الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الرسم بـ الحناء ··موروث إماراتي يتحول إلى مهنة وحق امتياز عالمي

الرسم بـ الحناء ··موروث إماراتي يتحول إلى مهنة وحق امتياز عالمي
29 أغسطس 2008 01:05
توقفت ماري وزوجها إدوارد أمام خيمة خشبية تتوسط شاطئ الفندق الذي نزلا به في أبوظبي· لفت نظرهما في داخل الخيمة سيدة سمراء ترسم بالحناء على رجل طفل صغير تحمله والدته التي لم تجف الحناء بعد عن يدها· استقبلتهما فاطمة التي تعمل في مجال الرسم بالحناء، لتنقش خلال 10 دقائق، على أيديهما أو أرجلهما رسومات اختاراها من كتاب يحوي رسوماً ورموزاً وأشكالاً كثيرة يمكن رسمها بالحناء· يتكرر هذا المشهد مرات عدة يوميا في الخيمة التي ترسم فيها فاطمة، حيث تستقبل عشرات الأشخاص في اليوم الواحد، وخاصة خلال المواسم والأعياد· تتبع الخيمة التي تعمل فيها فاطمة إلى المواطنة فتحية أحمد، وهي واحدة من رائدات الأعمال المواطنات اللواتي اتخذن الرسم بالحناء مهنة لهن· بدأت فتحية مشروعها قبل 4 سنوات بإقامة خيمة قماشية تراثية صغيرة للرسم بالحناء في أحد فنادق دبي· واليوم باتت تدير شركتها الخاصة التي تضم 45 فرعاً تنتشر في مختلف إمارات الدولة، حيث تشهد صالونات الرسم بالحناء إقبالا متزايدا من قبل السياح في الدولة إلى جانب المواطنين· ولا يقتصر الطلب على الرسم بالحناء داخل الدولة على فئة عمرية معينة، بل إن رسوماتها وأشكالها وألوانها المستخدمة باتت تجتذب الصغار والكبار ومن مختلف الثقافات· لعبت فتحية دوراً بارزاً في تحويل الرسم بـ''الحناء'' من هواية وعادة موروثة إلى مهنة في الإمارات، حيث بات لهذه المهنة ''أسرارها'' وزبائنها وعلاماتها التجارية فضلاً عن انتشارها الواسع في الصالونات والمرافق السياحية وبخاصة في الفنادق· أطلقت فتحية أول ''فرنشايز'' للحنة في العالم باسم ''التراث للحناء'' (هاريتيج فور حنا) بحسب قولها· وتوسعت شبكة أعمالها إلى خارج حدود الدولة، ووصلت إلى ألمانيا واليابان والسويد والمملكة العربية السعودية ومصر والهند وسوريا وعمان ولبنان· وتقول فتحية: ''أسعى لافتتاح أكثر من 500 متجر تحمل علامة التراث للحناء بحلول عام ·''2010 وذلك وفقا لخطة متكاملة وضعتها تقضي بإعطاء حق الامتياز لشركات أو أشخاص يرغبون في العمل في هذا المجال، وبالتالي الوصول بعدد ''فرنشايز'' التراث للحناء حول العالم إلى 100 امتياز خلال الأعوام القليلة المقبلة، بحيث يتيح ''الفرنشايز'' الواحد إمكانية افتتاح عدة فروع· ووصل ثمن شراء فرنشايز ''التراث للحناء'' بحسب فتحية إلى 22 ألف دولار، وهو يمنح صاحب الامتياز إمكانية الاستثمار في الاسم التجاري لمدة 5 سنوات· والحناء هو نبات شجيري من العائلة الحنائية، جذوره حمراء وأخشابه صلبة تحتوي على مادة ملونة تستعمل في صبغ الأيدي والشعر باللون الأحمر· وهو من النباتات التي شاع استخدامها عند قدماء المصريين ويوجد منه أصناف كثيرة مثل البلدي والشامس والبغدادي والشائكة· ويعتبر الحناء البلدي أغنى هذه الأنواع بالمواد الملونة· ومعرفة فتحية المعمقة بأسرار هذه المهنة دفعتها إلى تملك 3 مزارع لنبات الحنّة، اثنتان منها في الدولة· وابتكرت خلطات سرية متكاملة وخاصة بها، أجرت بلدية دبي اختبارات عليها فأثبتت أنها صحية· وللحناء خصائص طبية تجميلية وعلاجية، فعجينة الحنة تستخدم في علاج الصداع بوضعها على الجبهة وتستعمل زهورها في صناعة العطر، أما معجون أوراقها فيستفاد منه في صبغ الأصابع والأقدام والشعر للسيدات والرجال على السواء· وافتتحت فتحية قبل عام ونصف مدرسة للتدريب على الرسم بالحنّة للرجال والنساء، ولديها 45 موظفاً وطالباً في الدولة· ويختلف سعر الرسم بالحناء من فرد إلى آخر· وهي تعتمد على شكل الرسم الذي يطلبه الزبون وعمر الشخص· وتصل تكلفة الرسم بالحناء إلى نحو 150 درهماً· تجربة فتحية ''الناجحة'' لفتت أنظار أشخاص ومؤسسات عدة، من بينهم ''صندوق خليفة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة'' الذي يقوم حاليا بالتفاوض معها لشراء حق استخدام امتياز شركتها، بحسب أحمد الجاويش المستشار في الصندوق· ويقول الجاويش إن الصندوق يسعى للاستفادة من خبرة فتحية وتجربتها في مهنة الرسم بالحناء، من خلال شراء ''فرنشايز'' التراث للحناء منها وتقديمه لرواد الأعمال الراغبين في إدارة مثل هذه المشاريع الصغيرة في أبوظبي والعين والمنطقة الغربية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©