الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انتخابات العراق.. انقسام شيعي وتهميش سني وتشرذم كردي!

انتخابات العراق.. انقسام شيعي وتهميش سني وتشرذم كردي!
10 مايو 2018 21:48
بغداد (أ ف ب) تأتي الانتخابات التشريعية العراقية المزمع إجرائها غداً، والأولى منذ إعلان دحر تنظيم «داعش» من البلاد، في وضع دقيق يشهد انقساماً شيعياً وتهميشاً سنياً إلى جانب فقدان الأكراد لدورهم المحوري. وتجري الانتخابات الثالثة منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، للمرة الأولى من دون تهديد الإرهابيين الذي ضعف كثيراً. ولكن، يسود مناخ التوتر بين قوتين مركزيتين في البلاد، إيران والولايات المتحدة، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني. وتتنافس خمس لوائح شيعية على الأقل، بينهم تلك التي يتزعمها رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، وسلفه نوري المالكي الذي لم يتقبل فكرة إزاحته في عام 2014، إلى جانب هادي العامري أحد أبرز قادة ميليشيات الحشد الشعبي. وتبرز أيضاً لائحتا رجلي الدين الشيعيين، عمار الحكيم الذي يتزعم لائحة تياره «الحكمة»، ومقتدى الصدر الذي أبرم تحالفاً غير مسبوق مع الحزب الشيوعي العراقي في ائتلاف «سائرون». ولطالما كان الشيعة، الغالبية في البلاد، متحدين في الانتخابات لضمان سلطتهم. ولكن في إطار نظام سياسي وضع بحيث لا يتمكن أي تشكيل سياسي من أن يكون في موقع المهيمن، لن يؤدي انقسام الشيعة إلى تغيير موازين القوى بين الطوائف، وفق ما يشير خبراء. وأدلى أمس نحو مليون عسكري في جميع أنحاء العراق بأصواتهم في عملية التصويت الخاصة بالقوات الأمنية. ويقول المحلل السياسي الأردني عادل محمود: «إن هناك صراعاً بين اللوائح الشيعية، للوصول إلى سدة رئاسة الوزراء، لكن ذلك لن يؤثر على صبغة تفرد الشيعة في إدارة العراق». ومن جانب آخر، يواجه الأكراد اليوم خطر خسارتهم للقب صانعي الملوك، نتيجة استفتاء على الاستقلال أجراه إقليم كردستان العراق في سبتمبر الماضي، رغم معارضة الحكومة المركزية في بغداد. ورداً على ذلك، استعادت القوات العراقية السيطرة على محافظة كركوك الغنية بالنفط، وباقي المناطق المتنازع عليها والتي سيطر عليها الأكراد بحكم الأمر الواقع خارج الحدود الرسمية لمنطقتهم المتمتعة بالحكم الذاتي. ويواجه الأكراد خطر خسارة نحو عشرة مقاعد من أصل 62 مقعداً حصلوا عليها في الانتخابات السابقة. ويقول محمود: «مما لا شك فيه أن الدور الكردي سيتراجع بسبب عدة عوامل استراتيجية ما سيعزز حالة التشرذم في المشهد السياسي الكردي». أما بالنسبة إلى السنة الذين يترشحون إلى الانتخابات بأربع لوائح، فلا فرصة لديهم للعودة إلى السلطة، بل من المفترض أن يلعبوا دوراً مسانداً في تشكيل الحكومة. وفي الجهة المقابلة، بدا خطاب علي السيستاني، أعلى مرجعية شيعية في العراق، مغايراً لما كان عليه في السنوات السابقة، إذ لم يدع كعادته الناخبين للتوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع، لتكريس الديمقراطية الجديدة. ودعا السيستاني في خطابه الجمعة الماضي فقط إلى عدم إعادة انتخاب «الفاسدين» و«الفاشلين» في بلد يحتل مراكز متقدمة على لوائح الفساد العالمية. وتعقد الانتخابات العراقية في ظل وضع حساس، إذ أن العراق يعتبر نقطة تلاق بين عدوين تاريخيين، إيران والولايات المتحدة. ويلفت الباحث في «شاتام هاوس» والمختص بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا «ريناد منصور» إلى أن الولايات المتحدة وإيران لديهما مصلحة في البقاء على الوضع نفسه، فالدولتان دعمتا الحكومات ذات الغالبية الشيعية والعبادي. وفي هذا الإطار، يرى المحلل السياسي العراقي عصام الفيلي أن الوضع حساس، وربما سيكون هناك توجهاً من الأطراف الموالية لإيران، للائتلاف مع شخصية شيعية معتدلة قادرة على التواصل مع المحور الأميركي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©