الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السعودية: لا تهاون مع انتهاكات «الحوثيين» للسيادة

السعودية: لا تهاون مع انتهاكات «الحوثيين» للسيادة
10 نوفمبر 2009 00:52
أكدت المملكة العربية السعودية أنها لن تتهاون إزاء الانتهاكات التي قام بها المتمردون الحوثيون لسيادة أراضيها والتي أدت إلى مقتل عدد من الأشخاص وإصابة آخرين. وشدد مجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك عبدالله بن عبد العزيز على أن المملكة لن تتهاون إزاء أي انتهاك سيادي لأراضيها، وأوضح أن مثل هذا التسلل “غير المشروع يعطيها كامل الحق في اتخاذ كل الإجراءات لإنهائه مع اتخاذ التدابير اللازمة لحماية مواطنيها وأراضيها وتأمين حدودها وردع المعتدين ووضع حد لكل من تسول له نفسه القيام بأي عمليات تسلل أو تخريب والحد من تكرار ذلك مستقبلاً”. واستمع المجلس إلى تقرير حول الإجراءات والتدابير الأمنية التي اتخذتها المملكة للحفاظ على أمن الوطن وحماية حدوده بعد قيام مسلحين بالتسلل إلى موقع جبل دخان داخل الأراضي السعودية في منطقة جازان وإطلاق النار على دوريات حرس الحدود، منوهاً بالإجراءات التي اتخذت للتعامل مع الموقف والتي شملت إخلاء القرى الحدودية المجاورة لموقع الحدث للحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين وبالمهام التي باشرتها القوات المسلحة ضمن نطاق العمليات داخل الأراضي السعودية. وكانت السعودية قد أعلنت امس أن قواتها أمّنت حدودَها مع اليمن بشكلٍ نهائي وهي تقوم حاليا بتمشيط الجانب الحدودي من أراضيها، حيث ألقت القبض على 250 من المتسللين الحوثيين، بينما تواصل القوات الجوية قصف الشريط الحدودي مع اليمن. كما تم اخلاء 240 قرية حدودية لتأمين حياة المواطنين ونقلهم الى مناطق آمنة. وسجل الطيران السعودي الحربي في وقت متأخر من مساء أمس الأول حضورا كبيرا واستمر القصف العنيف والمكثف على جيوب متنوعة حول محيط جبل دخان وصلت إلى جبل الرميح والردة وصولاً إلى جهات (المشنق). وحصلت “العربية.نت” على معلومات من مصادر خاصة بحصول اشتباكات في الدائري الشرقي لقرية الخوبة، بيد أن تلك المصادر لم تفصح عن وجود إصابات، مؤكدة أن الحوثيين فروا بعدما ألحقت بهم خسائر فادحة. وبحسب نفس المصادر شاركت في القصف الجوي لأول مرة طائرات (الأباتشي). وقال مصدر سعودي رسمي إن المملكة خففت من حدة عملياتها على الحدود مع اليمن وألقت القبض على مئات المتمردين الحوثيين. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه “إن عمليات القصف المدفعي المكثف قد انتهت”. وذكر أن “هناك انتشارا تكتيكيا للوحدات في المنطقة ونريد أن نتأكد انه تم القضاء على خطر” المتمردين. واكد المصدر السعودي أن الحوثيين “تكبدوا خسائر بشرية كبيرة” دون إعطاء حصيلة، فيما لم يعلن المتمردون أيضا عن حصيلة خسائرهم البشرية. وقال إن “الكثيرين استسلموا في الساعات الـ48 الأخيرة، وهناك المئات من المقاتلين الذي سلموا انفسهم”. من جهتهم اكد المتمردون الحوثيون أن الجيش السعودي استأنف امس غاراته الجوية على مواقعهم في المناطق الحدودية وداخل اليمن، فيما أبقت صنعاء على صمتها ازاء التطورات على حدودها. وقال المتحدث باسم المتمردين الزيديين محمد عبدالسلام في اتصال مع وكالة فرانس برس إن القصف السعودي شمل أهدافا “داخل تراب اليمن”، معتبرا أن ما يعلنه السعوديون عن محاربة متسللين حوثيين الى الأراضي السعودية واقتصار العمليات ضمن نطاق ارض المملكة، ما هو سوى “مجرد ذرائع لهجوم منظم”. وأفاد المتحدث بأن “غارات سعودية مكثفة شنت منذ ليل امس الأول والمناطق المستهدفة شملت مدينة الملاحيظ (7 كلم داخل اليمن) وقرى سوق الحصامة وقرى مديرية شدا وقرى يمنية اخرى المتاخمة