الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قمصان مناهضة لـ «الفيفا» في شوارع جوهانسبرج

قمصان مناهضة لـ «الفيفا» في شوارع جوهانسبرج
20 يونيو 2010 00:05
هناك على الرصيف كان يعرض تلك القمصان وهو شاب في العشرينيات من عمره ولعل ما لفت انتباهي له أن هذه القمصان كانت تحمل عبارات مناهضة للفيفا، نعم فهو مجرد عارض ولكن يقف خلفه الكثير من الذين يرون أن “الفيفا” بات يتحكم بكل شيء في البلاد. وقد تصاعدت خلال الفترة الماضية حملة مناهضة لـ”الفيفا” في الأوساط المجتمعية في جنوب أفريقيا ضد ما أسموه بقوانين “الفيفا” التي يتم تطبيقها في البلد خلال فترة إقامة كأس العالم مهما كانت هذه القرارات تتعارض مع قوانين جنوب أفريقيا التي ينص عليها الدستور. وكانت البداية في قضية الفتيات اللواتي تم القبض عليهن في ملعب السوكر سيتي خلال مباراة هولندا والدانمارك بتهمة الترويج لشركة منافسة لإحدى الشركات الراعية لـ”الفيفا”، كما نفذ صبر بعض الناس لسيطرة “الفيفا” على بعض الأماكن العمومية والمساحات المفتوحة كحدائق المشجعين وكانت هناك واقعة عندما قام أحد الناشطين برفع لوحة في يوم الشباب وتطالب بالخروج في مسيرة في هذا اليوم، وما كان من الشرطة إلا أن قامت بإخراج هذا الناشط من الحديقة لأن ما قام به يخالف قوانين “الفيفا” وهذه المنطقة تتبع لها، وهذه الواقعة أثارت استياء العديد من فعاليات المجتمع الذين اعتبروا هذه الخطوة تتعارض مع مواد الدستور في جنوب أفريقيا وضد حرية الفرد والتعبير في الجمهورية الديموقراطية، وقال الناشط أن هناك تأثيراً سلبياً لكأس العالم خصوصاً على الفئة الفقيرة في البلاد. وأضاف أن جنوب أفريقيا دولة ديمقراطية وحرة وهي ليست دولة خاضعة لـ”الفيفا” مؤكداً أن الحديقة هي مكان للعامة بينما قال المتحدث باسم الشرطة إن حدائق المشجعين محكومة بقوانين “الفيفا”. امبراطورية “الفيفا” تعيش في عالم من الرفاهية عندما تقودك قدماك إلى فندق مايكل انجلو في ساندتون وبمجرد أن تدخل من الباب تعلم أن هناك العديد من الإجراءات الأمنية المشددة وتشاهد حركة دؤوبة وأناس تلبس البذلات التي عليها شعارات “الفيفا”، عندها تدرك أنك دخلت في منطقة خاصة بجمهورية كرة القدم والجهة التي تديرها، فهنا مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم وهنا مقر إقامة الرئيس بلاتر. لا يبخل الاتحاد الدولي على عائلته فهو ينفق عليها بسخاء شديد وكلما أقيمت أي بطولة ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم في أي بقعة في العالم تجد أن عائلة “الفيفا” تسكن في أفخم الفنادق وفي أرقى المناطق وهذا هو حال “الفيفا” في جنوب أفريقيا حيث يعتبر هذا الفندق هو الأفضل في مدينة جوهانسبرج وملحق به المركز التجاري الخاص به والذهاب إلى الفندق أو إلى المركز التجاري يعني الدخول في منطقة “الفيفا” حيث تشاهد الجيش الجرار الذي يحمل البطاقات المرقمة من 1 إلى 10 وهذه البطاقات تتيح لحامليها الدخول إلى أي مكان في الملاعب المختلفة فلا يوجد محظور على حاملي هذه البطاقة. وعندما صعدت إلى الدور الثاني حيث قاعة الاستقبال في هذا الفندق تجد العديد من الشخصيات المهمة في “الفيفا” حيث يقع هناك نادي “الفيفا” وهي القاعة الكبيرة التي خصصها الاتحاد الدولي لعائلة “الفيفا” ولا يدخلها سواهم وهناك يسترخي أفراد هذه العائلة ويحظون بمعاملة في منتهى الرفاهية وكل الخدمات تتوافر لهم بالإشارة وبلمح البصر، وكذلك في هذه الصالة الفخمة والتي تشبه قاعات الأفراح توجد شاشة تلفزيونية عملاقة من أجل متابعة كل فعاليات البطولة والمباريات ومختلف الصحف العالمية. هكذا تعيش عائلة “الفيفا” في جوهانسبرج وقبل أن أخرج من الباب وصل الحاكم بأمره السيد جوزيف بلاتر وهو محاطاً بالحاشية الكبيرة وبرفقته ما لا يقل عن أربعة حراس أمن ويبدو أنهم ليسوا من الشركة نفسها التي تمنح حراسها 15 رانداً في الساعة الواحدة.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©