الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

آلاف السوريين يطالبون بالحرية في «جمعة الإصرار»

آلاف السوريين يطالبون بالحرية في «جمعة الإصرار»
15 ابريل 2011 23:56
اتسعت رقعة الاحتجاجات أمس، لتشمل عدة مدن سورية، شارك فيها الاف السوريين للمطالبة بالحرية وتدعو الى الوحدة الوطنية، فيما أشار مصدر رسمي الى خروج “تجمعات متفرقة” انفضت بعد وقت قصير دون تسجيل اعتداءات، في وقت دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون السلطات السورية إلى إنهاء القمع ضد المتظاهرين، وجددت إدانتها أعمال العنف التي وقعت أخيرا في سوريا. وقال شاهد عيان إن قوات الأمن السورية استخدمت الهراوات والغاز المسيل للدموع في “جمعة الإصرار” لمنع آلاف المحتجين القادمين من عدة ضواح لدمشق من الوصول الى ساحة العباسيين الرئيسية في العاصمة. وقال الشاهد لرويترز “أحصيت 15 حافلة استخبارات محملة بالأفراد. دخلوا الى الحارات الى الشمال مباشرة من الساحة لملاحقة المحتجين.” وقال شاهد آخر رافق المحتجين في حرستا إن الآلاف هتفوا “الشعب يريد إسقاط النظام” وحطموا العديد من الملصقات التي تحمل صور الرئيس بشار الأسد على امتداد الطريق. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) ان “مجموعات متفرقة من المواطنين خرجت الى الشوارع في عدة مناطق من المحافظات عقب صلاة الجمعة أمس ورددوا هتافات تنادي لسوريا والحرية والشهيد دون تدخل من القوى الأمنية”، مشيرة الى انه “لم تحدث أعمال شغب او تخريب”. ونقلت الوكالة عن مراسليها في المحافظات أن “معظم هذه التجمعات انفضت بعد وقت قصير وساد الهدوء والحياة الطبيعية في الأحياء السكنية ولم تسجل اعتداءات على الممتلكات العامة أو الخاصة”. كما بث التلفزيون السوري، مشاهد لتظاهرات حدثت في عدد من المدن السورية. ولفت المذيع الذي علق على الخبر “ان الصورة اصدق من الخبر”، مشيرا بذلك الى “المبالغة” التي أوردت فيها القنوات الفضائية وبعض وسائل الاعلام الأعداد التي شاركت في هذه التظاهرات والتي قدرت عددها بعشرات الآلاف. وبحسب المشاهد التي بثها التلفزيون فقد جرت تظاهرات في اللاذقية ودوما ودير الزور شارك فيها مئات الأشخاص. ولكن ناشطا حقوقيا في دمشق فضل عدم الكشف عن اسمه قال لوكالة فرانس برس ان “قوات الأمن فرقت بالقوة نحو ألفى متظاهر قدموا من دوما وعربين وحرستا بينما كانوا يهمون بدخول العاصمة من حي جوبر” الواقع في الطرف الشمالي للعاصمة. وأضاف الناشط ان “القوات قامت بتفريق المتظاهرين باستخدام الهراوات وإطلاق قنابل مسيلة للدموع”. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي إن “عشرات الأشخاص تجمعوا امام جامع في حي برزة في دمشق عند انتهاء الصلاة”. وأشار الى “اشتباك بين الشرطة والمتظاهرين قام على اثره المتظاهرون بإلقاء الحجارة على الشرطة”. وفي درعا، اكد ناشط حقوقي اخر طلب عدم الكشف عن اسمه أن “بين 2500 وثلاثة آلاف شخص تظاهروا في ساحة السرايا في وسط مدينة درعا وهم يرددون شعارات مناهضة للنظام”. وذكر الناشط ان من بين الهتافات “الموت ولا المذلة”. ولفت الى وجود “المزيد من المتظاهرين الذين يتوافدون من القرى المجاورة للانضمام الى هذه المظاهرة”، مشيرا الى أن قوى الأمن “لم تتدخل”. وأوضح ناشطون أن من بين الشعارات التي رددها المتظاهرون في سوريا “زنقة زنقة دار دار .. بدنا نشيلك يا بشار”. وأفادت وكالة الانباء السورية “أن الاف الأشخاص تجمعوا في ساحة القصر العدلي في درعا عقب صلاة الجمعة ورددوا شعارات حرية حرية وسلمية سلمية في ظل عدم وجود لقوى الأمن والجيش”. وذكر مراسل “سانا” أن “عددا من الوجهاء والمشايخ خاطبوا المتجمعين ودعوهم لحماية المنشآت العامة والخاصة لأنها ملك للشعب” مؤكدين “ان الاعتداء