روسيا لا تستبعد عقوبات جديدة على إيران

أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس أنه لا يمكن استبعاد إمكانية فرض عقوبات جديدة على إيران إن لم يحصل تقدم في المفاوضات حول ملفها النووي. وفي حين أعلنت طهران أنها سترفض مقترحات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مفضلة شراء اليورانيوم المخصب الذي تحتاجه، أكد نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون أن التهديدات التي تطلقها إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية للمواقع الاستراتيجية الإيرانية جدية و”ليست مزحة”. ونقل بيان أصدره الكرملين عن مدفيديف تأكيده في مقابلة مع الأسبوعية الألمانية دير شبيجل أن بلاده مستعدة للمساعدة على تخصيب اليورانيوم الإيراني في حال وافقت إيران على خطة بإشراف الأمم المتحدة لكسر الجمود في المفاوضات. وقال مدفيديف في المقابلة التي نشر الكرملين نصها بالكامل “إذا اتخذت القيادة الإيرانية موقفا غير بناء، فعندئذ كل الاحتمالات واردة نظريا”. وتابع “لا أريد أن ينتهي كل هذا إلى تبني عقوبات دولية جديدة لأن العقوبات كقاعدة تؤول إلى اتجاهات معقدة وخطيرة”. وأوضح “لكن إن لم يحصل تقدم فلا أحد سيستبعد هذا السيناريو”. وذكر أنه ناقش الأمر مع الرئيس الأميركي باراك أوباما. من جهته أكد مسؤول في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) أن طهران ترفض تسليم اليورانيوم المخصب للحصول على وقود لمفاعل الأبحاث الذي تملكه، مما يعني رفض مشروع الاتفاق الدولي. وقال علاء الدين بوروجردي رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الإيراني “لم يتقرر إرسال أي جزء من الـ1200 كلجم من اليورانيوم المخصب إلى الطرف الآخر للحصول على الوقود بنسبة 20 بالمئة من التخصيب”. وأضاف بوروجردي لوكالة الأنباء الطلابية الإيرانية “ذلك بات أمرا غير وارد، أكان بصورة تدريجية أم دفعة واحدة”. وقال إن “خبراءنا يدرسون حاليا كيفية الحصول على الوقود لتسوية هذه المشكلة، وعلي أصغر سلطانية ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتفاوض حاليا من أجل إيجاد حل”. وقال متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس أن الوكالة “ما زالت تنتظر الرد الرسمي من سلطانية”. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أعلن أمس الأول أن إيران تفضل شراء الوقود النووي الذي تحتاج إليه، وهي مستعدة لمواصلة المفاوضات في هذا الصدد. وقال في مقابلة مع تلفزيون “تي آر تي” التركي الرسمي وقناة “إن تي في” الإخبارية الخاصة “نحتاج إلى اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المئة لمفاعلنا في طهران، لقد أبلغنا الوكالة الدولية للطاقة الذرية إننا نريد شراء الوقود”. وأضاف نجاد أن “الوكالة قالت لنا إن بعض الدول مستعدة لبيعنا هذا الوقود، ونحن نبحث معهم هذا الأمر لشرائه”. وأكد أن بلاده قادرة على انتاج الوقود النووي الذي تحتاج إليه، لكنه تدارك “نفضل شراءه”، مشددا على أن إيران لن تبحث هذا الأمر إلا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ذكرت مصادر إيرانية أن نجاد سيزور تركيا اليوم للمشاركة في ملتقى التعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي، مضيفة أنه سيناقش المقترح الذي قدمه المدير العام للوكالة الدولية محمد البرادعي بضرورة إشراك تركيا كطرف ثالث لتسوية قضية تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج. وفي الشأن نفسه قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني أيالون في تصريحات نقلتها الصحف الإسرائيلية أمس إن إسرائيل لا تناور من خلال التهديدات التي أصدرتها في القيام بعمل عسكري ضد إيران. وكان البرادعي حذر من هديدات اسرائيل بقصف منشآت إيران النووية، وقال إن ذلك لو تحقق “فسيحول ذلك الشرق الأوسط إلى كتلة من نار”. وحذر إيالون من أن التهديدات التي تطلقها إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية للمواقع الاستراتيجية الإيرانية جدية و”ليست مزحة”، إذا استمرت إيران في انتهاج هذا الأسلوب من المراوغة والمماطلة لكسب الوقت. وأشار إلى أن الخيار العسكري ما زال مطروحا لإنهاء القضية عن طريق إسرائيل أو الأسرة الدولية في حالة فشل جميع المساعي الدبلوماسية. وقالت صحيفة “معاريف” العبرية، إن خبراء إسرائيليين أعلنوا أن الجيش الإسرائيلي على أعتاب إنهاء الخطة العسكرية من أجل ضرب إيران