات الرئيسية الثلاثة يقدم خدماته بشكل كامل؛ ويتعذر على المستشفيين الآخرين توفير خدمات عادية بسبب الوضع الأمني. ونتيجة لذلك، يصعب على المرضى الحصول على المساعدة كما يصعب على اللجنة الدولية توزيع الأدوية والمعدات”.
وأضاف “ان اللجنة الدولية والهلال الأحمر يحيلان قدر الإمكان المرضى إلى المرافق في مناطق أخرى ولكن يتعذر في بعض الأوقات القيام بذلك بسبب القتال الدائر”. وحث بشدة أطراف النـزاع على السماح بتوزيع المساعدات الإنسانية والسماح للعاملين في المجال الطبي والسيارات الطبية بتقديم المساعدة الهادفة إلى إنقاذ الأرواح”.
وقامت اللجنة الدولية والهلال الأحمر اليمني على مدى الأسبوعين الماضيين بتوزيع حصص غذائية تكفي لمدة شهر على أكثر من 9500 شخص في مخيم مندبة أو بالقرب منه، وفي مديرية باقم شمال غرب محافظة صعدة. كما واصلت توزيع المياه والخيم بعلى حوالي 6000 شخص في مخيم مندبة؛ ووادي خيوان، وبني صُريم وخامر في محافظة عمران.
وأشارت اللجنة في تقريرها الى اضطرارها والهلال الأحمر اليمني إلى تعليق بعض الأنشطة في مناطق معينة بسبب القتال. لكنها أكدت الاستمرار في توفير الخدمات الأساسية في مخيمات النازحين الثلاثة في صعدة والمناطق المحيطة بها.
وأنجزت اللجنة إلى حد كبير عملية تطعيم حوالي 4000 طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات.، وعززت عيادة الطوارئ التابعة للهلال الأحمر اليمني في صعدة. كما دعمت خمس وحدات ميدانية للرعاية الصحية تابعة للهلال الأحمر في الحصن والأزقول والقزحة والحدب والغربي جنوب صعدة.
المصدر: الكويت
عدد اليوم
