الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هذا ما تعلمناه في مدرسة زايد (1 - 3)

هذا ما تعلمناه في مدرسة زايد (1 - 3)
8 أغسطس 2016 22:34
قد تكون مقدمة أي مقال من أصعب أجزائه التي تأخذ حيزاً كبيراً من اهتمام الكاتب لصياغة ألفاظها بأسلوب جزل وبعبارات منتقاة، لأنها تمثل الواجهة التي سيطل من خلالها على القارئ، فتجده يفكر ملياً في كتابتها لتناسب مقام مقاله، وتعبر عن موضوعه تعبيراً يناسب عنوانه. فأي مقدمة تليق بشخصية ملهمة استثنائية عالمية مؤثرة؟ شخصية يقف البيان عاجزاً عن وصف سجاياها، وتعجز البلاغة عن ذكر مناقبها..أي مقدمة تليق بك أيها القائد المؤسس، زايد الخير والعطاء، زايد الحكمة، زايد القائد الملهم والمعلم الذي علم شعبه أبجديات الوفاء. لقد أسس الشيخ زايد - رحمه الله - بحكمته دولة أصبحت محط أنظار العالم، بالاعتماد على الثروة البشرية لا الثروة النفطية كما يظن بعضهم. ويعد التعليم أفضل استثمار للثروة البشرية، وهذا ما أدركه زايد - رحمه الله - بحكمته، حيث فطن إلى أن صرح الاتحاد لن يشتد ولن يقوى إلا بالتعليم، وأدرك أن الاستثمار في رأس المال البشري، هو أفضل أنواع الاستثمار وأكثرها قدرة على صنع الفارق بين الدول، آمن بأن التعليم وحده هو السلاح القوي الذي يستطيع من خلاله أن يحصن دولته الناشئة، فكانت مسيرة التعليم خطوة بدأها المعلم الأول والقائد الوالد الشيخ زايد رحمه الله. ولأن التعليم كان من أولويات القائد المؤسس، فقد حرص على أن تكون انطلاقته الحقيقية سريعة لتلي قيام الاتحاد، بما يسهم ويعجل من أهدافه وخططه في تنمية قدرات الدولة البشرية التي ستسهم في تحقيق رؤى الاتحاد. آمن زايد رحمه الله بأن الشباب هم ثروة الأمم الحقيقية، والثروة لا بد أن نحافظ عليها، وأن ننميها، وذلك نابع من إدراكه العميق بأن ذلك لن يكون إلا من خلال التعليم. كان القرآن الكريم هو المَعين الأول الذي نهل منه زايد علمه، وأيقن أن كلمة (اقرأ) تحمل بين طياتها العديد من معاني التقدم والتطور، وتسمو بالفكر وتهذب النفس، وتصنع جيلاً واعياً واعداً. وتحول الفكر إلى واقع ملموس، فشُيدت المدارس، وافتتحت المعاهد وزودت بما يؤهلها لتؤدي رسالتها في بناء المواطن الإماراتي.. وليشتد عود الاتحاد، لا بد من العزيمة والإصرار، فكانت عزيمة القائد المعلم أقوى من التحديات التي واجهها، وحبه لشعبه ووطنه الحافز له للتمسك برؤيته وطموحه. لقد أدرك الشيخ زايد - رحمه الله - أن التعليم هو صمام الأمان بعد نفاد النفط، فسخر جميع الإمكانيات المادية لإقناع المواطنين بأهميته، فحفز الأسر على إلحاق أبنائهم في المدارس عن طريق المكافآت المالية التي كانت تصرف للطلبة. وارتقى البناء، بناء الإنسان قبل بناء العمران، وأثمر غرس زايد، وخَرَّجت مدرسته عقولاً اعتمدت عليها الإمارات في نهضتها. لقد استشرف زايد - رحمه الله - المستقبل، وهو موقن بأن مستقبل دولته في تعليم أبنائها، فخطط للتعليم وأشرف على التنفيذ، وقيم وتابع وطوَّر. (لن تكون هناك ثروة بشرية حقيقية ومؤهلة وقادرة على بناء الوطن إن لم نتمسك بمبادئ ديننا الحنيف وشريعتنا السمحاء، لأن القرآن الكريم هو أساس الإيمان وجوهر الحياة والتقدم عبر الأجيال )... من هنا انطلق زايد في فكره وإيمانه ومبادئه.. تلك هي مدرسة زايد، ونحن أبناء زايد، لم نتعلم فقط في المدارس التي أنشئت بتوجيهاته السامية، لكننا تعلمنا في مدرسة زايد الأخلاقية، تلك المدرسة التي تعلمنا فيها منهج المبادئ والمثل والخير والعطاء، منهج القيم الإنسانية والإحساس بالمسؤولية، والانتماء في أسمى صوره. فاطمة خلفان المطوع - مجلس المعلمين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©