الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطورة الشّيكات !!

23 ابريل 2014 23:53
دفتر الشيكات، هو ذلك الدفتر الصغير الذي تكفي ورقة منه، لأن تقلب حياة أحدهم رأساً على عقب إما بسجنه أو تغريمه عند إساءة استخدامه!. والحديث عن خطورته لا يحتاج جهداً كبيراً، فأعداد القضايا التي اكتظت بها المحاكم، والمتورطين الذين امتلأت بهم السجون جرّاء ذلك، شواهد كافية لتنبيه المجتمع إلى هذا الخطر! وسبب ذلك هو أن وظيفة الشيك انقلبت إلى «أداة ضمان» بعد أن كانت أداة وفاء، إذ يحرره صاحبه ليضمن السداد للطرف الآخر، كما هو الحال عند ضمان سداد القروض البنكية! رغم أن الأصل القانوني عكس ذلك تماماً، فالشيك هو «أداة وفاء» يمكّن المستفيد من تحصيل قيمته متى عرضه على المصرف. والمشكلة تحدث عندما يقوم صاحب الشيك بتحريره على سبيل الضمان، فيتأخر في السداد أو يَخِلّ في التزامه، مما يدفع المستفيد إلى تقديم الشيك للبنك، لكن يفاجأ بإرجاعه لعدم وجود الرصيد الكافي، وهنا يتورط من حرره بقضية «شيك مرتجع»!. إن التساهل في تحرير الشيكات وعدم الجدية هو السبب في ذلك، فكان الهدف من كتابة المقال هو توعية القارئ، وذلك باتباع النصائح الآتية: ? لا تصدر أي شيك، قبل أن تتأكد من وجود ما يغطيه في حسابك، حتى وإن كان على سبيل الضمان. ? لا تصدر شيكا بمبلغ كبير يفوق قدرتك المالية، معتمداً على راتبك الشهري، أو أيّ مصادر أخرى للدخل، لأنك قد تفقدها لسبب ما، وتعجز عن السداد حينئذ. ? احرص على حفظ دفتر شيكاتك في مكان آمن، حتى لا يتسنى لأحد التصرف به، وعند ضياعه أبلغ المصرف الصّادر منه على الفور. ? كن جاداً عند إصدارك للشيك، لأنك إن تعمدت إحداث أي خطأ لتمنع صرفه كتغيير التوقيع مثلاً، ثم تبيَّن قصدك من ذلك، ستتعرض للمساءلة القانونيّة. ? احرص على أن لا تتكرر حالات الشيكات المسترجعة لديك، لأن ذلك يؤدي إلى إغلاق حسابك، وحرمانك من فتح أي حساب مصرفي لمدة عام، كما تُحْرَم من التسهيلات الائتمانية التي تقدمها البنوك، كونك أفقدتها الثقة بك! ? والأهم من ذلك (لا توقع على بياض)، نستغرب ممّن يقوم بتوقيع جميع ما يحتويه الدفتر من شيكات؛ لتكون جاهزة عند إصدارها، وكأن التوقيع يستغرق وقتاً طويلاً! وهذا أخطر ما قد يفعله أي إنسان عاقل، لأنه بذلك يجهّز الشيك للسارق كيّ يضع المبلغ الذي يحلو له!!. وبقي أن ننبه بأن كل من يصدر شيكا ليس له مقابل وفاء، يعاقب بالحبس من شهر إلى ثلاث سنوات، أو بالغرامة من 1000 إلى 30000 درهم. لكن بمجرد التنازل أو تسديد قيمة الشيك تنقضي الدعوى الجزائية في أية مرحلة من مراحلها، حتى وإن صدر فيها حكم نهائي باتّ. إذًا فكلنا معرضون لأن نقع في مخاطر الشيكات، إن لم يكن أغلبنا قد وقع فيها، لكن بالوعي نستطيع تفاديها، فكن أكثر وعياً. إلهام المرزوقي كلية القانون- الجامعة الأميركية في الإمارات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©