الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قطر تنقذ صناعة السفن الخشبية من الغرق في بحر النسيان

قطر تنقذ صناعة السفن الخشبية من الغرق في بحر النسيان
13 نوفمبر 2009 22:00
يقول محمد العلي مدير مشروع صناعة السفن الخشبية إنه جاء للحيلولة دون اندثار هذه الصناعة والحرفة والإرث الحضاري، في وقت لم تعد فيه حاجة للسفن التقليدية التي استبدلت بالسفن البخارية أو التي تعمل على الماكينات الحديثة، مؤكدا أن الدولة تدخلت للمحافظة على الموروث المحلي والخليجي. وأشار إلى أن العمل جار لدعم الصناع والبحارة لكي تبقى هذه الصناعة والأنشطة البحرية وتعود إليها الحياة. ويضيف: “لقد تم إقرار مساعدة مالية لملاك السفن الخشبية الخاصة، تقدر قيمتها بـ 10 آلاف ريال سنويا لسفن التنزه و15 ألف ريال قطري لسفن الصيد، من أجل السفن الخشبية التقليدية، وقد تم إنشاء مرافق لصيانة السفن في عدد من المدن الساحلية الكبرى، لاستقبال السفن واحتوائها، وأصبحت الآن جاهزة وتشهد حركة كبيرة وتفاعلا مع هذا التوجه، كما لاقت المشاريع المتعلقة بهذا المجال استحسان الناس. وتابع: “نحن كورشة وحيدة في الدولة، نحاول المحافظة على الهوية القطرية بمواصفات قطرية، ولدينا وثائق لصناعة كل من سفن السنبوك والشوعي والجلبوت وهي أنواع للسفن التي تتميز بها الصناعة القطرية عن غيرها من دول الخليج الأخرى، ونحاول أن ننمي لدى المستثمرين الرغبة في صناعة السفن الخشبية ونساعدهم بقدر الإمكان من خلال مدهم بالمعلومات حول كيفية الحصول على الأخشاب، إلى جانب مساعدة الشباب القطري ودعمه والوقوف معه ليحافظ على هذا التراث”. إقبال على الشراء أشار العلي إلى أن المكتب الهندسي الخاص في قطر يحاول أن يرجع دور الخشب بدلا من “الفيبر جلاس” في صناعة السفن، حيث إن صناعة السفن التقليدية تبتعد كليا عن أي مواد ضارة بالبيئة، من خلال استخدام زيت السمك وزيت نارجيل والألياف القطنية الطبيعية والمسامير لتثبيت الألواح الخشبية، كما أنه تم صنع سفن خشبية للرياضات البحرية، لافتا إلى أن جميع الأخشاب يتم جلبها من الهند، وتعتبر الأغلى سعرا حيث إنها تعمر لمئات السنين. وقال إن صناعة السفن الخشبية التقليدية تستغرق من 12 إلى 18 شهراً. وأكد أن الورش تتولى مهمة صناعة الموروث الذي مازال على نفس الصيغة، إلى جانب مساعدة المجتمع القطري المعتمد على السفن الخشبية من خلال المرافق الموجودة في مدينتي الخور والوكرة، خاصة فيما يتعلق بعمل صيانة السفن. وأفاد بأن هناك اهتماما من قبل القطاع الخاص لشراء السفن وتشغيلها في القطاع السياحي والتجاري، موضحا أن العمل جار أيضا لإنشاء ورش جديدة لاستيعاب الطلبات المتزايدة. تصنيع وتجديد قال محمد البوعينين وهو أحد ملاك السفن والمهمتين بصناعتها: “الاهتمام بصناعة السفن أمر مهم، حيث إن الدعم مطلوب لكي يبقى الصيادون، والبحارون مهتمون بها، ولا يتركون هذه المهن التي تعتبر جزءا من تاريخ المنطقة وموروثها، ومكتسباتها الحضارية التي تباهي بها أمام الدول والشعوب الأخرى، ولقد أعجبت بإحياء الصناعة من جديد، والحفاظ عليها مع العلم أن العمل في الورش يتم وفق التصاميم القديمة التقليدية المعروفة، ولم تدخل الحداثة إلى صناعة السفن، ولا يتم عمل التصاميم عن طريق الكمبيوتر ولا تدخل الأجهزة الحديثة في الصنع، وهذا أمر إيجابي، فمهارات الصناعة لدى الصناع متوافرة، والعمل اليدوي هو الأصل والأفضل”. وشدد البوعينين على أهمية هذه الصناعة لما لها من دلالات معنوية فضلا عن أنها تعد مفخرة وإنجازا لأبناء الخليج منذ آلاف السنين، مشيرا إلى أن الشكل الحالي للسفن لم يأت محض صدفة، بل جاء من خلال عمل وتطوير للصناعة التي تعتبر من المهن