الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتقادات آسيوية لنظام قرعة تصفيات المونديال !

انتقادات آسيوية لنظام قرعة تصفيات المونديال !
15 ابريل 2015 21:15
معتز الشامي (كوالالمبور) رغم حالة الترقب التي عاشتها أسرة الكرة الآسيوية بالقارة الصفراء، وهي تنتظر سحب القرعة الأولى من نوعها والتي تربط بين مشواري تصفيات التأهل للمونديال وكأس آسيا، إلا أن الأمر لم يخل من انتقادات بعضها فني، والآخر إداري. ورغم حالة الاحتفاء من قبل الاتحاد القاري، بالتوجه الجديد، الذي يخدم شعار، نشر اللعبة والسعي للنهوض بها سواء بزيادة أعداد الممارسين، أو بمنح المنتخبات «الضعيفة» أمل المشاركة في التصفيات والاحتكاك ومقارعة الكبار، لعل وعسى تنجح في بدء التفكير الحقيقي في انطلاقة ونهضة شاملة في مجال اللعبة لديها، رغم ضيق ذات اليد لأغلب تلك المنتخبات، خاصة مع نصائح التمسك بالصبر التي يطلقها الاتحاد القاري، سعياً لتحقيق نقلة نوعية في مجال كرة القدم الآسيوية. إلا أن الانتقادات «اللاذعة»، التي طالت طبيعة وشكل «القرعة الجديدة»، كانت واضحة في كواليس الحفل، الذي أقيم أمس بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، وبحضور مدربي ومسؤولي 40 منتخبا بالقارة الصفراء، يحذوهم أمل الظهور الأول، ولو بشكل مشرف، بعد القضاء على «الفوارق» بين المنتخبات، وإذابتها معاً في بوتقة واحدة، تعلي من شعار «آسيا موحدة» الذي رفعه الشيخ سلمان بن إبراهيم، رئيس الاتحاد الآسيوي، المقبل على دورة انتخابية جديدة. انتقادات واضحة وتركزت انتقادات أصحاب الرأي الفني الذي سانده وبقوة مدربي وإداريي منتخبات التصنفين الأول والثاني على آسيا في القرعة، بأنها لا تخدم خطط تلك المنتخبات، واحتياجها لأداء مباريات قوية خصوصاً في مشوار للتصفيات يمتد لعام كامل، ثم تدخل بعده إلى المرحلة الأصعب من التصفيات بانطلاق المرحلة الثالثة والأخيرة بين 12 منتخبا يقسمون على مجموعتين في تنافس شرس لنيل 4 بطاقات ونصف مؤهلة للمونديال. ويرى المنتقدون أن ضعف مستوى منتخبات التصنيف من الثالث وحتى الخامس، سيعني ضعف وتواضع أغلب المباريات التي ستقام في مشوار التصفيات بالمرحلة الثانية، لدرجة تجعلنا مضطرين للاستعداد لسماع فوز فرق القمة بغلة أهداف تاريخية قد تكون غير مسبوقة في أي تصفيات مؤهلة لكأس العالم، خاصة عند مواجهة منتخبات القمة الآسيوية لمنتخب من التصنيف الخامس أو الرابع أو حتى الثالث، وإلا فكيف لمنتخبات مثل الصين تايبيه، ولاوس وكمبوديا وبنجلاديش، وبوتان وجوام، والمالديف وأفغانستان أن تقارع منتخبات مثل اليابان وأستراليا وكوريا يضاف إليها منتخبنا الوطني بصفته من الفرق ذات المستوى الأول على القارة، إلى جانب العراق وأوزبكستان. كمالة عدد كما رأى خبراء فنيون أن شكل الصراع والمنافسة يظهر منذ الوهلة الأولى، خاصة بين منتخبات المستوى الأول والثاني، بينما ستكون باقي المنتخبات «كمالة عدد» للمجموعات الـ8، وهو ما يرشح معظم المباريات لدخول التصنيف الضعيف من حيث المستوى الفني. وتحدث الخبراء الفنيون عن معضلة أخرى من تلك القرعة بهذا المستوى، تتعلق بعدم مراعاتها لاتساع أطراف القارة الصفراء، وصعوبات التنقل والسفر بين دولها، لاسيما وأن وجود 5 منتخبات