الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أسطورة» مكسيكية

15 نوفمبر 2009 23:34
تستحق إنيس راميريز بيريز، المكسيكية الفقيرة البسيطة التي تعيش في منطقة جبلية نائية بعيداً عن الأضواء، أن تكون واحدة من أعظم النساء في التاريخ، رغم أنها أبداً لم تكن زعيمة أو قائدة أو خطيبة مفوهة، وربما لا تعرف القراءة والكتابة ولا تجيد من فنون الحياة سوى مساعدة زوجها في فلاحة الأرض. لهذه السيدة قصة تقترب في تفاصيلها من الخيال، وهي تؤكد، ببساطة شديدة وتلقائية مذهلة وبلا تكلف أو افتعال، أنه «عندما يتحلى الإنسان بإرادة الحياة، يستطيع أن يتحدى المستحيل».. هذا الشعار، الذي يبدو، في الزمن الحالي، إنشائياً غير واقعي، هو ما جعل المكسيكية إنيس تستحق وصفاً مميزاً من عائلة «أفعل» التفضيل.. فماذا فعلت؟. كانت إنيس تساعد زوجها، في حقلهما بقرية «ريوتاليا» الواقعة في المناطق الجبلية جنوب المكسيك، لم يثنها عن ذلك بطنها المنتفخ بحملها الأول.. وليس أدل على انهماكها في العمل من أنها لم تنتبه إلى انصراف كل من حولها إلى بيوتهم، بمن فيهم زوجها، إلا عندما داهمتها نبضات ألم كادت أن تمزق أحشاءها، فاجأتها آلام الوضع شديدة قاسية، صرخت فردد الفراغ رجع صوتها، لا أحد في الجوار ينقذها.. فماذا تفعل؟ زحفت إنيس على الأرض الخشنة إلى حيث يضع زوجها أدواته، التقطت سكين مطبخ يستخدمها الزوج في جز فراء خرافه، شقت بطنها بالسكين حتى وصلت إلى جنينها المتعطش للخروج إلى الحياة، سحبته وقطعت حبله السرى، فيما تهتز الأرجاء بصرخات الألم التي كانت تطلقها، لفت الطفل في بعض من ملابسها وأخذت تزحف به على الأرض حتى عثر عليها أحد المزارعين. حدث ذلك في مارس من عام 2000، في آخر أعوام القرن العشرين ربما ليكون الحدث الأكثر غرابة وتميزاً، أو ليكون، وفقاً لتقرير طبي عالمي الحدث الأول من نوعة عبر التاريخ الطبي المسجل، فهي المرة الأولى التي تسجل فيها المراجع الطبية جراحة قيصرية ذاتية تنتهي بسلام وتنجو خلالها الأم.. وينجو الطفل.. هل هذا معقول؟.. ليس معقولاً بالطبع ولكنه ما حدث! صلاح الحفناوي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©