السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ذو الجلال والإكرام».. جليل القدر عظيم الشأن

24 ابريل 2014 20:55
أحمد محمد (القاهرة) الله سبحانه «ذو الجلال والإكرام»، المنفرد بصفات الجلال والكمال والعظمة، المختص بالإكرام والكرامة، فله كل جلال، ومنه كل كرامة، له الجلال في ذاته، والإكرام فيض منه على خلقه، وإكرامه لهم بالعطايا والمنح والآلاء لا يحصى ولا يعد، فهو الجدير بالإكرام من خلقه، تعظيما لجلاله، وعرفانا بفضله وإكرامه، وتقديرا لنعمه وإحسانه. ورد مرتين اسم من أسماء الله الحسنى، ورد في القرآن الكريم مرتين في سورة الرحمن في قوله تعالى: «ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام»، «الرحمن: 27»، وقوله: «تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام»، «الرحمن: 78»، وفي السنة عن عائشة رضي الله عنها قالت، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول: «اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام»، وقد قيل إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان مارا في طريق إذ سمع أعرابيا يقول اللهم إني أسألك باسمك الأعظم العظيم، الحنان المنان، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنه دعا باسم الله الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى»، وروي أن «ذا الجلال والإكرام، هو اسم الله الأعظم». ذو العظمة والكبرياء ويقول العلماء إن الله ذو الجلال والإكرام، أي ذو العظمة والكبرياء، والرحمة والجود، يكرم من أطاعه، ويرفع درجاتهم وذكرهم، المستحق لأن يجل ويعظم وحده، الذي له الجلال والكمال، وقال ابن كثير، وقد نعت تعالى وجهه الكريم في هذه الآية بأنه ذو الجلال والإكرام، أي هو أهل أن يجل فلا يعصى، وأن يطاع فلا يخالف، وقال ابن عباس «ذو الجلال والإكرام» ذو العظمة والكبرياء. هو الله جل وعلا صاحب الجلالة المطلقة والكمال المطلق، ولا شرف ولا مجد ولا عز ولا قوة إلا وهي له وبه ومنه، ولا كرامة ولا فضل ولا نعمة ولا إحسان إلا وهي من مدده جل جلاله، فالجلال في ذاته، والكرامة منه لخلقه، كل أفعاله تجاه خلقه إكرام ظاهر جلي، أو باطن خفي، فهو جل جلاله له جلال يدك الجبال، وكرم عجيب يفتح باب القبول والوصال، وقال بعض العارفين إنه اسم الله الأعظم، ولا ينال العبد المؤمن المعرفة إلا إذا عرف ذا الجلال والإكرام، لأنه اسم جمع بين الرغبة والرهبة، والرجاء والخوف، فالقدرة والتنزيه بمعنى الجلال، والكمال والاحسان بمعنى الاكرام. وقال السعدي رحمه الله تعالى، «ذو الجلال والإكرام أي ذو العظمة، والكبرياء، وذو الرحمة والجود، والإحسان العام، والخاص، المكرم لأوليائه، وأصفيائه الذين يجلونه ويعظمونه ويحبونه». ومعنى «تبارك ذو الجلال والإكرام» يعني أن الله يتصف بكل صفات القوة والعظمة والجبروت، وكل صفات الإكرام والرأفة والرحمة، فكأن هذا الاسم المركب من اسمين، جمع الأسماء الحسنى كلها من زاوية القوة وزاوية الإكرام. هذا الاسم المركب من اسمين يوحي بأن أسماء الله صنفان، صنف يشير إلى كمال قدرته وقهره وجبروته، وصنف يشير إلى كمالاته، فكل الأسماء المتعلقة بالقوة يمثلها اسم الجلال، وكل أسمائه المتعلقة بكمالاته، وإكرامه وإحسانه ورحمته ولطفه ورأفته، يمثلها اسم الإكرام. يجل ويكرم قال شيخ الإسلام ابن تيمية، وكذلك أسماؤه المضافة مثل أرحم الراحمين، وخير الغافرين، ورب العالمين، ومالك يوم الدين، وأحسن الخالقين، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه، ومقلب القلوب، وغير ذلك مما ثبت في الكتاب والسنة، وثبت في الدعاء بها بإجماع المسلمين، وإذا كان مستحقا للإجلال والإكرام لزم أن يكون متصفا في نفسه بما يوجب ذلك، والعباد لا يحصون ثناء عليه، وهو كما أثنى على نفسه، كذلك هو أهل أن يجل وأن يكرم وهو سبحانه يجل نفسه ويكرم نفسه والعباد لا يحصون إجلاله وإكرامه. أما الإمام القشيري فيذكر أن جلال الله منزه عن الأنصار والأعوان، لأنه ذو جلال بذاته من دون سبب منفصل عنه، جلاله يعني الرفعة والعزة والعلو والإكرام، كما قال الإمام الرازي، قريب من الإنعام، إلا أنه أخص منه، لأن الله سبحانه وتعالى قد ينعم على من لا يكرِّم، فهو سبحانه لا يحب الكافرين لكن يمنحهم المال والصحة، والأولاد والبيوت، والمتع والسيارات والمباهج، فكل هذا إنعام وليس إكراما، لكنه جل جلاله يكرم المؤمنين. فكل إكرام إنعام، ولكن ليس كل إنعام إكراما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©