خلافات حادة في واشنطن تسبق قرار بوش بزيادة قواته في العراق

كشفت صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأميركية أمس أن الرئيس الأميركي جورج بوش اتخذ قراره بزيادة عديد القوات الأميركية في العراق العام الماضي، على عكس توصيات مبدئية من كبار مستشاريه وبعد خلافات بشأنه داخل إدارته وفي الجيش الأميركي· وقالت الصحيفة نقلاً عن مذكرات سرية ومقابلات مع مجموعة من المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين ان قرار بوش يوم 10 يناير عام 2007 بإرسال 20 ألف جندي إضافي إلى العراق لمواجهة المسلحين هناك جاء بعد بضعة أشهر من المناقشات الحادة داخل الإدارة الأميركية· وأضافت أن ميل بوش إلى الإذعان للقادة الميدانيين في العراق ولوزير الدفاع الأميركي، أجّل اتخاذ موقف جديد إزاء العراق حتى اقترب الوضع من الفوضى و''الحرب الأهلية''، حسب وصف تحليل لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ''سي· آي· أيه'' في أواخر عام ·2006 وفي تلك المرحلة كانت وزارة الدفاع الأميركية ''البنتاجون'' تؤيد نقل المسؤولية الأمنية الى القوات العراقية، مما يسهل خفض القوات الأميركية، بينما كانت وزارة الخارجية الأميركية تحض على اعتماد على خطة بديلة لمواجهة ''القاعدة'' هناك بكبح العنف في بغداد ووقف العنف الطائفي فقط عند وصوله إلى مستوى ''القتل الجماعي''، وكان السفير الأميركي في بغداد حينها زالماي خليل زاد يجادل من أجل منحه سلطة التفاوض على حل سياسي مع العراقيين· ونقلت الصحيفة عن السفير خليل زاد قوله في برقية سرية: ''إن اقتراحات إرسال مزيد من القوات الأميركية الى العراق لن تؤدي الى حل على المدى البعيد، وستجعل سياستنا أقل وليس أكثر استمراراً''، وقالت إن أعضاء مجلس الأمن القومي الأميركي باشروا ''الجهود المبدئية'' لبحث احتمال زيادة القوات، وطلبوا من زميلهم الضابط البحري المتقاعد الكابتن وليام لوتي أن يكتشف بهدوء ما إذا كانت القوات الإضافية متوفرة· ودعا المجلس في تقرير سري قدمه في شهر اكتوبر ،2006 بعد التشاور مع هيئة أركان الجيش، الى زيادة كبير في القوات بنشر نحو 5 ألوية في بغداد والمناطق الساخنة الأخرى· وأثار ذلك الاقتراح انقساماً في قيادة القوات المسلحة الاميركية، حيث أيده عدد من الضباط ولكن مساعدين لهيئة الاركان المشتركة أشاروا الى أن الجيش مجهد جداً· وفي مطلع نوفمبر عام ،2006 أجرى البيت الأبيض مراجعة رسمية على مستوى الحكومة لمناقشة زيادة مستوى القوات في العراق، وأزالت استقالة وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد في الوقت نفسه، بعضاً من ''المعارضة العتيدة'' للزيادة في ''البنتاجون''· وحدد مساعدون كبار لبوش خلال اجتماع عقدوه في البيت الأبيض يوم 22 نوفمبر الخطوط العريضة لاجماع ''بازغ'' فيالطريق، معلنين الاتفاق على نطاق واسع على أن النجاح في العراق مهم لحرب إدارة بوش على الإرهاب· وقالت الصحيفة إن وثيقة اعدت لتلك المراجعة أوضحت أن ''مركز جاذبيتنا -التأييد العام- في خطر بسبب الشكوك في أن جهودنا بالعراق تسير على طريق يؤدي الى النجاح''· وفي الوقت نفسه، جادلت وثيقة سرية لهيئة الأركان المشتركة من أجل ''التعجيل بدفع العراقيين الى تولي القيادة المسؤولة عن العمليات'' واقترحت إجراءات من بينها تخصيص لواء أميركي لكل فرقة عراقية لتحسين أداء الجنود العراقيين، وأوضحت أنه حتى بعد إعلان بوش قراره، لم يسع قائد القوات الأميركية في العراق آنذاك الجنرال جورج كيسي مطلقاً إلى الحصول على أكثر من لواءين.