من مختلف مناطق آسيا، يعني اضطرار منتخب من الغرب مثلاً للسفر إلى الشرق لأداء مباراة ومرة ثانية إلى أقصى الجنوب أو إلى وسط آسيا والآسيان، وعادة ما يتعرض اللاعبون للإرهاق، بسبب فوارق التوقيت، وزيادة عدد ساعات السفر للتنقل بين دول القارة. ورغم مطالب مسئولي المسابقات بالاتحاد القاري، الصبر على الطريقة الجديدة، والتي تم إطلاقها لتكون سبباً في أن تجني الكرة الآسيوية، ثماراً عدة من ورائها، إلا أن كثرة المباريات وتقاربها، يعتبر من الأمور التي وصفت بأنها سلبيات قد تؤثر على فرص منتخبات عدة، فضلاً عن اضطرار المنتخب للسفر إلى شرق آسيا لمواجهة فريق بعد 4 أيام من اللعب على أرضه. وهو ما يعتبر عدم مراعاة لظروف القارة الآسيوية المتفردة من حيث اتساع أطراف القارة الصفراء، وزيادة مساحتها والبعد بين دولها وفارق التوقيت الذي قد يؤدي لتأثر اللاعبين عند التنقل بهذا الشكل. باب الأمل أما الرأي المؤيد لهذا التوجه الجديد، فأغلبه من المنتخبات «الضعيفة» من الثالث والرابع والخامس في تصنيفات القرعة، وهي التي ستجد نفسها في مواجهة فرق بقوة منتخبات القوى الكبرى بالقارة في أكثر من مباراة على مدار عام كامل، بما يمنحها الدفعة الفنية المطلوبة. ويؤيد أصحاب هذا الرأي القرعة وطريقتها الجديدة، كونها فتحت أبواب الأمل أمام منتخبات لم يكن لها أي حظ في التنافس مع منتخبات أقوى، ونيل فرصة الاحتكاك واكتساب الخبرات، بما يسمح بتكوين رصيد من المعرفة والخبرة قد يفيد في المستقبل. وهو ما أكده براك سوفانارا مدرب المنتخب الكمبودي لكرة القدم، الذي يلعب في التصفيات، ويرى سوفانارا أن الكرة في دول مثل كمبوديا تحتاج لدفعة إيجابية إلى الأمام، وهو ما تمنحه تلك القرعة. نائب رئيس اللجنة الفنية يبدي تفهمه لحالة القلق كروس: الانتقادات في محلها.. وخوض التجربة «ضروري» !! كوالالمبور (الاتحاد) أبدى الأسترالي كيلي كروس نائب رئيس اللجنة الفنية للاتحاد الآسيوي، تفهمه لانتقادات أصحاب الرأي الفني، للقرعة وصعوبتها ودخول منتخبات ضعيفة في كل المجموعات الـ8 المتنافسة فيها، بهدف التأهل للمرحلة الثالثة والأخيرة من تصفيات المونديال، ولفت إلى أن كل تلك الآراء صحيحة وفي محلها، خصوصاً مسألة خوض مباريات قد تبدو عقيمة للوهلة الأولى بين منتخب بحجم اليابان أو أستراليا وبقية منتخبات التصنيف الأول بل والثاني، أمام منتخب التصنيف الرابع والخامس. وقال كروس: «هناك توقعات بأن تشهد التصفيات أداء 3 مباريات ضعيفة المستوى فنياً في كل مجموعة، وهي تلك المباريات التي يكون طرفها منتخباً من التصنيفات الثالث والرابع والخامس، أمام منتخبات التصنيفين الأول والثاني، هذا الأمر قد يحدث بالفعل، وهو ما قد يؤدي لتراجع الأداء، أو لسهولة المباريات، وبالتالي قد تتأثر فرق مختلفة بهذا الأمر، وقد تتضرر عند اللعب أمام الفرق الأقوى في حالة تأهلها للمرحلة الأخيرة لأن مواجهة منتخبات ضعيفة قد يصيب الفرق القوية بنوع من الاسترخاء».وأضاف: «لكن كل ما سبق، لا يعني السعي لحجب الفرصة أمام جميع منتخبات آسيا لنيل شرف المحاولة، والأداء بقوة أمام منتخبات لم يكن لتواجهها في أي مكان آخر، وهذا هو الهدف الأسمى من وراء خروج القرعة بهذا الشكل».