الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزمة السورية: أميركا تلتزم بدعم الثوار

12 ابريل 2013 23:48
كارن دييانج واشنطن أفاد مسؤولون أميركيون الأربعاء بأن أوباما يسير نحو إصدار موافقة نهائية على تقديم دعم على ساحة المعركة للمعارضة العسكرية السورية، يشمل مواد غير مميتة مثل الدروع ونظارات الرؤية الليلية. ويأتي هذا التطور في وقت تدفع فيه وزارة الخارجية البيتَ الأبيض للانضمام إلى حلفاء مثل بريطانيا وفرنسا، اللتين تقولان إنهما تعتزمان توسيع المساعدات التي تقدمانها للثوار السوريين. وفي هذا الإطار، قال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية: «لقد وجه الرئيس تعليمات لفريقه للأمن القومي بتحديد تدابير إضافية حتى نستطيع زيادة المساعدات» والتنسيق مع بلدان أخرى، مضيفاً «هناك عدد من التفاصيل التي ما زالت في حاجة إلى أن تبحث». وزير الخارجية جون كيري، الذي كان في لندن من أجل اجتماع مع مجموعة وزراء خارجية الثماني، تلقى طلبات من الثوار بمزيد من المساعدات والأسلحة في وقت تتفاقم فيه الأزمة وتتصاعد حصيلة القتلى في سوريا. وقد اتفق كيري ووزير الخارجية البريطاني ويليام هيج، وآخرون اجتمعوا مع مجموعة المعارضة السورية، على الالتقاء مجدداً في تركيا في العشرين من أبريل لمناقشة مزيد من المساعدات للثوار الذين يقاتلون من أجل تنحية بشار . يشار إلى أن الحرب الأهلية التي بدأت قبل عامين أسفرت عن مقتل أكثر من 70 ألف شخص وأدت إلى أكثر من مليون لاجئ، وفق الأمم المتحدة. وكان كيري قال هذا الأسبوع إن الأزمة السورية «لم تترك خياراً» غير زيادة الضغط الخارجي على الأسد، ولكنه لم يقدم أية تفاصيل قائلاً إن إعلاناً في الموضوع سيأتي من البيت الأبيض. وفي هذه الأثناء، يقول مسؤولون من الإدارة الأميركية، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم لأنهم يتحدثون عن اجتماعات جرت وراء أبواب مغلقة، إنهم لا يعتقدون أن مزيداً من الدعم غير المميت، عدا الوجبات العسكرية والمساعدات الطبية التي أعلن عنها سلفاً، سيغيِّر توازن الحرب بشكل كبير. وعلاوة على ذلك، هناك تخوف من أن تؤدي زيادة الدعم غير العسكري إلى زيادة المطالب بتقديم مساعدات تسليح، وهو الأمر الذي ترفضه واشنطن والأوروبيون. وقد جاءت شخصيات المعارضة السورية التي تتخذ من القاهرة مقراً لها إلى لندن تلبية لدعوة من «هيج»، خلال اجتماع لمجموعة الثماني كان يرمي إلى توسيع الاتصال الدولي مع زعماء سوريين ممكنين عدا معاذ الخطيب، رئيس ائتلاف المعارضة السورية المدعوم من الولايات المتحدة. وكان الخطيب قدم، وسط حالة الفوضى والتفكك بين زعماء المعارضة، استقالته من منصبه، ولكنه قال إنه سيبقى فيه حتى الشهر القادم. وفي هذا الإطار، التقى كيري وهيج مع غسان هيتو، رئيس وزراء الحكومة السورية المؤقتة في المنفى. وكان تعيين «هيتو» قد أثار خلافاً داخل صفوف المعارضة وبين داعميها الخارجيين، حيث قالت السعودية وقطر، اللتان تدعمان وتزودان فصائل مختلفة من جيش المعارضة بالسلاح، للمسؤولين الأميركيين إن «هيتو» تربطه علاقات قوية بـ«الإخوان المسلمين» السوريين، وهي مجموعة يعارضونها ولكن تركيا وبلداناً أخرى في المنطقة تدعمها. غير أن مسؤولاً رفيعاً آخر في الإدارة قال إن الولايات المتحدة راضية عن أداء «هيتو» وإن رسالتها إلى الذراع السياسية للمعارضة هي كالتالي: «نحن لا تهمنا علاقاتكم الشخصية. تحدثوا مع بعضكم بعضاً... ولا تشتكوا من بعضكم بعضاً علناً». وفي بيان بعد الاجتماع مع «هيج»، قال نائب رئيس الائتلاف جورج صبرا، وسهير الأتاسي: «لقد أكدنا من جديد التزامنا بمحاربة التطرف وتشبثنا بالقانون الدولي وقواعد حقوق الإنسان». ويعزى الرفض الأميركي لتسليح المعارضة السورية إلى مخاوف من إمكانية سقوط الأسلحة في أيدي متطرفين إسلاميين داخل صفوف الثوار. وهو تخوف سُلط عليه الضوء يوم الأربعاء عندما أصدر زعيم مجموعة المعارضة «جبهة النصرة» بياناً يقدم فيه الولاء لأيمن الظواهري، الذي خلف بن لادن كزعيم لتنظيم «القاعدة». وقد مثل البيان الصوتي المرة الأولى التي تعترف فيها «جبهة النصرة» علناً بعلاقتها بـ«القاعدة». وتعد «جبهة النصرة» من أنشط مجموعات الثوار، حيث يقوم مقاتلوها بالسيطرة على أراض عبر شمال سوريا والحفاظ عليها. ولكن في ديسمبر الماضي، أعلنت الحكومة الأميركية «جبهة النصرة» مجموعة إرهابية بسبب علاقاتها بتنظيم «القاعدة». ولكن بيان المجموعة أثار ردود فعل متباينة من السوريين الذين يدعمون المعارضة. وفي هذا الإطار، قالت امرأة في السادسة والعشرين من عمرها فرت إلى بيروت من مدينة حلب الواقعة شمال سوريا في فبراير الماضي، وطلبت عدم الكشف عن اسمها بسبب مخاوف أمنية: «مهما تكن مساوئ نظام الأسد، إلا أنه أفضل من حكم الإسلاميين المتطرفين». ولكن مقاتلي المعارضة من مجموعات أخرى عبروا عن موقف أقل سلبية تجاه جبهة النصرة. وفي هذا الإطار، قال أيضاً قائد من الجيش السوري الحر في منطقة الزبداني، يستعمل اسماً مستعاراً هو أبو مازن درقوش، إن الجيش السوري الحر المعارض «معتدل ولا يريد إغضاب البلدان الغربية وجعلها خائفة من دعم الثورة السورية». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©