للحدود السعودية”. وذكر عبدالسلام ايضا أن المتمردين سيعرضون شريطا مصورا لجندي سعودي أسير لديهم، مجددا التأكيد أنهم أسروا عددا من الجنود السعوديين فضلا عن السيطرة على مركبات تابعة لقوات المملكة. الى ذلك، نفى الحوثيون أن تكون القوات السعودية سيطرت على جبل الدخان الحدودي مؤكدين استمرار تواجدهم في فيه. ونشر الحوثيون على موقعهم الالكتروني صورا لجنود يهرعون تحت وابل من النيران قالوا إنهم سعوديون، إضافة الى صور مركبتين من طراز هامر ومستندات. من جانبه قال مراسل “العربية” في جازان إن احد العسكريين السعودين، وهو برتبة مقدم، ومن المعلن عنهم في عداد المفقودين، عاد الى السعودية بعد قتله عدد من العناصر الحوثية، وبحوزته خرائط ووثاثق عسكرية مهمة تابعة للحوثيين. وبحسب مراسل “العربية”، فقد رصدت الجهات المختصة في القوات السعودية متحدثين باللغة الفارسية خلال الاتصالات اللاسلكية بين الحوثيين. وعلى الجهة المقابلة استعاد الجيش اليمني سيطرته على جبل بجاش والبركة في محور سفيان بمحافظة عمران بعد معركة شرسة خاضها ضد قوات التمرد “الحوثي” في إطار عملية الأرض المحروقة التي أطلقها منذ أربعة أيام. وقالت مصادر ميدانية بمحافظة عمران لـ”الاتحاد” إن وحدات الجيش في سفيان واصلت امس قصفها المدفعي لمواقع المتمردين باتجاه صيفان في حين توجه العشرات من المتمردين من مناطق خولان الطيال وحيدان وساقين باتجاه المناطق الحدودية مع السعودية، خصوصا الى جبل تويلق الذي خصصته جماعة التمرد لأفراد يجيدون استخدام مدافع الهاون تجاه قرى السعودية. وفي محور مدينة صعدة شنت وحدات الجيش عمليات هجومية استهدفت أوكار التمرد في منطقة محضة وتم تطهير مزارعها من المتمردين، كما هاجمت قوات الجيش تجمعات للمتمردين في مدينة ضحيان بقصف صاروخي فيما استمرت الاشتباكات بين قبائل مسلحة مساعدة للجيش مع عناصر حوثية بمنطقة دماج. الى ذلك جددت أحزاب المعارضة اليمنية المنضوية تحت تكتل “اللقاء المشترك” تحميل السلطة مسؤولية ما آلت إليها الحرب في مساراتها “التصعيدية “الراهنة في محافظة صعدة، كما حملتها المسؤولية الكاملة عن صيانة السيادة الوطنية لليمن وحماية حدودها الإقليمية، واستهجنت بشدة تجدد ما وصفته بخطاب القوة والعنف ومفردات التخوين والتحريض والكراهية، مجددة دعوتها للأشقاء والأصدقاء لدعم الجهود الوطنية المخلصة الداعية إلى حقن دماء اليمنيين، والحيلولة دون نشوب حرب إقليمية. وأضافت أحزاب المعارضة اليمنية، في بيان لها، أن السلطة ما انفكت تمارس مفردات التخوين والكراهية ضد مواطنيها، وعلى وجه الخصوص أحزاب اللقاء المشترك والقوى الوطنية والمخالفين لها بالرأي والذي جاء هذه المرة على لسان جهة عسكرية غير ذات صفة دستورية فيما يسمى “باللجنة الأمنية “ وذلك إمعانا في الانتهاك السافر للدستور، وعسكرة وتأزيم الحياة السياسية والمدنية، على حد وصفها. وحذّر “المشترك “من مخاطر ما أسماها بـ”المسارات المتفاقمة” للحرب المأساوية، في صعده حسب وصفه، والمتواصلة على مدى أربعه أشهر في دورتها السادسة الحالية، وباستراتيجيتها الراهنة التي أسماها البيان بـ”الأرض المحروقة”، لا سيما البعد الإقليمي الذي أضيف إليها بإدخال الأشقاء في المملكة العربية السعودية في المواجهات العسكرية نتيجة لإدارة السلطة السيئة للأزمات التي تعيشها البلاد. وناشد “المشترك” الأشقاء والأصدقاء إلى دعم الجهود الوطنية إلى حقن دماء اليمنيين والوقف الفوري للحرب والحيلولة دون أقلمتها أو تدويلها، ومعالجتها في إطارها الوطني الطبيعي على طاولة الحوار الوطني الجاد والشامل الذي لا يستثني أحدا، وبما يفضى إلى تسوية وطنية إنقاذية شاملة
المصدر: الرياض, صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©