السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خير الدين بربروس.. أمير البحار في الخلافة العثمانية

18 يونيو 2017 19:09
القاهرة (الاتحاد) خضر بن يعقوب، شهرته خير الدين بربروس، ولد عام 1472م بجزيرة لسبوس باليونان، لُقب بـ «أمير البحار»، قائد إسلامي لأكبر الأساطيل البحرية العثمانية وأعظم رموز الجهاد البحري. تولى خير الدين الجزائر بعد استشهاد أخيه عروج في معركة تلمسان، وسار على نهجه في الجهاد ضد الإسبان، واستطاع تجميع القوات الإسلامية في الجزائر وبث فيهم روح الجهاد نحو الهدف المشترك لصد أعداء الإسلام عن التوسع في موانئ ومدن الشمال الأفريقي، ودخل تحت سيادة الدولة العثمانية لتوحيد المسلمين، وأمده السلطان سليم الأول بقوة من السلاح وبألفين من الجنود، فواصل خير الدين جهاده البحري وتمكن من طرد الإسبان من السواحل الجزائرية، وطاردهم حتى وصلوا سواحلهم، وأنقذ سبعين ألف مسلم أندلسي من قبضة الإسبان ونقلهم إلى مدينة الجزائر. أسند إليه السلطان سليمان القانوني إعادة تنظيم الأسطول وإنشاء عدد من السفن والإشراف عليها، وعهد إليه مهمة ضم تونس إلى الدولة العثمانية لأهمية موقعها، قبل أن يتمكن الإسبان بقيادة السلطان شارل الخامس من الاستيلاء عليها، وحتى تتم السيطرة للمسلمين على الملاحة في البحر المتوسط، فتوجه خير الدين على رأس ثمانين سفية وآلاف الجند إلى تونس واستطاع الانتصار على الدولة الحفصية وضمها للدولة العثمانية، فعينه السلطان سليمان القانوني قائداً عاماً للأسطول العثماني. قاد خير الدين عدة حملات بحرية انتصر فيها، أشهرها معركة خليج بروزة بالبحر المتوسط التي هاجم فيها التحالف الصليبي الذي ضم 600 سفينة حربية من إسبانيا والبرتغال والبندقية بقيادة اندريا دوريا استجابة لنداء البابا بالتحالف، ودارت معركة عنيفة بين الأسطولين وفاجأ خير الدين خصمه بضربات سريعة أربكته وأثار الفزع والهلع للتحالف الصليبي وتفرقت سفنه وهرب قائدهم وتمكن خير الدين من حسم المعركة لصالحه وسحقهم واستولى على 36 سفينة وأسر الكثير من جنود التحالف وسيطرت البحرية العثمانية على البحر المتوسط. اشتعلت حرب بين الإمبراطور الإسباني وملك فرنسا بسبب مدينة ميلان الإيطالية، وكانت فرنسا تربطها علاقات مع الدولة العثمانية، فطلب ملك فرنسا التحالف مع سليمان القانوني للقضاء على الإمبراطورية الإسبانية، فقبل سليمان لتحقيق أهداف العثمانيين نحو الشرق والتصدي للبرتغال والإسبان وفرنسا، وتم تكليف خير الدين بقيادة قوة بحرية والتوجه إلى فرنسا وفي طريقه استولى على مدينتي «مسينة» و«ريجيو» الإيطاليتين دون مقاومة، وميناء «أوستيا» حتى وصل إلى القاعدة البحرية الفرنسية وانضم إلى الأسطول الفرنسي ونجحا في استعادة ميناء «نيس»، وتم عقد معاهدة بين الدولة العثمانية وفرنسا التي تنازلت للإدارة العثمانية عن ميناء «طولون» لحماية دول المغرب الإسلامي والملاحة في البحر المتوسط من الإسبان، فحول خير الدين الميناء إلى مدينة إسلامية عثمانية بعد إخلائها من السكان الفرنسيين وارتفع الأذان في جنباتها، وقام بشن هجمات بحرية عنيفة على السواحل الإسبانية ودحرهم من نابولي. توفي خير الدين بالآستانة عن 65 عاماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©