الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسالة.. أم مهنة؟

17 ابريل 2011 17:22
ظهرت الدعوة إلى رعاية المرضى الميؤوس من شفائهم للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأميركية عام 1970م، كمرضى السرطان أو فقدان المناعة المكتسب”الإيدز”. وركزت اهتمامها على رعاية هؤلاء المرضى في منازلهم نظراً لطول مدة العلاج، وفشل العلاج الطبي في كثير من الحالات في مواجهة ما يعانون من أمراض مما يستلزم العمل على رفع الروح المعنوية للمريض أكثر من العلاج الإكلينيكي. وفي عام 1984 كان هناك أكثر من ألف برنامج للمرضى الميؤوس من شفائهم. وأصبحت رعايتهم من الاتجاهات الحديثة للخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة. واتجهت هذه الرعاية الى الأخذ بفكرة العمل الفريقي المتكامل لدراسة حالة المريض وتهيئته اجتماعياً ونفسياً وطبياً لتقبل المرض وما ترتب عليه من فقدان الحياة بعد فترة قد تطول أو تقصر. حسب حالة المريض الصحية. وهناك من يرى أن تدخل مهنة الخدمة الاجتماعية ضروري وحيوي ليس مع المريض فقط، لكن مع الأسرة وما يترتب على الحالة المرضية من تهديد لأوضاعها أو القيام بوظائفها. كما أن العمل في هذا المجال يمثل تحدياً يواجه الأخصائيين الاجتماعيين الذين يعملون مع هذه الحالات. .. فقد أشارت تقارير المنظمة الدولية لرعاية المرضى الميؤوس من شفائهم عام 1979 الى الأسس التي ترتكز عليها برامج رعاية هؤلاء المرضى من وجوب تقديم الخدمات اللازمة لكل من أعضاء الأسرة والمريض الذي يحتاج الى الرعاية الإنسانية والاجتماعية أكثر من العلاج الطبي لأن الرعاية الطبية إذا كانت قد قامت بدور حاسم للسيطرة على المرض والتحكم في عدم انتشاره بالجسم، وتقديم المعونة النفسية المصاحبة للمرض والتي يحتاج فيها المريض الى الدعم الروحي والنفسي والاجتماعي بواسطة فريق متكامل من المهنيين والمتخصصين ويضم الأطباء، والأخصائيين الاجتماعيين، والأخصائيين النفسيين، وفريق التمريض والمتطوعين ورجال الدين، وحيث يتم التنسيق بين هذا الفريق بواسطة الأخصائي الاجتماعي. فرعاية هؤلاء المرضى تحتاج الى صبر ومعاناة، ويتم تدريب عدد من المتطوعين لمساعدة الأسرة في تقديم هذه الرعاية، وهو إجراء غير مألوف في مجتمعنا العربي الإسلامي الذي يقوم على التكافل الاجتماعي والتماسك الأسري، وهي عوامل يمكن أن تسهم في رفع الروح المعنوية للمريض ومواجهة الاحتياجات السريعة أو المشكلات الصحية الطارئة. .. إن الشخص الذي يصاب بأحد الأمراض الخطيرة تنتابه نزعات تدميرية للذات، وعدم التوازن، والحزن العميق، وفي مثل هذه الحالات تفيد نظرية الأزمة في الحد من المشاعر والإسراع بالإمكانات المتوفرة بالمستشفى ليس فقط الإمكانات الطبية ولكن الإمكانات الخاصة بعمل الأخصائي الاجتماعي ومهارته في امتصاص مثل هذه المشاعر. والعمل على إيجاد وتنمية الخدمات التي تواجه أي تطورات في حالة المريض وأسرته، والقيام بتوفير برامج تأهيلية لأسرة المريض لمساعدتهم على رعاية المريض أو تقديم أي خدمة يحتاجها أثناء فترة الرعاية سواء بالمنزل أو المستشفى. كما يمكن أن يستخدم مهارته المتصلة بالعمل مع الجماعات والأسس النظرية للعلاج الجماعي وديناميكية الجماعات لمساعدة هذ النوع من المرضى، وذلك من خلال استخدام الجماعة كوسيط لكي يتوافق المريض مع ما أصابه من مرض ومع البيئة المحيطة به. إنها رسالة إنسانية ترتقي درجات الوظيفة أو المهنة دون شك. المحرر khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©