السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نيويورك تايمز: الاستراتيجية القطرية انهارت

نيويورك تايمز: الاستراتيجية القطرية انهارت
15 يونيو 2017 18:30
دينا محمود (لندن) الاستراتيجية القطرية انهارت على ما يبدو في نهاية المطاف، هكذا أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في مقالٍ تحليليٍ يتناول تطورات المقاطعة التي تعاني منها قطر، إثر التحرك الحاسم الذي اتخذته الإمارات والسعودية والبحرين ومصر حيالها، لحملها على التوقف عن انتهاج سياسات مُزعزعة للاستقرار وداعمة للإرهاب. وأشار المقال إلى أنه يمكن تتبع جذور الأزمة الراهنة إلى الوقت الذي تولى فيه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر السابق حكم هذا البلد بعد الانقلاب الذي أطاح فيه بحكم والده عام 1995. ونقل الكاتب ماكس فيشر عن مارك لينش خبير العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن الأميركية قوله إن السياسة الخارجية للدوحة منذ أواخر تسعينيات القرن العشرين كانت مزيجاً من سؤالين يتمثلان في «ما الذي يمكن أن نفعله لكي نضع أنفسنا على الخريطة؟ وماذا بوسعنا أن نقوم به لإزعاج السعوديين؟». ورأى المقال أن النهج الذي اعتمدته الدوحة في هذا الصدد، استند إلى إقامة علاقات مع إيران، وكذلك مد صلات التعاون الاقتصادي مع إيران فضلاً عن استضافة قاعدة «العديد» العسكرية الأميركية، علاوة على تحويل البلاد إلى «ملاذٍ» للإسلاميين المنفيين، بجانب إطلاق قناة «الجزيرة» التي سعت حكومة الدوحة من خلالها إلى دعم حلفائها و«إزعاج العائلة المالكة في السعودية». وذكّر الكاتب الأميركي بإقدام الرياض عام 2002 على سحب سفيرها من قطر على خلفية تغطيات قناة الجزيرة المناوئة للسياسات السعودية، وهو السفير الذي لم يعد إلى الدوحة سوى بعد ست سنوات كاملة. ورأى فيشر أن قطر اعتبرت ما وُصِف بـ«الربيع العربي» فرصة لمناوأة السعودية. ولكنه أشار إلى أن حلفاء الدوحة من الأنظمة التي طفت على السطح في هذه الفترة لاقوا «انتكاساتٍ كارثيةً» في ما بعد، وهو ما أعقبه تنازل الشيخ حمد &ndash معتل الصحة &ndash عن الحكم لنجله الأمير تميم «الأقل خبرة»، وذلك منتصف عام 2013، وهو ما اعتبره الكاتب نهايةً لفترة قصيرة كانت فيها قطر «قوة إقليمية». من ناحية أخرى، ألقت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» البريطانية المرموقة الضوء على الانهيار الذي يعاني منه الريال القطري في ظل الضغوط التي تتعرض لها حكومة الدوحة بهدف حملها على تصحيح مسار سياساتها المثيرة للقلاقل. وقالت الصحيفة في تقريرٍ لها إن قيمة العملة المحلية القطرية وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ 19 عاماً رغم تعهدات المسؤولين القطريين علناً بحماية سعر الصرف في البلاد. وأشارت «الفاينانشيال تايمز» إلى أن الإجراءات الصارمة التي تتخذها الإمارات والسعودية والدول الأخرى الرافضة للسياسات القطرية، أذكت تكهناتٍ بأن المصرف المركزي القطري سيضطر إلى تخفيض سعر صرف الريال، الذي يعاني من الانخفاض منذ أسبوع كامل دون وجود مؤشراتٍ على إمكانية تعافيه قريباً. الصحيفة نفسها أبرزت المصاعب الشديدة التي باتت تواجه شركة الخطوط الجوية القطرية التي قالت «فاينانشيال تايمز» إنها كانت الأسرع نمواً في منطقة الخليج فيما سبق، قبل أن «تنقلب الطاولة» عليها بفعل القرارات الخليجية والعربية الأخيرة حيال قطر. وأشارت