وتابع: «يجب خوض التجربة للنهاية، ومن ثم إعادة تقييمها، ولكن أن يتم الحكم عليها مبكراً بالفشل لوجود سلبيات عديدة، فهذا غير منطقي، ويخالف كل تاريخ اللعبة الذي شهد دخول منتخبات ضعيفة للتصفيات القارية، ونجاحها في تحقيق مفاجآت غير متوقعة، وهو ما قد يتكرر في تصفيات آسيا، لكن علينا فقط أن نترك لها الفرصة وأن نتابع ما سيحدث». سكوب: الصراع بين 12 منتخباً فقط كوالالمبور (الاتحاد) رأى التشيكي ميروسلاف سكوب مدرب المنتخب اليمني، أن مشوار فريقه في التصفيات المؤهلة للمونديال وكأس آسيا، لن يكون سهلاً، نظراً لقوة مباريات المجموعة، التي وصفها بالخادعة، وقال: «الطريقة الجديدة من التصفيات المؤهلة للمونديال، لن تكون سهلة»، لاسيما وأن انحصار الصراع بين الكبار في قارة آسيا سيعيق فرص المنتخبات التي وصفها بالطموحة للتأهل نحو المرحلة الثالثة في التصفيات، وتوقع سكوب أن يصعد إلى المرحلة الثالثة المعنية بحسم البطاقات الأربعة والنصف الخاصة بالمونديال أهم 12 منتخباً في القارة وهي «أستراليا، اليابان، كوريا الجنوبية، الإمارات، السعودية، العراق، أوزبكستان، قطر، الأردن، البحرين، عمان، الكويت»، مشيراً إلى أن المنتخبات التي من الممكن أن تحقق مفاجأة وتصعد للمرحلة الأخيرة قد تكون منتخبات لبنان أو فلسطين وكوريا الشمالية، وما عدا ذلك فسيدخل في المنافسة بقوة لنيل بطاقات التأهل إلى كأس آسيا 2019 في الإمارات، وهو الهدف الأسمى لمعظم منتخبات القارة المتوسطة والضعيفة. بيران: غير ملائمة لمعظم المنتخبات كوالالمبور (الاتحاد) أكد الفرنسي آلان بيران مدرب المنتخب الصيني لكرة القدم، أن القرعة ستكون صعبة رغم وجود منتخبات ضعيفة في كل مجموعة، ومنبع تلك الصعوبة يعود لغموض المنافسين الضعاف، لأن اللعبة غير معروفة عند أغلبهم، فضلاً عن غموض منتخباتهم الوطنية. ولفت بيران إلى أن طريقة التصفيات هذه، لا تبدو ملائمة، خصوصاً إذا ما كان الحديث عن التأهل إلى المونديال، وقال: «كان يجب الفصل بين تصفيات المونديال، وتصفيات كأس آسيا، على الأقل حصر التنافس على المونديال بين المنتخبات التي في التصنيفات الثلاثة بالقارة، أي 24 منتخباً فقط ومن يفشل منهم يعود للدخول في تصفيات مع بقية المنتخبات للتأهل لكأس آسيا 2019 بالإمارات». وأضاف: «فتح التصفيات بهذا الشكل، سيضعف المستوى الفني لمباريات عدة، وقد تتأثر المنتخبات القوية أو الأفضل في المستوى الفني من بقية منتخبات المجموعة من الفرق الضعيفة». «الفصل» فكرة يابانية كوالالمبور (الاتحاد) كان الاتحاد الياباني لكرة القدم، أول من تقدم بمقترح مشابه لنفس روزنامة دوري أبطال آسيا، عبر عزل الشرق عن الغرب في مشوار التصفيات، ووفق المقترح الياباني، كان سيتم الجمع بين منتخبات شرق والأسيان معاً، والجنوب مع جزء من جزء من الوسط والآسيان، ثم الغرب مع الوسط. وهو المقترح الذي تم رفضه، لإتاحة الفرصة أمام جميع المنتخبات للعب بأريحية، واعتماد مبدأ التصنيف في الفيفا فقط ليكون هو المحك الأخير لوضع أي منتخب في مجموعته. ويسعى الاتحاد الآسيوي من وراء ذلك، لإتاحة الفرصة للمنتخبات الضعيفة للاحتكاك والتطور، مثلما حدث لمنتخبات قارة أفريقيا التي بدأت ضعيفة للغاية، ومع مرور الوقت ذات توهجها وتألق لاعبيها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©