الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أصالة الغد

أصالة الغد
15 ابريل 2015 21:50
تصدر دبي في سحرها عن ثقافة راقية، مستمدة من هوية عربية اسلامية وظفها أحسن توظيف لخدمتها، وتحقيق إشعاعها في مختلف الأرجاء، حاكم يحمل رؤية ثاقبة، وتخطيط منهجي، وحرص على أن تكون التنمية بمفهومها الشامل أولوية الأولويات. تلك هي دبي وذاك هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»..الذي أصبحت المدينة في عهده ملاذاً آمناً للمثقفين والفنانين والمبدعين على اختلافهم، وفيها يجد المبدع نفسه محل احترام وتبجيل وتعبير عن ذاته المتفردة المبدعة. لم يتوقف سموه عن تحقيق مشروعه الأبرز، وهو جعل دبي قبلة العالم مدينة السبق والتفرد والتميز، ومنارة تشع بأنوارها في كل الأنحاء، سواء من خلال ما حققته من سبق وريادة في مجالات شتى أو من خلال تظاهراتها المتعددة التي تجمع الجميع من مختلف أنحاء العالم، أو من خلال مشاركاتها الدائمة في الأحداث والفعاليات الدولية على اختلافها. فتّش عن الحب حب محمد بن راشد آل مكتوم للابتكار والإبداع والتفرد هو الذي جعل دبي تلبس دائما حلل البهجة وتبهر الأنظار وتنثر أريجها وبهجتها في كل الأرجاء... فهو الذي اطلق الاستراتيجية الوطنية للابتكار، مشيراً إلى «إن دولة الإمارات اليوم وبقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، هي الأولى عربياً في الابتكار وهدفنا هو أن نكون ضمن الأفضل عالميا في الابتكار خلال السنوات المقبلة لأن الاستمرار في سباق التنافسية يتطلب أفكاراً جديدة وإدارة متجددة، وقيادة للتغيير بطرق وأدوات مختلفة».وهو الذي أكد على قيمة الإبداع في مجال الفنون كوسيط راقٍ، يعزز جسور التواصل بين الشعوب، ويوجد مساحة مشتركة للتفاهم والتقارب بين الناس على اختلاف ثقافاتهم. وهو الذي دعم وشجع الفعاليات القائمة على أفكار مبتكرة، بما يثري البيئة الإبداعية، ويمنح الكوادر الوطنية فرصة للاحتكاك والتفاعل الإيجابي مع أهم الخبراء والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم، بما يكفل لدولتنا الحفاظ على ريادتها في تطبيق مثل تلك الأفكار المتميزة. إن في الشغف الذي عرف به محمد بن راشد بالابتكار والإبداع والسبق والريادة بمختلف المجالات التنموية، وفي الثقافة والفنون والتراث خاصةً، الدور الأساسي في إبراز وجه دبي الحضاري. فقد انطلقت جملة من المشاريع لصيانة وترميم المباني التراثية في منطقة الشندغة والبستيكية وسخرت كل الإمكانيات اللوجيستية والمختصين، فعادت الأسواق والبيوت والمساجد والمكتبات القديمة والكتاتيب، وغيرها في هذه المنطقة تنبض بالحياة من جديد، وتعلن لمن حولها بأن هذا الماضي العريق حري أن يكون في الحاضر مرشدا للأجيال ليتعرفوا عن قرب عن تاريخ الأجداد والآباء. وأصبحت هذه الفضاءات منظومة ضمن غيرها من المشاريع الحديثة فدبي ذات التراث العريق هي مدينة الماضي بكل عبقه والمستقبل بكل سحره، وهي بحق تستحق أن تكون بجدارة لؤلؤة الخليج ودانة الدنيا. عندما تذهب لدبي الحديثة تشعر وكأنك داخل حوار مع التاريخ في رحلة بين الأصالة والمعاصرة والخيال، وأحدث ما وصل إليه العقل البشري من ابتكار. منطقة الشندغة منطقة الشندغة شهدت اهتماما رسميا وحكوميا كبيرا خلال السنوات الماضية، حيث تبنت