الصحيفة في هذا الشأن إلى «انهيار الحجوزات» من قبل من كانوا يرغبون في السفر على متن الطائرات التابعة للشركة، قبل أن يتراجعوا عن ذلك بعدما اضطرت رحلاتها إلى أن تسلك مساراتٍ غير مباشرة، بعدما أُغلِقت في وجهها المجالات الجوية للإمارات والسعودية والبحرين. وفي هذا السياق، أفاد التقرير بأن الحجوزات على متن طائرات «الخطوط الجوية القطرية» تراجعت خلال الأسبوع الماضي، إلى أقل من 23 ألف بطاقة سفر، في ظل موجة من الإلغاءات ضربت الشركة، كان أوسعها نطاقاً في المملكة العربية السعودية ثم الإمارات. وتوقعت «الفاينانشيال تايمز» أن تتفاقم الأزمة خلال المرحلة المقبلة، مع تزايد عدد المواطنين الخليجيين الراغبين في قضاء عطلاتهم خارج المنطقة هرباً من الحرارة الشديدة التي تسودها خلال الصيف. ومن جانبها، أشارت صحيفة «الجارديان» إلى أن المنتجات الغذائية التي أرسلتها تركيا إلى قطر «تبخرت» من على أرفف المحال التجارية بسبب الإقبال الشديد عليها، وذلك بعد إغلاق المنافذ البرية والبحرية بين الدوحة وجيرانها الخليجيين. واشنطن تايمز: هيكلة الجزيرة وإنهاء مساندة الإخوان أهم خطوات حل أزمة قطر من جانبها قالت صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية، إنه مع سعي الولايات المتحدة لسبل عدم تصعيد الخلاف المتنامي والخطير بين قطر وجيرانها في الخليج، فإن هناك نقطتين أساسيتين يجب أن يعرفهما فريق السياسة الخارجية للرئيس دونالد ترامب، الأولى هي أهمية التدفق غير المنقطع للنفط والغاز من الخليج إلى الأسواق العالمية، والثانية هي تأكيد احتواء سلوك طهران السيئ، لأن النظام الإيراني لا يزال يمثل التهديد الأكثر خطورة للأمن الإقليمي في الشرق الأوسط الكبر وراعيا رئيسيا للإرهاب. وحذرت الصحيفة في تحليل كتبه روب سبهانى، الخبير الأميركي في مجال الطاقة، من أن مخاطر السماح بتصاعد الأزمة سيكون له عواقب عالمية وإقليمية لأن الاقتصاد العالمي لن يتحمل أي تعطيل في تدفق المواد الهيدروكربونية من الخليج، كما أن آخر ما تريده الولايات المتحدة أن تقبل قطر بعرض إيران بوجود 10 آلاف من الحرس الثوري على أراضيها، حيث يوجد في قطر 8500 من القوات الأميركية، كما أنها تستضيف أكبر قاعدة أميركية بتمركز مسبق في العالم. ودعا سبهاني الولايات المتحدة للعمل مع قطر لمواجهة بعض المخاوف المشروعة التي أثارتها كل من مصر والبحرين والسعودية والإمارات، وحدد الخبير الأميركي عدة خطوات لتحقيق ذلك كالتالي. أولا: ضرورة أن تطلب واشنطن من قطر إعادة هيكلة الجزيرة، وينبغي أن تطرد الدوحة فورا الصحفيين الموالين للإخوان وتضع حدا لمن يسمون بالشيوخ أمثال يوسف القرضاوي، ويجب أن تستفيد قطر بدلا من ذلك من حقيقة وجود كلية الصحافة بجامعة نورث ويسترن وتقوم بتدرب القطريين لشغل تلك المناصب. ثانيا: أن تصبح مساعدة قطر لحماس شفافة، وأشار الكاتب إلى أن مساعدة قطر لحماس منذ أن طردهم الملك عبدالله من الأردن عام 1999 تحولت إلى حملة تمويل وفي بعض الأحيان تدفقت الأموال لعناصر متطرفة داخل حماس، ويجب أن تصر واشنطن على أن تكون مساعدة أهالي قطاع غزة من خلال منظمات أميركية غير ربحية أو قطاع خاص. وأخيرا، أن تحصل واشنطن على تعهد مكتوب من قطر لإنهاء مساعدتها للإخوان، وفي المقابل ينبغي أن تحصل الدوحة على تطمينات من الولايات المتحدة أنها لن تصبح محل ضغوط من الدول العربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©