الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فيديو .. «النيابة العامة» تحيل قضية ضرب «مسن دبا» إلى محكمة الجنح وتطالب بتشديد العقوبة

24 ابريل 2014 20:34
السيد حسن (الفجيرة) أحالت نيابة الفجيرة العامة أمس، قضية ضرب المسن في دبا الفجيرة على يد خادمه الآسيوي، إلى محكمة الجنح للفصل فيها، وطالبت النيابة العامة بتوقيع أشد العقوبة التي يسمح بها القانون على المتهم. وقال المستشار سعيد خلفان الذباحي المحامي العام لنيابة الفجيرة الكلية: «إن المتهم اعترف في محضر تحقيقات النيابة والتي استمرت على مدى الأيام السابقة بارتكابه الجريمة والتعدي بالضرب على المسن المواطن في أكثر من مرة، وإنه كان يحرمه من حقوقه الأساسية من مأكل ومشرب ليؤثر بها نفسه، ما كان سبباً مباشراً في إصابته بالوهن الشديد وحالة من الإعياء». وأضاف المستشار الذباحي، أنه بعد إحالة البلاغ الرسمي من الشرطة وفتح تحقيق من قبلها في الحادث، قامت النيابة العامة بالتواصل مع نيابة دبا الفجيرة، حيث تم تركيب كاميرات مراقبة خاصة بها لإثبات الجريمة ومراقبة تصرفات الخادم وأفعاله تجاه المسن المواطن، الذي تجاوز عمره الثمانين عاما، وثبت من خلال تلك الكاميرات التي ركبت في غرفة المسن، تعدي الخادم الآسيوي عليه بالضرب بوساطة عصا، وتوجيه عدة صفعات للمسن على وجهه، ما كان سببا مباشرا في إصابته بجروح وكدمات متفرقة بالجسم، كما سجلت الكاميرات تعدي الخادم على حقوق المسن المواطن بحرمانه من مأكله الخاص الذي تخصصه له العائلة يومياً. وأكد المحامي العام لنيابات الفجيرة الكلية مطالبة النيابة بتوقيع أقصى أنواع العقوبة المنصوص عليها في القانون على المتهم، لقيامه بارتكاب جريمته التي تعد جريمة ضد الإنسانية، كما أنها ليست المرة الأولى التي أقدم فيها المتهم على ارتكاب الجريمة، وإنما حدث هذا يوميا. في سياق متصل، طالب مديرو المستشفيات في الفجيرة بإعادة طرح قضية إنشاء دار للمسنين في الإمارة لحمايتهم من جور الخدم وتصرفاتهم المسيئة، خاصة أن بعضا من أهالي المسنين يكونون طوال الأسبوع في وظائفهم بإمارات بعيدة، ومن ثم يكونون فريسة سهلة لأطماع وجشع الخدم. وقال عبيد الخديم مدير مستشفى الفجيرة، قبل فترة كان عدد المسنين المقيمين داخل المستشفى 25 مسنا من الجنسين، ويلجأ أهالي المسنين لتركهم في المستشفى لعجزهم عن متابعة أحوالهم المعيشية والصحية تحديدا، ونظرا لكونهم يعملون في إمارات أخرى بعيدة عنهم. وانخفض عدد المسنين المقيمين في مستشفى الفجيرة خلال السنوات الأخيرة من 25 مسنا إلى 4 حالات من المسنين، حيث توفي الباقون، بينما يستقبل المستشفى حالات عديدة من المسنين غير المقيمين على مدار العام، ويتلقون العلاج الخاص بحالاتهم لأيام قليلة ثم يغادرون. وأضاف الخديم أنه بات من الضروري جداً إنشاء دار للمسنين في الفجيرة، لأن المستشفى لم يعد مكانا مناسبا لتلك الفئات، على الرغم من قيامه بدوره معهم على أكمل وجه، ولكن في دار المسنين توجد مختصات ومختصون وخبراء بالمسنين، كما ستوجد الأجنحة المخصصة لهم والتي تراعي حالاتهم الصحية والبدنية والنفسية، وسيتم توفير أجهزة رياضية تحميهم من ضمور الأعضاء وحدائق للتنزه، كما تقوم الدار بتجميعهم في صالاتها الفسيحة للحديث مع بعضهم البعض وعدم إحساسهم بالوحدة والاغتراب الداخلي. وأشار مدير مستشفى الفجيرة إلى أن المستشفيات لم تعد مكانا مناسبا للمسنين، خاصة أنها مشيدة لتقديم خدمات علاجية وليست خدمات نفسية واجتماعية، وهذا من اختصاص دور المسنين مع احترامنا الكامل لأجدادنا وآبائنا، وفيما يختص بالخدمات العلاجية يمكن التعاون بين المستشفى والدار لتقديم أرقى الخدمات العلاجية لهم وعلى أكمل وجه. ولفت الخديم إلى وجود تقصير كبير من عدد محدود من ذوي المسنين، حيث يقوم البعض بترك جده أو والده أو جدته أو أمه داخل المستشفى ولا يترك له عنوانا لمتابعة حالته الصحية وأموره وأحواله، ويقوم البعض بالاستحواذ على