مشاريع عدة لترميم مبانيها التاريخية، وإعادة إنشاء المباني التاريخية على عدة مراحل، بلغ عدد مباني المنطقة 226، موزعة على 62 استخداماً بين المساكن والمتاجر والأسواق وغيرها. ومنطقة الشندغة، تمثل التاريخ والماضي، وهي تجسيد حي للمجتمع في دبي، في زمن اعتمد فيه الإنسان على نفسه، قبل أن تأتي هذه النهضة الشاملة، والتي شملت كل مجالات الحياة. تضم المنطقة قرية التراث التي أنشأت عام 1997م في منطقة بجوار قرية الغوص، حيث تمثل مكونات الحياة البرية والنشاط البري في الماضي، وتتميز بمدخلها التقليدي كأحد العناصر المعمارية الجميلة. تحتوي على مبنى للمعارض المفتوحة، وقاعات للعرض الداخلي ومقهى تقليدي مبني من جريد النخيل، كما تحتوي على ساحة مخصصة للمهرجانات التراثية، ومجموعة من النماذج للمباني السكنية التقليدية. وتنتشر في أرجاء القرية الكثير من اللمسات التي تعيد ذكريات الماضي، ومنها الفوانيس الصغيرة التي كانت تستعمل في تلك الفترة، ونماذج القوارب التقليدية ، ونموذج السوق الشعبي القديم. ويوجد في القرية مقهى شعبي، وأشكال هندسية لبيوت ومحال وأماكن، تعكس بيئة المجتمع القديم، الذي عاش في هذه المنطقة، منذ أكثر من مائتي عام، وفي أجزاء كثيرة من قرية التراث، يظهر العارضون من أصحاب المهن والحرف. شواهد التقوى في منطقة الشندغة التراثية التاريخية، معالم حياتية فريدة، فإلى جانب قرية التراث وقرية الغوص، هناك المساجد التي يتعبد فيها الإنسان، ويعود تاريخ إنشاء المساجد في منطقة الشندغة إلى بداية القرن العشرين، وهي عبارة عن ستة مساجد تاريخية موزعة في جميع أنحاء المنطقة، وهي مسجد بن عتيبة (العتيبات) والمر بن حريز، وزايد والشيوخ، والملا، وأحمد بن حارب، وكان لهذه المساجد دور بارز في تطوير ونشر الوعي، في الحياة الدينية والاجتماعية للسكان، مما أضفى على المنطقة نوعاً من التوازن العمراني والثقافي التراثي، وقد تم ترميمها وفق أساليب البناء التقليدية، وتتشابه جميعها في تكوينها المعماري التقليدي.. بيت الشيخ سعيد يعد بيت الشيخ سعيد آل مكتوم، الكامن في منطقة الشندغة التراثية، ويرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1896 من أهم معالم العمارة التقليدية في الإمارة، نظراً لقيمته التاريخية، باعتباره مقراً لسكن الحاكم المغفور له، بإذن الله، الشيخ سعيد آل مكتوم، حتى وفاته في عام 1958م، ومن اهم الأشياء التي يتميز بها البيت الأثري، أبراجه الهوائية الشاهقة (أربعة براجيل)، وزخارفه الجمالية، وكلها من العناصر المعمارية، التي أكدت الأصالة التراثية والتاريخية لهذا المبنى، وتتفاوت ارتفاعاته بين طابق وطابقين، وقد تم ترميم المبنى عام 1986م، وأصبح متحفاً للصور والوثائق التاريخية لإمارة دبي. كما توجد في منطقة الشندغة التراثية، بيوت قديمة، منها بيت جمعة و عبيد بن ثاني ، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1916م، وهو من أوائل البيوت السكنية، ويكتسب أهميته من خلال موقعه المتميز في وسط المنطقة، وبكبر مساحته، وهو ذو قيمة تاريخية وفنية كبيرة، لاحتوائه على مجموعة كبيرة من العناصر المعمارية والتقليدية مختلفة التشكيلات، التي أظهرت القيم الجمالية في واجهات المبنى، وتم ترميمه عام 1999م، لدعم النشاط السياحي في دبي، ولإبراز فن