عليها غير مقبول أخلاقيا وشرعيا”. وطالب الوجهاء والمشايخ المجتمعون “بعدم اطلاق شعارات من شأنها ان تؤثر على الوحدة الوطنية والحرص على ان تأخذ هذه التظاهرة طابعا حضاريا يعكس قيم وأخلاق المجتمع السوري”. وفي شمال شرق سوريا، حيث الغالبية من الأكراد، جرت تظاهرات للاسبوع الثاني في مدن عدة. واكد الناشط الحقوقي حسن برو ان “اكثر من خمسة الاف شخص خرجوا للتظاهر في القامشلي وساروا من جامع قاسمو باتجاه دوار التمثال في جنوب المدينة وهم يحملون أعلاما سورية ولافتات”. وأشار الى ان اللافتات كتب عليها “لا كردية لا عربية بدنا وحدة وطنية ومن القامشلي لحوران الشعب السوري ما بينهان”. كما ردد المتظاهرون هتافات تنادي بالحرية والتضامن مع بانياس ودرعا. وأضاف برو أن “اكثر من ألفي شخص تظاهروا في كل من ناحية عامودا والدرباسية التابعتين للحسكة”. كما أشار الى “تظاهرة قام بها نحو 300 شخص في رأس العين شمال الحسكة انطلقت من جامع الأسد باتجاه الدرباسية”. وأوضح برو أن قوات الأمن لم تتدخل لتفريق المظاهرات التي تفرقت من تلقاء نفسها. وفي حمص، أفاد الناشط الحقوقي نجاتي طيارة ان “نحو اربعة الاف شاركوا في التظاهرة بعد صلاة الجمعة وهم يهتفون حرية حرية” وأضاف طيارة ان “قوات الأمن تدخلت بعد نحو ساعة من اندلاع التظاهرة وفرقت المتظاهرين بالهراوات”. وفي بانياس، ذكر ناشط حقوقي ان “نحو 1500 شخص تجمعوا أمام جامع ابو بكر بعد أن أقاموا صلاة الغائب على أرواح شهداء الأسبوع الماضي”. وأضاف الناشط ان المشاركين كانوا يهتفون “حرية سلمية” و”بالروح بالدم نفديك يا شهيد”. وفي اللاذقية، تجمع “نحو ألف شخص في ساحة اوجاريت في مركز المدينة للمطالبة بإطلاق الحريات”. وذكر ناشط حقوقي ان “نحو 500 شخص تظاهروا في جسر الشغور شمال غرب سوريا”، مشيرا الى أن “الأمن أوقف عدة أشخاص ثم ما لبث أن اطلق سراحهم بعد ان طالب الأهالي بالإفراج عنهم”. ولفتت “سانا” في خبرها الى “تجمعات” شهدتها بقية المحافظات في “الدرباسية والقامشلي ودير الزور وحمص وبانياس وجبلة والحفة وحماة وبعض مناطق ريف دمشق”، مشيرة الى ان هذه التجمعات كانت “محدودة وانفض معظمها دون احتكاكات مع قوى الأمن”. وأكدت الوكالة السورية أن “الحياة تسير على طبيعتها المعتادة”. وبث ناشطون على موقع “يوتيوب” شريطا قالوا انه لتظاهرة في بلدة داريا في ريف دمشق شارك فيها المئات وهم يهتفون شعارات مناهضة للنظام. ويبدو في الشريط المشاركون وهم يحملون لافتات تدعو للتضامن مع بانياس الساحلية وللوحدة الوطنية ونبذ الطائفية. كما بث الموقع عدة أشرطة لتظاهرات في حلب وطرطوس ودير الزور وحماة وبعض البلديات في ريف دمشق. وأذاعت قناة “الجزيرة” أمس لقطات تظهر أفراد أمن سوريين يضربون بالعصي محتجين محتجزين في مدينة البيضا ويركلونهم ويسيرون بأقدامهم على أجساد المحتجزين المقيدة والمسجاة على الأرض. وقالت “الجزيرة” إن الصور التقطت قبل بضعة أيام. وكان منظمو الاحتجاجات في سوريا دعوا الى متابعة التظاهر في يوم “جمعة الإصرار” للتعبير عن “الإصرار على المطالب والإصرار على الحرية والإصرار على السلمية”. الى ذلك دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمس سوريا الى وقف قمع المتظاهرين المعارضين للنظام وتحقيق التطلعات الديموقراطية للبلاد. وقالت كلينتون أمام الصحفيين في برلين في ختام اجتماع لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي “ندعو السلطات السورية مرة جديدة الى الامتناع عن أي استخدام للعنف ضد شعبها”. وأضافت أن “الحكومة السورية لم تلب المطالب المشروعة للشعب السوري. لقد حان الوقت لأن تكف الحكومة السورية عن قمع هؤلاء المواطنين وان تبدأ بتحقيق تطلعاتهم”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©