السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البنك الدولي: 30 مليار دولار خسائر الاقتصاد الهندي من حوادث الطرق العام الماضي

البنك الدولي: 30 مليار دولار خسائر الاقتصاد الهندي من حوادث الطرق العام الماضي
27 أغسطس 2008 22:50
تقف الكتل المعدنية الملتوية التي تخلفها حوادث السيارات على الطرق السريعة شاهدا كئيبا على فداحة الثمن الذي تدفعه الهند صاحبة أحد أعلى معدلات قتلى الحوادث في العالم إذ لقي نحو 100 ألف حتفهم في حوادث الطرق العام الماضي، والثمن ليس بشريا فحسب؛ إذ يقدر البنك الدولي أن حوادث الطرق كل عام تكلف الهند نحو ثلاثة في المئة من الناتج المحلي الاجمالي الذي تجاوز تريليون دولار عام ·2007 ومع ارتفاع مستوى الدخل ونمو الاقتصاد بسرعة تتزايد ووتيرة ارتفاع عدد السيارات والشاحنات الجديدة التي تنضم إلى الاساطيل التي تسير على طرق الهند وشوارعها الضيقة المزدحمة التي لم تكن قط مصممة لاستيعاب هذا الحجم الهائل من حركة المرور· ومن العوامل التي تعمل على زيادة عدد ضحايا الحوادث قدم البنية التحتية وضعف التدريب على قيادة السيارات بل وانتشار السيارات التي تخلو من وسائل الأمان الاساسية بسبب ميل الهنود للسيارات الرخيصة· وقال راجيش روهاتجي خبير النقل بالبنك الدولي في نيودلهي: ''نحن نتحدث عن قضية في غاية الخطورة هنا لها تداعيات اقتصادية ضخمة''، ويتنبأ البنك الدولي بأن حوادث الطرق قد تصبح القضية الصحية رقم ثلاثة في الهند بحلول عام 2020 لتتجاوز أمراضا قاتلة مثل الدرن والايدز· وفي الهند حيث يمثل النقل البري حوالي 90 في المئة من حركة نقل الركاب و65 في المئة من حركة نقل البضائع يبلغ عدد القتلى لكل عشرة آلاف مركبة 14 بالمقارنة مع أقل من اثنين في الدول المتقدمة وفق تقديرات البنك الدولي· ومن السهل معرفة السبب فالسيارات بل والدراجات النارية التي ينطلق الكثير منها بأربعة ركاب تتقاسم طرقا ضيقة مع الدراجات وعربات الركشة الهندية الخفيفة والشاحنات والحافلات بل والعربات التي تجرها الدواب بالاضافة إلى المشاة الذين يضطرون للسير في الطريق بسبب الباعة الذي يحتلون الارصفة· ولأن عدداً قليلاً من المدن الهندية يطبق قواعد السلامة الاساسية مثل أحزمة الامان فليس غريباً أن يشاهد المرء اطفالا يجلسون مع أحد الكبار في المقاعد الأمامية أو حافلات مكدسة بالركاب الذين يحفظون توازنهم بصعوبة على سلم المركبات أو فوق الاسطح· ومن العوامل التي تتسبب في الحوادث ويموت فيها عدد يقدر بنحو 275 شخصا كل يوم امتلاء الطرق بالحفر وعدم كفاية قواعد السلامة وضعف نظام التراخيص والتساهل مع المخمورين وصغار السن من قائدي السيارات؛ لكن أكبر العوامل على الأرجح هو تزايد عدد السيارات التي تنضم إلى أساطيل السيارات على طرق الهند كل عام يقودها سائقون يفتقرون للمهارات الاساسية على طرق لا تتحمل حجم حركة المرور الهائل· وهي مشكلة تمر بها دول نامية أخرى يشهد اقتصادها ازدهارا يتيح لاعداد أكبر من سكانها امتلاك سيارة، ويقدر البنك الدولي أن عدد الوفيات من حوادث الطرق على مستوى العالم سيرتفع الى مليونين سنويا بحلول عام 2020 من 1,2 مليون ما لم يتم التأكيد على تعلم مهارات القيادة وتطبيق قوانين المرور· وفي الهند تقدر وزارة النقل أن عدد القتلى سنويا من حوادث الطرق قد يقفز إلى 150 ألفا بحلول عام 2015 بسبب النمو السريع في ملكية السيارات، ومن المتوقع أن ترتفع مبيعات سيارات الركوب السنوية في الهند صاحبة ثالث أكبر اقتصاد في آسيا إلى مثليها تقريبا لتصل الى مليوني سيارة عام 2010 وان تزيد مبيعات المركبات التجارية لأكثر من المثلين الى مليون سيارة· وتعتزم الحكومة إنفاق أكثر من 500 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة على تطوير الطرق والمواني والمطارات وغيرها من مرافق البنية التحتية المتهالكة، لكن ليس كل الاموال المخصصة لمشروع تنفق عليه بسبب الفساد وسوء الادارة، والنتيجة انجاز مشروعات دون المعايير وضعف صيانة الطرق· ويسهم في ترسيخ المشكلة لامبالاة عامة بين المستهلكين عندما يتعلق الامر بأحزمة الامان والوسائد الهوائية بل وخوذات قائدي الدراجات النارية· ويقول هورمزد سورابجي محرر مجلة أوتوكار: ''من المؤسف أن الامن ليس عاملا كبيرا في قرار الشراء عند المستهلكين الهنود''، ويشير الى أن السعر وتكلفة الوقود أهم من عناصر السلامة عند المستهلك·
المصدر: مومباي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©