السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مستحضرات التجميل تتحول إلى مسبب للأمراض بعد انتهاء صلاحيتها

مستحضرات التجميل تتحول إلى مسبب للأمراض بعد انتهاء صلاحيتها
8 نوفمبر 2009 23:30
مستحضرات التجميل من أهم الصناعات في العالم ليس لأنها تلبي احتياجات ضرورية للمرأة فقط ولكن لأنها تحولت إلى مجال للاستثمارات الضخمة، بالإضافة إلى أنها تستقطب ملايين الأفراد للعمل في مجالات الإنتاج والتوزيع والاستهلاك، ولكن ما نستخدمه من مكياج ومستحضرات تجميل يثير التساؤل حول درجة الأمان ما دفع باحثة مصرية لرصد التأثير البيئي على مستحضرات التجميل والأنشطة المتعلقة بها تقول الدكتورة أحلام فاروق، مدير التفتيش بوزارة البيئة المصرية، إن مستحضرات التجميل تتأثر بالبيئة المحيطة بما في ذلك درجات الحرارة ونسبة التلوث في الهواء والأشعة الحمراء والفوق البنفسجية. وتكشف صاحبة أول رسالة دكتوراه تتصدى لموضوع البيئة ومستحضرات التجميل عن أن تعبئة وتغليف المستحضرات أول عنصر مؤثر في البيئة المحيطة بالمنتج بحيث يصل إلى المستهلك في حالة جيدة وصالحة. وتوضح أن أول الأضرار التي تفسد أي مستحضر تنجم عن المواد المستخدمة في التعبئة والتغليف وهي مواد متنوعة وعديدة وأكثرها تداولاً البلاستيك والزجاج والورق الكرتون والمعدن والخشب. وتعتمد غالبية شركات مستحضرات التجميل على البلاستيك الذي أصبح يسيطر على عمليات التعبئة والتغليف لهذه المستحضرات سواء كانت صلبة مثل البودرة وظلال العين وأقلام الكحل وتحديد الشفاه أو سائلة مثل الشمبوهات والبلسم والعطور أو نصف صلبة مثل أحمر الشفاه. وتقول إنها أجرت دراسات معملية وتحاليل على العديد من مستحضرات التجميل بكافة أنواعها، وتبين لها أن هناك تفاعلاً بين مادة التعبئة والمستحضر ورصدت المؤثرات البيئية مثل ظروف التخزين ودرجات الحرارة والعرض والتداول. أكثر المخاطر شيوعاً حول أهم المخاطر التي تتعرض لها مستحضرات التجميل، تقول: “أكثر المخاطر شيوعاً انتقال مكونات ضارة من مادة العبوة إلى المحتوى خاصة في حالات الشامبو والبلسم المعبأ في بلاستيك حيث يحدث تغير في لون العبوة الخارجي والمحتوى الداخلي وتظهر بعض الرواسب البيضاء وهذه التغيرات ليست في الشكل فقط بل لها تأثير سلبي وضار على الصحة إذا استخدم هذه المستحضرات ويتضاعف خطرها إذا تكرر الاستخدام”. وتؤكد أن استخدام الشامبو والبلسم الفاسد نتيجة العبوة غير الملائمة يؤدي إلى تقصف الشعر من أطرافه ثم تساقطه بغزارة مع التمشيط اليومي بحيث تتغير طبيعة الشعر الأملس الناعم إلى مجعد وإذا لم تنتبه المرأة لكل تلك الأعراض واستمرت في استخدام الشامبو أو البلسم الذي فقد خواصه تتضاعف المخاطر ويصاب الجلد بحساسية شديدة وتغطي القشرة والالتهابات فروة الرأس. وتقول إن طلاء الأظافر يتأثر بالبيئة وطريقة تخزينه وحفظه بعيداً عن الحرارة والأشعة ولابد من اختيار الأنواع الآمنة التي لا تعتمد على مركبات ضارة وكثير من السيدات يعتمدن على صالونات ومراكز التجميل في غسل الشعر أو طلاء الأظافر وعادة تلجأ تلك المراكز لشراء كميات كبيرة بأرخص الأسعار ولا تهتم بالجودة، مضيفة أن البعض يتصور أن طلاء الأظافر لا يؤدي إلى أضرار لكن التجارب أثبتت أن الطلاء الذي يفقد خواصه يؤدي إلى تآكل الجلد المحيط بالأظافر وحساسيته وتكسير الأظافر وتشققها وظهور خطوط طولية في أظافر اليدين والقدمين. المرطبات وكريمات الأساس أما بالنسبة للكريمات المرطبة للوجه واليدين فهي من أكثر المستحضرات التي يجب الانتباه إلى صلاحيتها حيث يتم استخدامها بشكل يومي ما يستدعي المحافظة عليها من الأتربة والجفاف والتلوث فضلاً عن التأكد من حمايتها من الأشعة والحرارة حيث يؤدي استخدام كريمات منتهية الصلاحية