الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

منظمة الصحة الدولية تدعو إلى نظام تأمين صحي عالمي

30 أغسطس 2008 01:06
أكد خبراء منظمة الصحة العالمية على أن الفروقات الاجتماعية تخلف الكثير من الوفيات على مستوى العالم داعية الدول الى تبني أنظمة صحية بتمويل حكومي يستفيد منها الجميع· وكتب مايكل مارموت، رئيس اللجنة المعنية بالعوامل الاجتماعية المؤثرة على صحة المجتمع أن ''تقليل الفروق في مجال الصحة عامل أخلاقي اساسي لأنها تتسبب في عدد كبير من الوفيات على نطاق واسع''· وأضاف مارموت أن ذلك لا يقتصر على الفروقات بين الدول الفقيرة والغنية وانما يمكن أن يحدث داخل المجتمع الواحد· وساق على سبيل المثال أن ''طفلا يولد في ضاحية جلاسكو في أسكتلندا، يكون أمله في الحياة اقل بثمان وعشرين سنة من طفل مولود على بعد 13 كلم منه· ولا يوجد سبب بيولوجي لتبرير هذا الفرق''· ويقول خبراء اللجنة في تقرير حديث لهم إن الفروق في المستويات الصحية بين الدول وداخل الدول نفسها ناجمة عن ''البيئة الاجتماعية التي ينشأ فيها الناس ويكبرون ويعيشون ويعملون ويشيخون''· وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن السياسات الصحية المعتمدة في العديد من الدول لا تتكيف بصورة كافية مع المتطلبات الصحية· وعليه، تؤكد مديرة المنظمة مارجريت تشان أن ''الانظمة الصحية لا تتجه بصورة طبيعية نحو أن تكون أكثر عدلا· وينبغي بذل جهود إدارية لا سابق لها لدفع جميع الفاعلين حتى من خارج القطاع الصحي لدراسة تأثيرهم ودورهم في مجال الصحة''· وتدعو منظمة الصحة الى اعتماد نظام يعتمد على التمويل الحكومي والى فرض ''ضريبة عامة وضمان صحي عالمي الزامي''· ورغم أن كافة الدول الغنية لديها من الناحية النظرية مثل هذا النظام، فلا يوجد سبب يمنع الدول الفقيرة من اعتماده، كما يقول مارموت، مؤكدا ان هذا الهدف يمكن بلوغه إذا توفرت الإرادة السياسية· ونظام صحي يتم تمويله من خلال الضريبة التصاعدية· وتؤكد منظمة الصحة العالمية ان ''التعامل مع الموضوع الصحي بطريقة عادلة يجب ان يكون هدفا اساسيا للتنمية''، مؤكدة أن ''العناية الصحية ملكية عامة وليست سلعة تجارية''· وتظهر المقارنة بين الدول من جهة ثانية أن غنى بلد ما لا يكفى لتقرير الوضع الصحي لسكانه· وتؤكد لجنة الامم المتحدة ان دولا مثل كوبا وكوستاريكا والصين وسريلانكا وولاية كيرالا الهندية بلغت مستويات صحية جيدة رغم ضعف الدخل الوطني· وبينت الجهود المبذولة في بلدان اخرى امكانية تحقيق تقدم كما حدث في مصر، حيث تم تسجيل تراجع كبير في وفيات الاطفال من 235 الى 33 في الألف خلال ثلاثين سنة· وبالمثل تراجعت وفيات الاطفال في اليونان والبرتغال من 50 في الألف الى مستويات منخفضة جدا قريبة منها في اليابان والسويد وايسلندا· واعتبرت منظمة الصحة العالمية ان دول شمال اوروبا لا تزال افضل مثال يحتذى لأنها تتبع ''سياسات تشجع العدالة في الخدمات والفوائد والعمل المتفرغ والمساواة بين الجنسين وتدني نسبة الاشخاص غير المستفيدين من الخدمات الصحية والاجتماعية''·
المصدر: جنيف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©