السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

افتتاح «أولمبياد ريو» يعالج «اكتئاب البرازيليين»!

افتتاح «أولمبياد ريو» يعالج «اكتئاب البرازيليين»!
6 أغسطس 2016 22:37
ريو دي جانيرو (أ ف ب) قدمت ريو دي جانيرو حفل افتتاح موسيقياً «مضاداً للاكتئاب» للألعاب الأولمبية الأولى في أميركا الجنوبية التي تمتد حتى 21 أغسطس الجاري، أمس الأول على ملعبها الأسطوري ماراكانا. ورغم ميزانية الحفل المحدودة في بلاد تضربها أزمات متنوعة، بدت مظاهر الفرح على الجماهير والرياضيين في بلد يعيش أسوأ فترة اقتصادية في 80 عاماً ويشهد ارتفاعاً في معدل الجريمة. رقم قياسي من 11288 رياضياً «6182 لاعباً و5106 لاعبات» يمثلون 207 دول وبعثة سيتنافسون لأكثر من أسبوعين على 306 ميداليات ذهبية في 28 رياضة أولمبية. بدأ الحفل بمعزوفات موسيقية، أولاها «أكويلي أبراسو» الشهيرة لجيلبرتو جيل، أيقونة الموسيقى البرازيلية، ترافقها تقنيات إضاءة وليزر ورقص، على أرض ملعب مهيب شهدت أبوابه إجراءات أمنية مشددة تحت إشراف 10 آلاف شرطي. وأنشد المغني البرازيلي باولينيو دا فيولا النشيد الوطني البرازيلي من أرض الملعب وهو يعزف على الجيتار ترافقه فرقة موسيقية. وعلى بعد 1.5 كيلومتر من الملعب طوقت الشرطة مظاهرة من 500 شخص نددت بـ«ألعاب الإقصاء» وبالرئيس المؤقت ميشال تامر، وحلّقت فوقها مروحية -حسب مراسل «فرانس برس»- كما احتشد نحو 3 آلاف شخص قرب فندق «بالاس أوتيل» المترف على شاطئ كوباكابانا الشهير، حيث يقطن عدد من الرياضيين، ورفعوا لافتات كُتب عليها «لا للأولمبياد» محتجّين على الوضع المعيشي في ظل ارتفاع مستويات البطالة. وحضر نحو 37 رئيس دولة، بينهم الفرنسي فرانسوا هولاند، والأرجنتيني ماوريسيو ماكري، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، حفل الافتتاح مقابل 80 في ألعاب بكين 2008 و70 في لندن 2012. «ليكون حفل الافتتاح بلسماً لاكتئاب البرازيليين»، هذا هو هدف حفل الافتتاح بالنسبة إلى مخرجه البرازيلي فرناندو ميريليش مخرج مخرج أفلام «ذا كونستانت جاردنر» و«بلاندنيس»، بمساعدة سنيمائية أخرى من مواطنيه أندروشا وادينجتون ودانيالا توماس ودي روزا ماجاليايس، والأخيرتان اختصاصيتان في تنظيم الكرنفالات التي تم الاستلهام منها كثيراً في هذا الحفل. ولم يحظَ مخرجو حفل الافتتاح بالموازنتين الخياليتين لحفلي افتتاح أولمبيادي لندن 2012 «36 مليون يورو» وبكين 2008 «85 مليون يورو»، وقال ميريليش في هذا الصدد: الزمن الحالي يتطلب خلاف ذلك، تكلفة حفل ريو ستكون أقل 12 مرة عن موازنة لندن و20 مرة عن موازنة بكين. وتحول ملعب ماراكانا الأسطوري الذي غصّ بأكثر من 60 ألف متفرج «تمت تغطية المنعطف الشمالي منه لضرورات العرض»، حيث استعرض مئات الممثلين نحو 12 مدرسة لرقص السامبا، في ظل انشراح جماهير وتشجيع كثيف على أنغام الموسيقى المحلية، ومشاهد تضمّن أحدها دخول عارضة الأزياء السابقة، الفاتنة جيزيل بوندشن قطعت خلالها الملعب بأكمله على أنغام أغنية «فتاة من أيبانيما» لتوم جوبيم. وتميز الحفل بلوحات فنية، وبرحلة عبر أبرز المراحل المميزة في تاريخ البلاد: الاستعمار البرتغالي، والعبودية، وتحليق رائد الطيران ألبرتو سانتوس دومون على متن طائرته 14 مكرر في أوائل القرن العشرين. وركز الحفل أيضاً على مستقبل الكرة الأرضية، مع لوحة حول ظاهرة الاحتباس الحراري تؤكد الدور الحاسم للبرازيل التي تضم الجزء الأكبر من غابة الأمازون. وبعد انتهاء العرض الفني بدأ طابور الوفود الـ207 المشاركة بالدخول بدءاً من الوفد اليوناني مضيف الألعاب الحديثة الأولى العام 1896. ومن بين الوفود بعثة لفريق اللاجئين تضم سباحين سوريين، وبعثة