العمارة الخليجية. ويضمُّ حالياً المعرض الدائم للخط العربي «الخط العربي عبر العصور» والذي ينقسم إلى قسمين، الأول: يحكي عن تاريخ الخط العربي ومراحل تطوّره، ويضم القسم الثاني نماذج متنوّعة للخط العربي لأشهر الخطّاطين، ويُعتبر هذا المعرض عنصر جذبٍ للمبدعين من الفنانين على المستوى العربي والإقليمي والعالمي، وكذلك مزاراً مميّزاً للسّائحين الباحثين عن الزّاد الثّقافي والتّراثي والفني. كذلك يوجد بيت الشيخ جمعة آل مكتوم، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1928م، ويقع بجوار بيت الشيخ سعيد آل مكتوم، وبيت عبيد بن ثاني، ويتميز المبنى بتنوع مفرداته المعمارية التراثية، التي تدل على أصالته التاريخية، وبوجود هذه البيوت التقليدية، أصبحت الشندغة، من المناطق التاريخية التي تجسد الماضي، بكل أشكاله الإنسان والأرض. منطقة البستكية تقع في بر دبي وتمثل أحد المعالم التاريخية التي تميز مدينة دبي، ويعود تاريخ إنشائها إلى نحو عام 1890م وتمتد محاذية للخور لمسافة ثلاثمائة متر وبعمق مائتي متر نحو الجنوب، وتبلغ مساحتها حالياً 38000م2، وتحتوي على مبان تقليدية من طابق أو طابقين ذات قيمة تاريخية غنية بعناصرها المعمارية، مثل البراجيل والأعمدة والتيجان والزخارف الخشبية والجصية المميزة. وقد تم ترميم وتأهيل كامل للمنطقة لخصوصيتها العمرانية والمعمارية، لتكون منطقة تنشيط للسياحة تحتوي على المتاحف والمراكز والمعارض والفنادق والأسواق التقليدية وغيرها. حصن الفهيدي حصن الفهيدي (متحف دبي) هو قلب دبي التاريخي، يقع في مركز المدينة التاريخية في بر دبي، ويمثل معلماً سياحياً وثقافياً بارزاً في المنطقة، يجمع في أرجائه بين ملامح التاريخ العريق والتراث الأصيل للإمارة. وهو أقدم مبنى في دبي، وكان مسكناً للحاكم حتى سنة 1896، ويمثل الحصن فترة مهمة في تاريخ الإمارة، حيث يعد مركز الحكم والإدارة في فترات سابقة. ويعد الحصن طرازاً معمارياً متميزاً، باشتماله على العديد من العناصر المعمارية المختلفة وخاصة في تشكيلة الأبراج، ويتكون الحصن من طابق واحد وفي وسطه حوش متسع، تحيط بجوانبه قاعات طويلة ضيقة، كما يتميز بأبراجه الدفاعية التي تتنوع أشكالها، فالبرج الأول يقع في الجهة الجنوبية الغربية دائري الشكل ويرتفع 12 متراً، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1799م، أما البرج الثاني فهو برج دائري أيضاً وتم إنشاؤه في فترة لاحقة ويرتفع 10 أمتار ويقع في الركن الشمالي الشرقي، أما البرج المستطيل الشكل والذي يرتفع 15 متراً فيحتل الركن الشمالي الغربي. ويوجد درج مفتوح يؤدي إلى السطح وإلى أعلى القاعات، وفي منتصف الحوش يوجد بئر (طوي) كان يستخدم لتلبية حاجات القاطنين وخاصة أثناء الحروب، وللحصن مدخل في الجهة الشرقية عليه باب خشبي ضخم ومتميز للغاية، وبدأ ترميمه في عام 1992م وانتهى العمل به في عام 1995م وأصبح بالنسبة لدبي معلماً تراثياً للإمارة، واستخدم كمتحف وطني منذ عام 1971م، واليوم يجسد تاريخ مدينة دبي وخورها الشهير. ويزخر المتحف بالعديد من المجسمات - المعروضة خلف الزجاج - والتي تروي قصة الحياة التقليدية في الإمارة، تشمل هذه مشاهد تقليدية للمنازل والأسواق والمساجد العربية، وتقدم تعريفا بالحياة في الصحراء وعند البحر، كما تصور