قمة لبنانية سورية تمهد طريق دمشق أمام الحريري

مهدت القمة اللبنانية – السورية السريعة التي عقدت في دمشق أمس ودامت ساعة ونصف الساعة بين الرئيسين العماد ميشال سليمان وبشار الاسد طريق العاصمة السورية امام زيارة موعودة لرئيس حكومة لبنان سعد الحريري بعد قطيعة مستمرة منذ 4 سنوات ونيّف. واعتبرت مصادر حكومية لـ”الاتحاد” أن القمة كسرت جليد العلاقات بين دمشق وبيروت، واكدت أن زيارة الحريري الى العاصمة السورية قد تتم بعد نيل الحكومة الثقة البرلمانية على أن يجري الاعداد جيداً لكل المواضيع التي ستناقش بين الجانبين والعالقة منذ عام 2005، أي بعد استشهاد الرئيس الراحل رفيق الحريري في انفجار الشاحنة الملغومة في محلة رأس بيروت يوم 14 فبراير من العام نفسه، واتهام فريق 14 مارس لدمشق بالضلوغ في الجريمة. واعتبر عضو كتلة “المستقبل” النائب عمار حوري زيارة الرئيس سليمان الى دمشق تأتي في سياق طبيعي وقال: “هناك ملفات يجب ان تستكمل ونطمح لعلاقات طبيعية بين لبنان وسوريا خالية من الشوائب”. واشارت قناة “الجديد” التلفزيونية الى ان اوساط سورية اكدت ان هناك زيارة رسمية للرئيس الحريري قريباً ولكن المصادر الرسمية لم تعط جواباً واضحاً ولكنها اعلنت عن ترحيبها بالزيارة عند حصولها. وبالتزامن مع القمة، تلقى الرئيس الحريري اتصالاً هاتفياً مباشراً من نظيره السوري محمد ناجي العطري، هنأه من خلاله بتشكيل الحكومة، متمنياً له التوفيق في مهمته، داعياً الى تعزيز العلاقات الثنائية بين الحكومتين في مختلف المجالات بما فيه مصلحة البلدين الشقيقين. ورحبت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان من جانبها بزيارة الرئيس سليمان الى دمشق والقمة التي عقدها مع الرئيس الاسد، مشيرة الى ان هذا امر طبيعي بين بلدين شقيقين، وان الحوار والنقاش الذي حصل ستكون نتائجه ايجابية على البلدين والشعبين.وعبّرت شعبان في تصريح خاص لاذاعة “النور” الناطقة الاعلامية الرسمية باسم “حزب الله” عن ارتياح سوريا لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في لبنان، لان في ذلك مصلحة للشعب اللبناني وللالتفات الى الوضع اللبناني وعلاقة لبنان مع الاشقاء العرب ودوره وموقفه في القضايا العربية والاقليمية. وكان لافتاً توقيت القمة قبل ساعات من توجه الرئيس الاسد الى باريس في زيارة رسمية، يأمل من خلالها لبنان ان تثمر نتائج ايجابية، اذ اكد السفير الفرنسي في لبنان دوني بييون استعداد بلاده لمساندة الحكومة اللبنانية ودعمها، واوضح بعد زيارته رئيس كتلة “لبنان الموحد” النائب سليمان فرنجية “ان باريس ستبقى الى جانب لبنان لتنجح الحكومة الجديدة، وقال بييتون بعد لقائه الرئيس نجيب ميقاتي: “ان فرنسا لديها ملء الثقة بقدرة الرئيس الحريري على النجاح في مهمته وهو يمتلك الكثير من المميزات”