يشكو سائقون من طول الانتظار في مراكز ترخيص المركبات التابعة لإدارة تراخيص الآليات والسائقين بشرطة أبوظبي، على الرغم من جهود الإدارة في تقليل الازدحام عبر افتتاح مراكز جديدة وابتكار خدمات إلكترونية.
ونتيجة لما تشهده إمارة أبوظبي من توسع على مختلف الصعد التجارية والسياحية والعمرانية، فقد ارتفع عدد السائقين ومركباتهم في الإمارة، حيث بلغ عدد المركبات نهاية العام الماضي 831 ألفاً و938 مركبة، ما تسبب في حدوث ازدحام على مراكز الترخيص، بحسب مسؤولين.
ولتخفيف ذلك، بادرت إدارة تراخيص الآليات والسائقين إلى إطلاق خدمات جديدة مثل تجديد ملكيات السيارات إلكترونياً، وخدمة “طارش” لتخفيف حدة الازدحام، علاوة على توسعة المراكز الموجودة حالياً وافتتاح تسعة جديدة، بالتعاون مع شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” على مستوى إمارة أبوظبي.
ورغم شكاواهم من الانتظار، إلا أن كثيراً من المتعاملين نوهوا بمستوى الخدمات التي تطورت بشكل كبير، بعد توسعة المركز وافتتاح مراكز في الشهامة والمصفح.
وقال المواطن علي المعمري، وهو شاب يعمل في مطار أبوظبي، “إن الواقع في الدولة اختلف كثيراً عن الماضي. فقد زادت أعداد السيارات والسائقين وأصبح كل بيت لديه سيارات تصل إلى أربع وخمس وأحياناً يصل عدد السيارات إلى ست للأسرة الواحدة أي سيارة لكل فرد، وهو ما يزيد العبء على الطرق والخدمات في إدارات التراخيص في إمارة أبوظبي”.
وأضاف: “وعلى الجانب الآخر، هناك محاولات دائمة من قبل شرطة أبوظبي لتطوير الخدمات التي باتت أفضل مما كانت عليه في الماضي وتحسنت، خصوصاً ما يتعلق بالمدة التي يستغرقها إنهاء المعاملات والفحص الفني الذي يكشف العيوب بالسيارات، وتعد من أهم الخطوات التي تجنب المجتمع العديد من الأخطار التي تسببها العيوب الفنية من الحوادث على الطرق الداخلية والخارجية”.
وأشار المعمري إلى أن الإجراءات اختلفت عن الماضي وأصبحت المعاملات أسهل من ذي قبل، لافتاً إلى أن النظام ساد مراكز الفحص، علاوة على توسعة قسم خدمة العملاء في أبوظبي، وأصبح هناك قسم خاص للسيدات وذوي الإعاقات، علاوة على زيادة القدرة الاستيعابية لمنصات الاستقبال.
وقال زيلامن علم جان، سائق باكستاني: “حضرت اليوم لإنهاء إجراءات ترخيص حافلتي الخاصة، واستغرق الوقت اللازم من حجز مكان في الفحص والتأمين قرابة ساعة كاملة، وهو وقت طويل باعتقادي، أما الحصول على الملكية ودفع المخالفات وطباعة الملكية الجديدة فلم يستغرق سوى دقائق، ولم أنتظر طويلاً، حيث إن عدد الموظفين كاف لتقليص زمن إنجاز المعاملات”.
وأضاف جان أن الخدمات الآن متطورة جداً ومركز الفحص الفني أصبح يزيد من سرعة العمل بعد الكشف الدقيق على المركبات فنياً والتحقق من عدم وجود عيوب فنية.
واتفق معه المواطن بدر المعمري من أبوظبي الذي عبر عن اعتقاده بأن مركز الفحص لم يتحسن أداؤه كثيراً، حيث “انتظرت قرابة 40 دقيقة لبدء الفحص الفني”، لافتاً إلى أن الأمر مختلف في قسم الترخيص حيث لم تستغرق المعاملة سوى وقت قصير، وكان العمل يجري بهدوء وسرعة، وتعامل الموظفين كان راقياً.
وقال سوريش مانان بارامبيل، مقيم من أبناء الجالية الهندية: “إن الأمر اختلف كثيراً عن العام الماضي، حيث إن أعداد السيارات زادت بالفعل وتقابل ذلك محاولات من الجهات المعنية والممثلة في إدارة التراخيص وشركة أدنوك المسؤولة عن إجراء الفحص الفني للسيارات، حيث تم افتتاح مراكز جديدة وسيتم في المستقبل القريب إنشاء مراكز أخرى خارج أبوظبي في مناطق بعيدة عن العاصمة، مما يسهل الأمر على أصحاب المركبات في الشهامة وبني ياس والمفرق والشامخة والذين يسكنون في مناطق على امتداد طريق دبي والعين”.
وأضاف أن المشكلة الوحيدة في مركز أبوظبي هي الازدحام وطول فترة الانتظار للحصول على تذكرة للدفع ثم الحصول على المستند، ثم الانتظار مجدداً في المسارات المحددة بمنطقة الفحص الفني، فضلاً عن عدم وجود شخص يرشد المراجعين إلى الإجراءات المطلوبة، علاوة على أنه لا يوجد سوى موظف استقبال واحد.