معاش المسن الذي يحصل عليه من وزارة الشؤون الاجتماعية من دون أن يترك له مصاريف العلاج أو الخادم الذي يخدمه، ولابد من تقنين هذا الأمر مع وجود دار للمسنين في الفجيرة، بما يضمن عدم المساس بمعاش المسن المستحق له من الشؤون الاجتماعية. من جانبه، قال خميس ربيع بن سنان مدير مستشفى دبا الفجيرة، يوجد بالمستشفى الآن 2 من المسنين فقط يقيمان داخل المستشفى، ولكن عدد المسنين الحقيقي يكون على مدار العام، وهم يدخلون لتلقي العلاج أو في غرف العناية المركزة ويبقون لفترة ثم يخرجون، ومن وجهة نظري أن توفير العناية المنزلية وتجويدها بشكل متواصل وانتقاء الخدم سيكون أفضل من وجود دار للمسنين في الفجيرة، وليس معنى ذلك أنني ضد فكرة إقامة الدار لأن هناك شرائح من ذوي المسنين لا يتواجدون بشكل دائم في الفجيرة، ولكن مع فكرة الترابط الأسري وعدم ترك الجد أو الأب للدار والانصراف عنه. وأفاد سعيد العبدولي مدير مستشفى مسافي بأن عدد المسنين الذين يتابعون دوريا في أقسام المستشفى 6 حالات تشمل أماكن مختلفة في مسافي وضواحيها، وأرفض فكرة دار المسنين لأن وجودها سوف يدفع البعض إلى ترك ذويهم في الدار دون أي متابعة. دعت الأسر التي يعيش بينها مسن لأن توفر له كل أسباب الرعاية والاحترام والتوقير الرومي تستنكر الاعتداء على الرجل المسن في منطقة دبا استنكرت معالي مريم محمد خلفان الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية سوء المعاملة الذي تعرض له المسن في منطقة دبا، وقالت في تصريح لها أمس إن قيمنا العربية الأصيلة وشريعتنا الغراء حضت على أن يحظى المسن بأفضل معاملة، وأن يعيش في أسرته بين أبنائه يحوطونه برعايتهم ومحبتهم ويتسابقون لتلبية احتياجاته. وتابعت: المسن الذي أمضى حياته في العمل والسعي وراء الرزق لتربية أبنائه له دين عليهم أن يؤدوه له عندما يبلغ الشيخوخة، وترك المسن لعامل لا تتفق ثقافته مع ثقافتنا ولا قيمه مع قيمنا، هو جوهر المشكلة، وعدم مراقبة هذا العامل بشكل كامل وعدم التأكد من أنه يعامل هذا المسن معاملة حسنة، هو ما دفعه لأن يتصرف معه بقسوة وعنف وصل إلى درجة الإيذاء الجسدي، كل هذا يتم في غفلة من أسرته، إن مجتمع الإمارات ينبذ هذه المعاملة المهينة وغير الإنسانية والبعيدة كل البعد عن القيم والأخلاق. وأضافت: وأحب أن أشير هنا إلى أن دولة الإمارات تولي المسنين أهمية خاصة وتحرص على توفير الحياة اللائقة لهم وحماية حقوقهم، ولتأكيد تلك الحقوق تعد الوزارة حالياً مشروع قانون حقوق المسنين الذي يهدف إلى تعزيز وحماية وضمان تمتع جميع المسنين على قدم المساواة بالحقوق الأساسية والحريات التي كفلها الدستور والقوانين السارية، وإعلاء قيم الاحترام والتوقير والكرامة لهم على أن يشتمل القانون على الحقوق الرئيسية، وهي: حق المسن في الاستقلالية والمشاركة، والحق في الحماية من العنف والإساءة، أو الإهمال، وحقه في الحماية الاجتماعية والعمل، وضمان بقائه في بيته وبين أسرته وحقه في الرعاية الصحية، وحقه في التصرف في الممتلكات الشخصية له، بالإضافة إلى حقه في المشاركة وتوفير البيئة الملائمة له، وسيتم إنجاز مسودة المشروع في النصف الثاني من هذه السنة ليأخذ طريقه إلى الدورة التشريعية. وإن صدور مثل هذا القانون سيعتبر نقلة نوعية كبيرة واستكمال دائرة حقوق الإنسان في الدولة. وأكملت: وحرصاً من الوزارة على مواجهة ما تعرض له المسن، فإنني قد وجهت فوزية طارش مديرة إدارة التنمية الأسرية للذهاب إلى منزل المسن والاطلاع على أحواله وتوفير احتياجاته. وتابعت: وإنني أنتهز هذه المناسبة لأدعو جميع الأسر التي يعيش بينها مسن أن توفر لهذا المسن كل أسباب الرعاية والاحترام والتوقير، وأن يحظى المسن بالمكانة اللائقة في الأسرة وألا يتركوا المسنين عرضة لإساءة المستخدمين، فبر الوالدين يدعونا إلى أن نكون حريصين على رعاية آبائنا وأمهاتنا، ضمن مظلة الأسرة. (دبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©