كلارك: لا يمكن أن نختزل تراثنا في «الفوفوزيلا»

كان يبدو في أواخر الخمسينات وتبدو في سحنته ملامح الوقار والهيبة فقد كان يجلس في المركز الإعلامي بينما يأتي إليه الناس ليحدثوه ويسلمون عليه، وقادني الفضول إليه لأعرف من يكون ولما علمت أنه صحفي من جنوب أفريقيا واسمه كريستوفر كلارك، تجاذبت معه أطراف الحديث حول البطولة قبل أن أسأله عن “الفوفوزيلا” وبينما توقعت منه نفس الرد الذي يأتي على لسان الجميع وهو أنها من التراث الأفريقي ولا يمكن أن تمنع من الملاعب فتواصلت معه بشكل أكبر وكان هذا الحديث الشيق مع أحد معارضي الفوفوزيلا النادرين. يقول كريستوفر إن هذه الآلات إذا لم يكن منعها بعد الشكاوي الكثيرة من الضيوف القادمين من الخارج، يجب أن يتم منعها لأسباب تتعلق بالصحة فهي قد تتسبب بأضرار جسيمة للأذن كما أنها قد تساهم في انتشار أمراض عدة. وأضاف أن الشكوى من هذه الآلة تأتي من الجميع بدءاً باللاعبين مروراً بالمدربين والحكام وحتى مشجعي الفرق الأخرى كلهم يشتكون من الصوت العالي والضجيج الذي تتسبب به، وتساءل كريستوفر عن مغزى إقحام كلمتي التراث وثقافة الشعب مجدداً كلما كان الحديث عن “الفوفوزيلا” وقال: هل يعقل أن نختزل الثقافة والتراث في هذه الآلة، بينما هناك الكثير من الأشياء الأكثر صلة بثقافة الشعب هنا يمكن أن يتم تصديرها للعالم عبر استضافة جنوب أفريقيا لهذه البطولة. ويشعر كريستوفر بالتعاطف مع اللاعبين الذين يحاولون أن يخاطبوا بعضهم البعض في الملعب دون أن يتمكنوا من ذلك بسبب الضجيج الذي تسببه هذه الآلة، كما أنه يشفق على المشاهدين للمباريات عبر التلفزيون الذين يضطرون إلى خفض الصوت القادم من الملعب والمكون من آلاف الأشخاص الذين ينفخون بالفوفوزيلا. واختتم كريستوفر الحديث قائلاً: “هناك أمور أكثر أهمية نستطيع أن نقدمها للعالم على أنها ثقافة وتراث شعب جنوب أفريقيا أكثر من مجرد أداة بلاستيكية تسبب قدراً كبيراً من الإزعاج للناس القادمين للبحث عن متعة كرة القدم”.