إلا أنه أقر بمدى التطور الحاصل في مراكز الفحص، قائلاً إن معاملة ترخيص سيارته استغرقت العام الماضي قرابة ست ساعات، حيث انتظر من الثامنة صباحاً حتى الساعة الواحدة والنصف ظهراً لإنجاز معاملته.
خمس دقائق بالتراخيص
من جانبه، قال العقيد سهيل الخيلي رئيس قسم ترخيص المركبات في إدارة ترخيص الآليات والسائقين في شرطة أبوظبي، إن الإدارة تقدم خدماتها للمواطنين والمقيمين عبر 44 مركز خدمة على مستوى إمارة أبوظبي، كاشفاً أنه ستتم زيادة عددها خلال العام الجاري.
وأضاف في تصريح لـ”الاتحاد” أن عدد المعاملات التي يتم إنجازها في تلك المراكز شهرياً يتراوح ما بين 220 و260 ألف معاملة، ويستغرق إنجاز المعاملة الواحدة فترة زمنية تراوح بين ثلاث وخمس دقائق، في ما تكون أوقات الذروة من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً.
وذكر أنه سيتم افتتاح مقار جديدة، بالتعاون مع “أدنوك” في محطة البطين بالعين، وبدع أهل بالخيل الواقعة بين رماح والخزنة، وموقع القلعة في منطقة محاوي بأبوظبي، في الوقت الذي تجري فيه أعمال توسعة في مركزي مصفح والسمحة.
وفي إطار التسهيل على المتعاملين، قدمت شرطة أبوظبي، مؤخراً، خدمة تجديد رخص ملكية المركبات وإصدار بدل فاقد وتالف إلكترونياً من دون الحاجة إلى توجه الأفراد إلى مراكز الخدمة لتوفير الجهد والوقت عليهم، وتأتي الخدمة وفق رؤية حكومة أبوظبي لتوصيل الخدمات للمواطنين والمقيمين أينما كانوا.
وتتيح خدمة تجديد الملكيات “أون لاين” للأفراد إنجاز معاملات تجديد رخص ملكية المركبات وإصدار بدل فاقد وبدل تالف إلكترونياً، شريطة توافر وثيقة تأمين والحصول على شهادة الفحص الفني للمركبة فيما تعفى من الفحص المركبات التي لم يمض على استعمالها أكثر من 3 سنوات من تاريخ التسجيل.
وحفزت إدارة ترخيص الآليات والسائقين أصحاب المركبات على الحصول على تلك الخدمات إلكترونياً، حيث كرمت أول 10 أشخاص استخدموا النظام في تجديد ملكيات مركباتهم لتشجيع الآخرين على مثل هذه الخطوة.
وأوضحت الإدارة إجراءات وخطوات الحصول على الخدمة، حيث يمكن التسجيل عن طريق بطاقة الهوية في بوابة الخدمات الإلكترونية لشرطة أبوظبي بالتعاون مع مركز أبوظبي للأنظمة الإلكترونية والمعلومات، وذلك للتأكد من صحة بيانات العميل بمقارنتهما مع الملف المروري، ويمنح بعد ذلك الشخص صلاحية الدخول إلى موقع الخدمات الإلكترونية لشرطة أبوظبي ومنها تجديد ملكية المركبات إلكترونياً وإصدار بدل تالف وفاقد.
ويسمح الموقع للأفراد بالاطلاع على جميع البيانات الخاصة بمركباتهم والتي تتضمن المخالفات والإيصالات المالية والملف المروري، وتحديث البيانات ومعرفة الحركة التاريخية للمخالفات المرورية، إضافة إلى المزيد من الخدمات الأخرى، مثل استعراض كشف خاص بالمركبات التي يمتلكها واختيار منتهية الترخيص منها ويجري النظام عملية تأكد للبيانات المطلوبة للسماح بعملية التجديد، وتلي ذلك خطوة التأكد من وجود تأمين صالح ووثيقة الفحص الفني للمركبة والمخالفات كما يتم اختيار شركة التوصيل التي تتولى تسليم صاحب المركبة الملكية، وتتميز عملية التسجيل عن طريق بطاقة الهوية بدرجة أمان عالية ومقارنتها بالملف المروري بكونها ذات مزايا أمنية يصعب تزويرها.
9 مراكز فحص جديدة
وتعتزم شركة أدنوك خلال العام الجاري افتتاح 9 مراكز لخدمة فحص وتسجيل المركبات في مواقع متفرقة من إمارة أبوظبي، ثلاثة مراكز منها في مدينة أبوظبي، وثلاثة أخرى في مدينة العين، وثلاثة في المنطقة الغربية، كما أنه سيتم خلال الأشهر المقبلة افتتاح مركزين لخدمة “أوتو سيرف” لتصليح وصيانة السيارات داخل جزيرة أبوظبي، وذلك في إطار خطة أبوظبي 2030 للحفاظ على صحة وسلامة المجتمع، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للعملاء، وفقاً لأرقى الممارسات العالمية في هذا المجال.
عدد اليوم
