الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

باحثون يطالبون بتعميم تجربة الشارقة في مجال الحفاظ على التراث

باحثون يطالبون بتعميم تجربة الشارقة في مجال الحفاظ على التراث
16 ابريل 2011 00:10
أثارت ندوة “فضاءات التراث غير المادي.. تجارب وشهادات”، التي أقامتها مؤخرا إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بموازاة فعاليات أيام الشارقة التراثية، أسئلة عديدة حول الاهتمام الناشئ بهذا النوع من التراث الذي كانت الشارقة رائدة فيه، بحسب المشاركين، فهل حقا ازداد الوعي بضرورة الاهتمام به محلياً وعربياً؟ هذا السؤال تقدمت به “الاتحاد” لعدد من المشاركين في الندوة فكانت هذه الحصيلة: جزء من الذاكرة الإنسانية قال علي كرمون من المغرب رئيس المجلس الإقليمي لطنطان وممثله في الأيام، “إن شعوب العالم الآن تحيي تراثها من جديد لأهميته الاقتصادية وبالدرجة الأولى السياحية، حيث يتركز اهتمام السيّاح على التراث المحلي”. وأضاف “لقد لمسنا عبر التجربة في الجنوب المغربي، أن هناك انبهاراً بالتراث غير المادي الذي يؤرخ لمراحل حياة الإنسان لمدة طويلة، لكنه كان مهملاً عربياً في وقت سابق، والآن حان الوقت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا التراث الذي لم يعد ذاكرتنا وحدنا فقط بل هو جزء من ذاكرة الإنسانية، وهذا ما تعمل عليه الشارقة كما لاحظنا، علما أن هناك العديد من المؤسسات الدولية المعنية بالمساعدة في هذا الإطار”. حضور متنوّع عبد الله الذهلي من سلطنة عمان قال إن “هناك الكثير من الدول العربية، بحسب ما سمعنا عن تجارب خلال الندوة قد ازداد وعيها وأصبح اهتمامها كبيراً بالتراث المادي وغير المادي، لكن السؤال هو كيف نعرّف عليه وعلى أماكنه الأجيال الشابة وكذلك الآخرين، وهذا ما لم ألمسه إلا في إمارة الشارقة، وإن سألتني لماذا؟ فستكون الإجابة: لأن هناك ساحة للتراث، تقام عليها فعاليات أيام الشارقة التراثية وتحيط بها مبان فيها دوائر سُخِّرت لخدمة التراث بمتاحفه المتخصصة التي جعلت الشارقة معروفةً بمبادرتها هذه على مستوى المنطقة، وكذلك سعيها نحو اليونسكو بتراثها غير المادي فسخّرت له كافة الطاقات”. وأشار “لقد كشفت الندوة عن معلومات ثرية جدا على مستوى الشارقة وعلى المستوى العربي، وكذلك كان الحضور المتنوع عربياً وعالمياً وليس إماراتياً فقط، وهذا ما حدث في الندوة السابقة، والآن نستمع إلى هذه الشهادات حول التراث غير المادي بالمستوى نفسه من الحضور”. متمنياً أن تعمّ هذه التجربة الدول العربية، فعلى الأقل سوف يصير بوسع قارئ عادي أن يميز بين تراث مادي وغير مادي وهذا ما تفرزه ندوات مثل هذه الندوة. مستوى الوعي وقالت الباحثة انتصار الطرّاح من الكويت “بالتأكيد لقد ارتفع مستوى الوعي بالتراث المادي وغير المادي أيضا، وهذا ما أراه في الشارقة، وليس عبر المشاركة في ندوة مثل هذه أو مهرجان بل أيضا من خلال زياراتي الخاصة ومشاهداتي لتلفزيون الشارقة الذي يبدي اهتماما بالتراث”. وتوقعت الطرّاح أن يقود هذا الاهتمام “إلى نتائج إيجابية، فلقد لاحظنا أن إدارة التراث في مسعاها إلى تسجيل الشارقة القديمة ضمن لائحة اليونسكو تدرس خطاها وتمشي خطوة فأخرى، ثم إن هناك رعاية ودعما وتشجيعا من سلطات عليا، وهذا مهم جدا فهو يعزز الخطى ويشجع على المضي قدما نحو الهدف، لذلك أتوقع أن تكون النتائج واضحة جدا قريبا كما أحب وأتمنى”. وأضافت “ويا ليتنا في الكويت نخطو مثل هذه الخطوات التي خطتها الشارقة، لقد لاحظت مدى جدية ذلك من خلال ما طرحته الدكتورة بروين نوري عارف حول ما سيتضمنه الملف الذي ستقوم الشارقة برفعه للجهات المعنية باليونسكو”. التوجّه نحو المستقبل وأخيرا إلى الباحث حمد المهندي من قطر الذي أشار بداية إلى أن “مفهوم التراث الثقافي غير المادي استجد في أروقة اليونسكو، وتحديدا اتفاقية التراث غير المادي لعام 2003 التي يجب أن نعي ما هو تعريفها للتراث الثقافي غير المادي إذا كنا نتحرك في إطار دولي، حيث ينبغي أن تكون المسائل أكثر وضوحا”. وأضاف “وأهم مرتكزات هذا التحرك هو الوعي ببنود هذه الاتفاقية لأنها هي التي تبين لنا ما هو التراث الثقافي غير المادي من وجهة نظر دولية، واستخدام هذا المصطلح من قبل إدارة الندوة هو دليل على أنه موجود في عقلية القائمين على قضية التراث بالشارقة وعلى توجههم المستقبلي”. وقال “نلاحظ أن استخدام مصطلح التراث الشعبي الدارج لدينا هو أكثر حميمية، أما مصطلح التراث الثقافي غير المادي فهو معتمد من اليونسكو لأغراض عقد الاتفاقيات، لكن ما زال الناس يرون أن التراث الشعبي هو الأكثر قربا رغم أن المعنى واحد، بيد أن قضية المصطلح ما تزال شائكة، وذلك في حين نتمنى فيه كباحثين أن يحظى التراث غير المادي باهتمام أكبر وبتوظيف في التعليم والإعلام وسواهما من الوسائط التي تعرّف الناس بتراثهم على أنواعه المتعددة”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©