للكويت دخلت تحت العلم الأولمبي في ظل إيقافها دولياً تحت حجة تعارض قوانينها مع الميثاق الأولمبي. وحيَّت الجماهير البرازيلية الوفود المشاركة خصوصاً البرتغالية، بينما دخلت الأرجنتين والأوروجواي على وقع صافرات الاستهجان، ولاقت الوفود الأخرى اهتمامات متفاوتة، وبرز حامل علم تونجا الذي دخل عارياً في جسمه العلوي ومرتدياً تنورة، كما دخلت بعثة روسيا التي تأكد مشاركة 276 من رياضييها بعد مدٍّ وجزرٍ إثر فضيحة تنشط منظم. وبعد كلمة لرئيس اللجنة المنظمة كارلوس نوزمان رحب فيها بزائري المدينة، تعالت صافرات الاستهجان لدى ذكر الحكومة، قال الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية: «هذه لحظة المدينة الرائعة.. لقد حققتم في 7 سنوات فقط ما كانت تحلم به أجيال سابقة قبلكم، لقد حوّلتم ريو الجميلة إلى مدينة حديثة وأصبحت أجمل بفضلكم، إعجابنا أكبر لأنكم تمكنتم من ذلك في وقت صعب في تاريخ البرازيل، لقد أمنّا بكم دوماً، شغفكم بالرياضة وحبكم للحياة مصدر إلهام لنا، فلنحتفل معاً بالألعاب الأولمبية في هذا البلد الكبير، البرازيل». الترحيب بفريق اللاجئين ورحب باخ بفريق اللاجئين بقوله: «نعيش في عالم تسيطر عليه الأنانية، ويدّعي البعض التفوق على الآخرين، هذه إجابتنا الأولمبية: في روح التضامن الأولمبي ومع فائق الاحترام، نرحب بفريق اللاجئين الأولمبي، أعزائي رياضيي فريق اللاجئين أنتم تبعثون برسالة أمل لملايين اللاجئين حول العالم، اضطررتم إلى السفر من بلادكم بسبب العنف، والجوع، أو لأنكم فقط مختلفون، الآن ومع موهبتكم الرائعة وروحكم الإنسانية تسهمون بشكل كبير في المجتمع». وأعلن باخ عن جائزة لتكريم شخصيات بارزة تضع الرياضة في خدمة الإنسانية، منحها لرئيس اللجنة الأولمبية كيبتشوج كينو، تكريماً له على إنجازاته البارزة في مجالات التعليم والثقافة والتنمية والسلام عبر الرياضة من خلال الروح الأولمبية الحقيقية». وقال العداء السابق كينو «76 عاماً»، حامل ذهبيتي 1500 متر في ألعاب مكسيكو 1968 و3 آلاف متر موانع في ميونيخ 1972، كلمة تأثر في نهايتها. وفي ظل غياب ديلما روسيف التي أُقصيت عن الرئاسة في البرازيل لاتهامها بالتلاعب بالمال العام، وسلفها إيناسيو لولا دا سيلفا، افتتح الدورة الـ31 من الألعاب الرئيس بالوكالة ميشال تامر والنائب السابق لروسيف التي تتهمه بالتخطيط لانقلاب برلماني، وسط صافرات استهجان الجماهير. وكانت روسيف التي أُقصيت عن السلطة مؤقتاً في 12 مايو بقرار من مجلس الشيوخ بانتظار حكم نهائي بشأن إجراءات إقالتها بتهمة التلاعب بحسابات عامة في نهاية أغسطس، وصرحت في مقابلة إذاعية الاثنين الماضي بأنها ترفض أن تكون في الصف الثاني في حفل افتتاح الأولمبياد. وبعد قسم اللاعبين الذي تلاه البحّار أوسكار شيدت ثم قسم الحكام لمارتينيو نوبري وقسم المدربين لأدريانا سانتوس، أوقد -بعد فاصل غنائي حماسي- العدّاء السابق فاندرلي كورديرو دا ليما شعلة الألعاب التي ستستمر مضاءة حتى 21 الجاري قبل تسليمها إلى طوكيو التي تستضيف نسخة 2020. وسلم بطل التنس السابق جوستافو كويرتن عبر بطلة العالم السابقة في كرة المضرب أورتنسيا ماركاري الشعلة إلى فاندرلي كورديرو دا ليما حامل برونزية الماراثون في ألعاب أثينا 2004. وكان متوقعاً أن يوقد الشعلة أسطورة كرة القدم بيليه لكنه اعتذر بسبب حالته الصحية المتردية، وذلك على الرغم من الدعوة التي وُجِّهت إليه في هذا الصدد. وقال بيليه (75 عاماً) في بيان نشرته وسائل الإعلام قبل ساعات قليلة من انطلاق الحفل: في الوقت الحالي، لا أتمتع بالظروف الصحية للمشاركة في حفل افتتاح الأولمبياد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©