إلى حساسية وإحمرار في الجلد والتهابات وهرش ويصل الأمر إلى ظهور الحبوب والبثور على بشرة الوجه أو الجسم. وتنصح فاروق باختيار كريمات الأساس المعبأة في عبوات زجاجية حيث يكون التفاعل أقل بين الزجاج ومكونات العبوة ومن الآثار السلبية التي يسببها كريم الأساس ظهور التهابات وحساسية وبثور وهرش وبقع جلدية يصعب علاجها. وعن كيفية التعامل مع ظلال العين والبودرة المضغوطة والبلاشر تؤكد أنه يجب الاهتمام أولاً بالعبوة وفحص المادة المصنعة منها ونظراً لحساسية المنطقة المحيطة بالعين فقد لجأت شركات مستحضرات التجميل إلى تعبئة هذه الظلال في آنية من المعدن حتى يقل التفاعل بين المكونات وبعض مركبات البلاستيك ولكن الآثار البيئية الضارة على تلك المستحضرات مثل سوء التخزين واستخدام أكثر من شخص للمستحضر تؤدي إلى تكاثر الجراثيم داخل المستحضر نتيجة استخدام نفس الأدوات الخاصة بتوزيع الظلال أو البودرة مثل الفرشاة وقطع الإسفنج. أما أحمر الشفاه فهو مشكلة كبيرة، وفق فاروق، لأنه لا يتم الاحتفاظ به داخل العلبة التي توضح تاريخ صلاحيته وقد تنسى المرأة أول مرة استخدمت فيها المنتج وربما يكون لديها لون مفضل تستخدمه يوميا وألوان أخرى نادرا ما تستخدمها وتفاجأ بأن أحمر الشفاه يتقطع عند الاستخدام ويفقد طراوته أو رائحته المميزة التي عادة ما تكون من الفواكه، وهنا لابد أن تتخلص منه تماماً ولا تفكر في استخدامه حيث تبين أن أحمر الشفاه الرديء أو فاقد الصلاحية يسبب جفاف الشفاه وتقطع الطبقة الخارجية من جلد الشفتين. تحتل العطور مكانة هامة في حياة الرجال والنساء لذلك أخذت نصيبها من البحث والتحليل. واكتشفت فاروق أن أهم ما يؤثر في جودة العطر وصلاحيته هو نوعية الكحول المستخدم حيث يجب الاطلاع على تركيبة العطر الموضحة على العبوة والتأكد من أن الكحول المستخدم هو “الايثايل” وليس “الميثايل” كذلك نسبة الإيسانس “العطر المميز” ولابد أن يكون من مستخلص نباتي وآمن مع معرفة درجة نقائه. وحول أفضل طرق اختيارها تقول فاروق إن معطرات الجسم توجد منها أنواع عديدة لها طرق استخدام متنوعة وأكثرها انتشارا السبراي وبعضها يتم استخدامه للجسم كله ومنها ما هو خاص بإزالة رائحة العرق ولذلك يجب التأكد من سلامة العبوة عند الشراء حتى لو كانت من أفضل الماركات لأن الجسم المعدني الذي تحفظ بداخله المكونات قد يحدث تفاعلاً مع المكونات يؤدي الى تغير مواصفات المستحضر وقد يظهر ذلك على شكل العبوة الخارجي حيث تفقد قوامها ويحدث بها إعوجاج وفي هذه الحالة يكون استخدام المنتج غير ملائم. وعن النصائح الذهبية التي تقدمها للمرأة عند تعاملها مع مستحضرات التجميل، تقول فاروق إن المرأة عليها ألا تسمح لأحد باستخدام مستحضرات التجميل الخاصة بها وأن تعرف تاريخ صلاحية تلك المستحضرات حيث إن المدون على العبوات خاص بحفظ العبوة مغلقة فقط وثبت أنه بمجرد فتح العبوة مع أول استخدام فإن أطول مدة صلاحية لا تزيد على ستة أشهر. ويفضل أن تكون ثلاثة أشهر فقط. وتطالب بالتنظيف الجيد للأدوات بشكل منتظم بحيث يتم غسل جميع الفرش وأدوات التوزيع مرة أسبوعياً على الأقل وعندما تختار أي ماركة يجب أن تتأكد من أن الصبغات التي تستخدم آمنة وحاصلة على موافقة منظمة الصحة العالمية. وأن تحفظ أدوات المكياج جميعها في درجة حرارة لا تزيد على 25 درجة مئوية أو في حجرة مكيفة اذا كانت درجة الحرارة عالية في فصل الصيف أما الأنواع التي لا تستخدم بشكل يومي يفضل حفظها في احد أدراج الثلاجة. وإذا كانت المرأة تفاضل بين نوعين من ظلال العين أو أحمر الشفاه فإن الأنواع الصلبة أو الأكثر تماسكاً يكون عمرها أطول وأقل عرضة للفساد والتلوث من تلك الرخوة أو السائلة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©