اليدوية الشائعة منذ القدم. وقال أحد الصناع: “أقوم بالإشراف على الفنيين في الورش لكي تتم الصناعة والعمل بالطريقة القديمة، بحيث نخطط لهم وهم يسيرون على الأوراق المكتوبة لهم، ويكتسبون مهارات الحرفة مع الأيام، وقد صممنا عدة مراكب كبيرة للصيد، وأخرى للغوص يصل وزنها إلى عشرات الأطنان، ونسير في مشروع تطوير الصناعة، كما أننا نعمل على تطوير بعض السفن القديمة وتجديدها وصيانة سفن يصل عمرها إلى مئات السنين، كانت أهملت”. من أنواع السفن التراثية : البقارة: مقدمتها منحنية لأعلى ومدببة ودقيقة في نهايتها، حادة وطويلة ومزودة بدفة ذات رأس واضحة (عجلة القيادة) تدار ببكرة الحبل المتصل بالدفة. البوم: يتميز تتشابه مقدمتها مع مؤخرتها المدببتين، وهي من السفن الكبيرة التي تتراوح بين 74-400 طن، وطولها بين 50-120 قدما وتتشابه البوم التي تصنع اليوم مع بوم الأمس فيما عدا بعض التعديلات التي أدخلت لتواكب وتسمى محلياً الساطورة وتتكون من لوح مستقيم مرتفع ومقوس في نهاية المصبوغة باللون الأسود من أعلى مع دائرة بيضاء أسفلها، وللبوم صاريان أو ثلاث (دقل) والبوم تستخدم أساساً لأعمال النقل والتجارة، كما تستخدم للسفر. الجالبوت: يصل طولها عادة إلى حوالي 50 قدما وكانت تستخدم أساساً في أغراض الغوص على اللؤلؤ، وتتميز الجالبوت بمقدمتها العمودية المستقيمة، مؤخرتها المستعرضة غير المزودة بميل (والميل يصنع من خشب الساج القوي لتثبيت الدفة)، كما تتميز بالدقل الأحادي المثبت في المقدمة. البتيل: من أولى السفن التي صاحبت عملية الغوص على اللؤلؤ في الخليج العربي، وتمتاز بسرعتها ومقدمتها المقوسة للأمام والمنتهية برأس بيضاوي كبير أبيض، أما المؤخرة فهي عالية تنتهي بزخرفة تشبه رأس الحصان بارزة تجاه مقدمة السفينة، هناك دقل أو اثنان في المقدمة وتعتبر البتيل من السفن ذات السعة الصغيرة والمحدودة. الشوعي: نوع شائع ويستخدم حتى اليوم لصيد الأسماك والتجارة، وتتميز بمقدمتها المستقيمة، وبمؤخرتها المستعرضة المثبتة بتارات خلفية مربعة للتثبيت الدفة. السمبوك: تتميز بخطوط انسيابية واضحة في تصميمها وبمقدمتها المستقيمة والمقوسة قليلاً منخفضة، ومؤخرتها المربعة الشكل، قاع السمبوك منبسط نسبياً ليلائم الاستخدام في المياه الضحلة، ويعطي هذا التصميم قدرة عالية على الانزلاق سريعاً فوق سطح الماء مما يزيد من سرعته عند أقل ضربات بالمجاديف. ومازالت السمبوك والشوعي من السفن التقليدية الشائع استخدامها حتى الآن لأغراض صيد الاسماك والتجارة حتى في الأعماق الغزيرة، وكان السمبوك من سفن الغوص الاساسية في الماضي وتتفاوت في الحمولة من 20 طناً الى نحو 150 طناً - وحالياً تم تحديث كل من السمبوك والشوعي بإدخال الماكينات البحرية لتشغيله، وسطح السمبوك مغطى معظمه ماعدا فتحة صغيرة للوصول إلى الخن (بطن السفينة). البغلة: كانت من أكبر السفن وأكثرها استعمالاً في منطقة الخليج كسفينة ترتاد المحيطات لجميع الأغراض وذلك حتى منتصف القرن العشرين، تتميز بمؤخرة مزودة بخمس نوافذ على كل جانب، ومقدمة مقوسة فمنها تشبه الرأس المثبت على صاري لربط الحبال وتسمى (البوسة). وكانت البغلة من السفن الكبيرة التقليدية التي يصل طولها الى حوالي 135 قدما ومثلها مثل جميع السفن التقليدية قديماً كانت تسير بالأشرعة. القلص (الجلص): قارب خشــبي صغير يجمع في مواصــفاته بين الســمبوك والشوعي والجلبوت الصغير من حيث شكل المقدمة والمؤخرة ويجـــر عادة خلف السفن الأكبر وكان يستخدم أساساً لنقل صغــار تجار اللــؤلؤ أي الطواويش بين سفن الغوص، ويطــلق على هذا القــارب أحياناً اســم “هوري الطواش”.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©