قال الدكتور سيرغي شيربوف قائد مجموعة الديناميات والتنبؤات السكانية البحثية في معهد فيينا الديمجرافي في محاضرة ألقاها بمركز شؤون الإعلام في أبوظبي أمس تحت عنوان ''التنمية وتوقعات النمو السكاني'' إن التعليم والزيادة السكانية يسيران باستمرار جنباً إلى جنب·
وأكد شيربوف أن تعليم المرأة هو العامل الرئيسي الذي يؤدي إلى تخفيض نسبة الخصوبة في الدول ذات الخصوبة العالية·
وأوضح أنه عندما تصبح الدول الفقيرة أكثر تطوراً وتصبح النساء فيها أكثر تعلماً ستنتهي مشكلة الخصوبة المرتفعة، مشيراً إلى أنه على الرغم من ذلك سيستمر النمو السكاني لبعض الوقت حتى بعد انخفاض نسبة الخصوبة·
وتطرق المحاضر إلى إمكانية زيادة عمر الإنسان مورداً آراء بعض العلماء من جامعة أوكسفورد الذين يعتقدون أن عمر الإنسان لا يزداد فقط ولكن زيادته آخذة بالتسارع·
وأشار علماء أوكسفورد إلى أنه خلال فترة قصيرة نسبياً سيعيش الناس بشكل طبيعي لأكثر من 120 سنة·
وفي هذا الإطار تطرق شيربوف إلى رأي أوبري دي جري المختص بطب الشيخوخة من جامعة كامبريدج الذي اعتبر فيه أن أول إنسان سيعيش 1000 سنة قد ولد بالفعل وأن عمليات الترميم المؤقتة للجسم باستخدام الخلايا الجذعية ومعالجة الجينات وتقنيات أخرى قد توقف في نهاية المطاف عملية الشيخوخة بشكل كامل·
وأضاف المحاضر أنه خلال 50 سنة من الآن سيتمتع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة فأكثر بصحة أفضل، مردفاً أن هناك احتمالا لأن يتمكن الناس من العمل لمدة أطول·
وقال إن القياسات التي استخدمت أظهرت أن زيادة عمر التقاعد بمعدل شهرين في السنة ستضمن ثبات واستقرار معدل المسنين الذين تتم إعالتهم على الغالب في العديد من الدول المتقدمة، مضيفاً أنه على الرغم من ذلك فإن سرعة التقدم في العمر ستصل إلى أقصى مدى لها في العقود المقبلة·
وأوضح شيربوف أن التكيف مع التغيرات السريعة أمر أصعب، داعياً الحكومات إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لتكون مستعدة لمواجهة مشكلة الشيخوخة·
وأكد شيربوف أهمية وجود توقعات افتراضية أكثر احتمالاً، مشيراً إلى أن الوصول إلى مسار واحد لديناميكيات التعداد السكاني في المستقبل أو حتى عدة متغيرات محتملة يجب ألا يكون أساساً لاتخاذ قرارات مهمة تتعلق بديناميكيات التعداد السكاني على المدى الطويل·
وقال إنه لا يمكن معرفة عدد السكان بدقة في المستقبل البعيد ولكن يمكن تقدير الاحتمالات لأن التعداد السكاني أو أي مؤشر آخر مشتق من تركيبة العمر للتعداد السكاني سيبقيان ضمن نطاق محدد· وتطرق إلى مستوى التحضر في الدول النامية، مؤكداً أنه ما زال أقل بكثير مما هو عليه في الدول المتطورة·
وأوضح أن المستوى العالي للتكنولوجيا وحماية البيئة لم يؤديا إلى أي مشكلات اقتصادية اجتماعية خطيرة، مشدداً على أنهما لن يعيقا النمو الاقتصادي·
لكنه أشار إلى أن التكيف مع التغيرات أمر صعب خصوصاً إذا كانت تحدث بسرعة عالية·
وأردف أن الكثير من القضايا المرتبطة بأزمة الغذاء تعود لأمور تتعلق بالإنتاجية والتوزيع، معللاً بأن بعض الدول المتطورة تدفع إعانات لمنتجيها الزراعيين كي يمتنعوا عن إنتاج الغذاء بهدف استقرار الأسعار·
عدد اليوم