المعروضات الأخرى صناعة الغوص على اللؤلؤ، وتتواجد معظم صالات الفنون في متحف دبي في حصن الفهيدي تحت الأرض، وعلى سطحه تجثم سفينة شراعية تصور تراث الغوص التقليدي لدبي. المدرسة الأحمدية أقدم المدارس في الإمارة، وأول مدرسة نظامية تأسست عام 1912 على يد مؤسسها الشيخ أحمد بن دلموك الذي توفي قبل أن يكمل بناءها، فيما تولى ابنه الشيخ محمد بن أحمد بن دلموك إتمام البناء، وقد اطلق عليها اسم مدرسة الأحمدية نسبة إلى والده. تقع المدرسة الأحمدية في قلب منطقة الرأس في بر ديرة القديمة، وتعد من المدارس الأهلية التي لعبت دوراً مهماً في تاريخ التعليم في إمارات الساحل، وإمارة دبي خصوصاً، إذ تعد أول مدرسة شبه نظامية في دبي. تخرج منها جيل أسهم في تأسيس الدولة من أبناء الرعيل الأول، وعلى رأسهم المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، تم تطويرها بشكل تدريجي، إذ تمت إقامة درج وبناء غرفة البارجيل في أحد جوانب الطابق العلوي للمدرسة، وخصصت تلك الغرفة لتكون سكناً للمدرسين، وفي عام 1922 تمت توسعت الدور العلوي للمبنى، لاستيعاب الأعداد المتزايدة للطلبة. وتتكون المدرسة من مبنى مربع الشكل، ويتوسطه فناء مكشوف، وتحيط به غرف من جميع الجوانب منها غرفة شرب الماء، وغرفة تطور التعليم، وغرفة تاريخ المدرسة، والمكتبة، إضافة إلى غرفة الأنشطة الاجتماعية، والصف التقليدي، وغرفة ترميم المدرسة، والغرفة العلوية، والصف المفتوح، والمطبخ. ولمكانة المدرسة تاريخياً وتربوياً، فقد عنت حكومة دبي بترميم المدرسة الأحمدية في منتصف عام 1994 وتحويلها لمتحف افتتحه سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم في 20 مارس 2000. متحف نايف في بقعة حيوية تمثل قلب التجارة، في منطقة الديرة في دبي، يقع متحف نايف داخل قلعة نايف أحد المعالم التاريخية في المنطقة، وتسمية المتحف تعود لكلمة نيف، أي المكان المرتفع، ولهذا السبب اتخذ منه مقراً لأول مركز للشرطة والنيابة والمحكمة. ما تزال القلعة تحتفظ بموقعها الاستراتيجي في قلب أكثر المناطق التجارية، وتحدها البنوك والفنادق والمراكز التجارية، ومن أهمها سوق الذهب، كما تتميز المنطقة بوجود خليط كبير من العادات والتقاليد والثقافات المتنوعة، وذلك بسبب كثرة عدد القاطنين والمرتادين. وأمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بإعادة بناء وترميم مبنى المكان مع المحافظة على مظهره الخارجي عام 1994 وقام سموه بافتتاح المبنى الجديد في 15 أكتوبر1997 وفي اليوم نفسه أمر بتأسيس غرفتين بجوار البرج باسم متحف نايف لتكونا متحفاً تاريخياً للحفاظ على المعلم التاريخي للقلعة، يتم فيه تناول تراث القلعة ومعالم دبي والإمارات،حيث تضم الغرفة الأولى مجموعات من الصور، والغرفة الثانية خصصت للمقتنيات. معالم بالإضافة إلى المتاحف والمناطق التراثية تتولى هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، الهيئة المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث في الإمارة، مسؤولية إدارة مواقع تاريخية وأثرية أخرى منها: موقع الصفوح الأثري، وقرية حتّا التراثية، ودار التراث، مواقع جميرا الأثرية 1 و2 و3، ومجلس غرفة أم الشيف، وموقع صاروخ الحديد الأثري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©