يطرح مجلس أبوظبي للتعليم على مديري ومديرات المدارس اعتباراً من اليوم ولغاية 24 يونيو الجاري، النموذج الجديد للتعليم الذي سيطبقه المجلس اعتباراً من العام الدراسي المقبل بالصفوف من رياض الأطفال وحتى الثالث الابتدائي. ويستهدف المجلس من خلال هذا النموذج بناء وتعزيز مهارات الطالب العلمية والشخصية في آن واحد حيث سيتم خلال تلك الفترة تدريب القيادات المدرسية على التعامل مع النموذج الجديد.
وقال معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام المجلس خلال لقائه ممثلي وسائل الإعلام عقب جولة تفقدية للجان الامتحانات بمدرسة المناصير في العين:إن المجلس استعان بمؤسسة عالمية متخصصة في المناهج لتقييم مدى مواءمة المناهج الدراسية في مدارسنا مع أهداف رؤية أبوظبي 2030 الاقتصادية.
وتعتمد هذه الرؤية على الاقتصاد القائم على المعرفة ومدى مواءمة هذه المناهج مع توجهات الإمارة وحاجتها لخريجين في مجالات الطاقة المتجددة والطاقة النووية والرقائق الدقيقة وعلوم الفضاء والصناعات النفطية والرعاية الصحية والتعليم وغيرها من التخصصات المطلوبة بما يدعم قدرة الإمارة التنافسية اعتماداً على العنصر البشري. وأكد الخييلي أن قياس قدرات ومهارات الطالب لا يجب أن يعتمد فقط على الورقة الامتحانية أو على آداء الطالب في الامتحان لأن ذلك يعد قياساً لملكة واحدة هي ملكة الحفظ دون إعتبار للمهارات الأخرى التي يجب أن يتمتع بها الطالب كالإبداع والإبتكار والتفكير المنطقي والبحث العلمي وحل المشكلات والعمل الجماعي.
وقال إن الوصول الى المعلومة أصبح اليوم يتم عبر وسائل ومصادر مختلفة لكن الأهم من ذلك هو تعليم الطالب كيفية توظيف هذه المعلومة والاستفادة منها سواء في البحث العلمي أو في حل المشكلات واتخاذ القرارت واستثمارها بطريقة صحيحة.
وأضاف معاليه خلال اللقاء بحضور محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي للعمليات المدرسية بالمجلس وسالم الكثيري مدير منطقة العين التعليمي، إننا نريد الطالب الذي يتمتع بالشخصية القيادية القادر على الخطابة ومواجهة الجمهور وهذا لن يتحقق بتركيزنا فقط على تجهيز الطالب للامتحان.
وأكد أن هذا الأسلوب الحديث في القياس يتطلب تجهيز المعلمين والقيادات المدرسية أولا بما يمكنهم من التعامل مع تلك المعايير والأبعاد المطلوب قياسها.
مدارس الفلل
وفي رده على سؤال بخصوص خطة المجلس لتطوير التعليم الخاص والتي بدأها بإغلاق عدد من مدارس الفلل التي تفتقر إلى عنصري الأمن والسلامة للطلبة، قال إن النهوض بهذا القطاع إحدى الركائز الأساسية في الاستراتيجية العشرية لتطوير التعليم في إمارة أبوظبي. وأشار الي أن التعليم الخاص بدأ في مدارس الفلل في وقت كان التركيز فيه على تلبية حاجة السوق من التعليم الخاص وليس الجودة وبالتالي تم فتح هذه المدارس بسرعة لسد الحاجة وتوسع هذا القطاع حتى أصبح عدد الدراسين في المدارس الخاصة 185 ألف طالب وطالبة 30 في المائة منهم مواطنون. ولفت الى أن البعض من أصحاب المدارس اهتم بالجودة والبعض لم يعط هذا الموضوع الاهتمام المطلوب والآن ومع إنطلاق استراتيجية تطوير التعليم في الإمارة أعددنا خطة متكاملة لإجراء عملية إصلاح واسعة لقطاع التعليم الخاص في الإمارة بناء على تقييم شامل أجراه المجلس لمرتين متاليتين للمدارس الخاصة من خلال شركتين متخصصتين.
وقال معاليه إن من بين الإجراءات التي تتضمنها خطة التطوير تشكيل لجان داخلية في المدارس الخاصة تضم آباء وفعاليات مجتمعية وممثلين عن إدارات المدارس لوضع خطط لتحسين الآداء في المدارس.
التوجيه الفني
وفي سؤال حول التوجيه الفني ورؤية المجلس لهذا الموضوع، أوضح الخييلي أن الموجهين جزء لايتجزأ من القوة البشرية بالمجلس كانوا في البداية معلمين ثم ترقوا بجهودهم وخبراتهم الى أن وصلوا الى هذه الوظيفة الحساسة وبالتالي هم عناصر مميزة لايمكن التفريط بها ولكن قد تختلف الأدوار مع الهيكل الجديد للمدارس الذي سيتم تطبيقه العام الدراسي القادم، مشيرا الى أنه ستتم مقابلة الموجهين لاطلاعهم على الأدوار المستقبلية.
وأكد معاليه حرص المجلس على الاستفادة من التقنيات الحديثة في تطوير العملية التعليمية وما قام به المجلس خلال الفترة الماضية من إطلاق 4 مشاريع تقنية عالية المستوى هي نظام تخطيط الموارد المؤسسية ونظام المعلومات الجغرافية ونظام المعلومات الطلابية والبوابة الإلكترونية بالإضافة الى طرح المناهج إلكترونيا. وأشار الي أن الأنظمة المتطورة والتي تم تدريب عناصر الميدان عليها سوف تحقق نقلة نوعية غير مسبوقة في قطاع التعليم ستظهر آثارها خلال الفترة القادمة.
عدد اليوم
