السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دمشق تتعهد بوقف النار اليوم وتبقي تأهب الجيش

دمشق تتعهد بوقف النار اليوم وتبقي تأهب الجيش
12 ابريل 2012
أعلنت وزارة الدفاع السورية أمس، وقف الأعمال العسكرية ضد ما تصفه بـ”المجموعات الإرهابية المسلحة” اعتباراً من صباح اليوم الموافق 12 أبريل، وهو الموعد الذي حدده الموفد الأممي العربي المشترك كوفي عنان لكل الأطراف في سوريا لوقف العنف، مشددة بقولها إن “قواتنا المسلحة ستبقى متأهبة للرد على أي اعتداء”. وأكد عنان على لسان المتحدث باسمه في جنيف أحمد فوزي، أنه تسلم تعهداً مكتوبا من النظام السوري ممثلاً بوزير الخارجية وليد المعلم بوقف العمليات العسكرية ابتداء من اليوم تطبيقاً لخطته المدعومة من الأمم المتحدة، مبيناً أن وقف إطلاق النار سيبدأ في السادسة صباحاً بتوقيت دمشق. من جهته، أكد نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف أمس، أن تعهد الحكومة السورية بوقف العمليات العسكرية صباح اليوم يعني أنه ينبغي للمعارضة الآن أن تلتزم بوقف إطلاق النار، مضيفاً “الأمر الآن يتوقف على المعارضة المسلحة.. هذه هي شروط خطة عنان”. في حين أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن قلقها بشأن “تواصل العنف” في سوريا عشية موعد وقف النار، معربة في تصريحات أمام وزراء خارجية مجموعة الثماني أيضاً عن قلقها إزاء المشاكل التي تواجه عنان في مساعيه لجعل دمشق تطبق خطته لإنهاء العنف وحملت موسكو مسؤولية بقاء الرئيس الأسد في سدة الحكم إلى الآن. بالتوازي، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس التي تترأس بلادها دورة مجلس الأمن الدولي لشهر أبريل إنه حتى لو التزمت دمشق بوعدها بوقف النار، فإن ذلك لن يعتبر التزاماً كافياً بخطة المبعوث المشترك مضيفة “برأينا ليس ولا يمكن اعتباره التزاماً”، بخطة عنان لأن التزامات النظام السوري “تفتقر إلى المصداقية” كونه عاد سابقاً عن وعوده. وفي وقت سابق أمس، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن بلادها “ستحكم على نظام الأسد من خلال أفعاله وليس أقواله”، مشككة في عزم دمشق على الوفاء بتعهداتها التي قدمتها لعنان. وكانت بكين أكدت صباح أمس، “قلقها العميق” من استمرار أعمال العنف الدامية في سوريا داعية دمشق إلى تطبيق خطة عنان وطالبت مجدداً بوقف شامل لإطلاق النار وسحب فوري وشامل “لكل” القوات. وبالتوازي دعا وزير خارجية ألمانيا جيدو فسترفيله موسكو أمس، إلى النأي بنفسها عن حملة القمع التي يشنها نظام الأسد ضد المناهضين له، معرباً عن أمله في أن يبعث وزراء خارجية مجموعة دول الثماني بواشنطن برسالة “واضحة” إلى دمشق لوقف العنف. وفيما أكدت كلينتون في وقت سابق أنها ستلتقي على هامش أعمال وزراء مجموعة الثماني، مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف في مسعى لإقناع واحدة من الدول القليلة المؤيدة للأسد بتغيير سياستها، بما يمكن من اتخاذ قرارات تسمح على الأقل، بإيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري، قال مسؤول بوزارة الخارجية التركية إن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو سيعقد محادثات عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع نظرائه من المجموعة بشأن الأزمة في سوريا والتوتر المتصاعد على منطقة الحدود بين البلدين التي تشهد تدفق موجات متصاعدة من اللاجئين. من جانب آخر، أكد دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن الدول الغربية تشدد على ضرورة عدم اكتفاء القوات السورية بوقف إطلاق النار اليوم، بل لا بد من أن تنسحب من المدن السورية كما وعدت، مشددين بالقول “لا يكفي أن تتوقف القوات السورية عن استخدام أسلحتها، بل عليها أن تنسحب من التجمعات السكانية طبقاً لما التزمت به”. ومن المقرر أن يشارك عنان صباح اليوم الساعة العاشرة (14,00 تغ) في اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن عبر دائرة فيديو مغلقة من جنيف بشأن تطورات الأزمة السورية ومدى التزام دمشق بإعلان وقف القتال. ونقلت وسائل الإعلام السورية الرسمية ظهر أمس عن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع قوله “بعد تنفيذ قواتنا المسلحة مهامها الناجحة في مكافحة الأعمال الإجرامية للمجموعات المسلحة وبسط سلطة الدولة على أراضيها، تقرر وقف هذه الأعمال اعتباراً من صباح الخميس”. وأضاف “ستبقى قواتنا المسلحة الباسلة متأهبة للرد على أي اعتداء تقوم به (المجموعات الإرهابية المسلحة) ضد المدنيين وعناصر حفظ النظام والقوات المسلحة والممتلكات الخاصة والعامة لحماية أمن الوطن والمواطن”. ولم يشر التلفزيون الحكومي الذي أذاع تعهد الحكومة بوقف النار إلى سحب القوات من المدن التي تشهد احتجاجات، كما لم يشر إلى المهلة التي تنتهي الساعة 0300 بتوقيت جرينتش صباح اليوم لوقف إطلاق النار والتي حددها عنان. من جهته، أكد فوزي المتحدث باسم المبعوث المشترك بقوله “عنان تسلم رسالة من وزير الخارجية السوري يبلغه فيها قرار (وقف جميع الأعمال العسكرية في جميع الأراضي السورية ابتداء من السادسة صباح الخميس، مع الاحتفاظ بحق الرد على أي اعتداء تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة ضد المدنيين وعناصر حفظ النظام والقوات المسلحة والممتلكات الخاصة والعامة”. وأضاف أن عنان “سيواصل العمل مع الحكومة السورية والمعارضة لضمان التطبيق الشامل للخطة المؤلفة من 6 نقاط، ويتطلع إلى الحصول على الدعم المتواصل للدول المعنية بهذا الخصوص”. وشدد فوزي على أن خطة عنان تقضي بانسحاب القوات المسلحة السورية من المدن ومحيطها. وكان يفترض أن تنهي السلطات السورية سحب آلياتها العسكرية من المدن أمس الأول، إلا ان ذلك لم يحدث. ووجه عنان أمس الأول، رسالة إلى مجلس الأمن أعرب فيها عن أسفه لأن النظام السوري لم يف بالتزاماته. وقال في رسالته “إنني مقتنع بضرورة بذل كل ما يلزم من أجل وقف العنف بجميع أشكاله في 12 أبريل عند الساعة السادسة”. وشدد مجلس الأمن في بيان على ضرورة “أن تلتزم الأطراف كافة في سوريا بموعد 12 أبريل” لوقف المعارك بشكل تام. وتنص خطة عنان على سحب الآليات العسكرية من الشارع على أن يلي ذلك وقف لأعمال العنف من جانب كل الأطراف، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية ووسائل الإعلام إلى سوريا، والافراج عن المعتقلين على خلفية الأحداث، والسماح بالتظاهر السلمي. وكان المعلم أبلغ موسكو أمس الأول، بأن سلطات بلاده بدأت تنفيذ خطة عنان وسحب الآليات من بعض المدن. ويلزم البند الثاني من الخطة دمشق بسحب قواتها العسكرية من المراكز السكانية لا وقف القتال فقط. وفي تصريحات أمام وزراء خارجية مجموعة الثماني بواشنطن مساء أمس، قالت وزيرة الخارجية الأميركية “إن أحداث العام الماضي، وحتى أحداث الأسبوع الماضي، تؤكد الحاجة المستمرة للتعاون الدولي الشامل، ومجموعة الثماني هي المنبر المناسب لذلك”. وتابعت “نحن قلقون جداً من استمرار العنف في سوريا”. وأكدت “نحن قلقون من المشاكل التي تواجه المبعوث المشترك في مساعيه لوقف النار ووقف العنف. ونحن متنبهون لذلك. وسيكون هذا على أجندتنا بعد ظهر الأربعاء”. من جهتها، قالت رايس إن تعهد سوريا لعنان “برأينا ليس ولا يمكن اعتباره التزاماً” بخطة السلام، مضيفة أن التزامات النظام السوري “تفتقر إلى المصداقية” لأنه عاد سابقاً عن وعوده. وأضافت “القتال لا يزال مستعراً حتى الآن مما يعكس التصعيد في العنف الذي اتبعته دمشق منذ الأول من أبريل عندما التزمت بوقف جميع الأعمال العدائية”. وأضافت “لذلك فإن التزاماتها لا تحمل الكثير من المصداقية بل وربما لا تحمل أي مصداقية.. نظراً لسجلها. وسننتظر باهتمام ما سيقوم به النظام السوري الخميس”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©